يشكل مهرجان البركل مناسبة لتلاقي الثقافات المحلية، بجانب تسليط الضوء على مقومات السياحة والاستثمار في شمال السودان، علاوة على أنه يمثل قيمة ثقافية كبيرة كون الولايات الشمالية ظلت قروناً عديدة موطناً لحضارات وثقافات عديدة.
في السياق، بدأت اللجنة العليا للمهرجان استعدادها مبكراً للتحضير لإقامة الليالي التي تنتظرها الجماهير في كل عام ، وتبذل اللجنة جهوداً مقدرة بغية الخروج بالنسخة الجديدة في أبهى صورها وإلباسها ثوباً قشيباً وجاذباً يجعل من ليالي البركل الشتوية زاهية ودافئة بفعل التفاعل مع الإبداع والمبدعين، الذين سيقدمون الكثير عبر المهرجان، ويطمح القائمون على أمره في أن يتحقق التطور المنشود والاختلاف.
القادم أحلى
يأمل الكثيرون في أن تأتي نسخة البركل الرابعة متميزة عن النسخ الثلاث الماضية من ناحية الشكل والمضمون، وامتداداً للتطور الذي شهده المهرجان الذي يمضي للأفضل عاماً تلو الآخر، بعد ما حققه من نقلة اقتصادية وثقافية في المنطقة، وعلى الرغم من ارتفاع الأصوات الناقدة للمهرجان، خاصة في الفترة التي أعقبت الترويج لمشاركة بعض المطربين العرب في ليالي المهرجان المقبلة، إلا أن إدارة البركل للسياحة نفت الأمر جملة وتفصيلاً. وأكدت أنه لا توجد دعوات لمطربين عرب وإن كانت هناك دعوات فمن الأفضل كان تقديمها لمن لديهم علاقة بالحضارة النوبية. (اليوم التالي) استنطقت القائمين على إدارة المهرجان حول ما أثير من إشاعات ولغط حول البركل في موسمه الرابع، حيث قال عبدالمجيد محمد عبدالمجيد نائب رئيس لجنة مهرجان جبل البركل: تم اختياري لأن المهرجان كان في محلية البركل تحديداً منطقة مروي، والآن أصبح يشمل كل محليات الولاية الشمالية، وباتت مسؤولة عنه، ربما العام القادم يكون في محلية أخرى.
فعاليات وزيارات
وكشف عبدالمجيد عن الجديد في النسخة الرابعة. وقال: “شكل البرنامج سيخرج من طور التقليدية، لأن النسخ السابقة بها (معارض وغناء)، لكن هذه النسخة ستشتمل على إقامة ندوات وتوزيع كتب وزيارات للأجانب إضافة إلى فعاليات في كل محليات الولاية الشمالية”. وأضاف: “البرنامج لم ينحصر على إقامته في جبل البركل وفعاليه بالخرطوم، بل سينتشر في جميع ولايات السودان”. وتابع: “أي عمل كبير مثل مهرجان جبل البركل لابد أن تصاحبه إخفاقات لكن العبرة أنك تتجاوز الإخفاقات، ويتم تداركها في هذه النسخة التي نراهن عليها بأن تكون أفضل من النسخة الأولى”.
تسويق وترويج
وأضاف عبدالمجيد أن “هناك الكثير من النقاد تحدثوا عن أن المهرجان لم يحقق الهدف المطلوب، ولكن أنا أقول إن النسخ الثلاث الماضية الهدف من المهرجان فيها كان التسويق للمناطق السياحية في الولاية الشمالية، وهم تناسوا التركيز على البنيات التحتية”. وأردف: “القصد ليس غناءً ورقيصاً وإنما تبقى الاستفادة من الترويج للسياحة وتسويق المناطق السياحية الموجودة بالولاية الشمالية، وهي غنية بالآثار والمواقع الأثرية، لأنها لا يوجد تسويق عالمي، وإذا لم يكن الهدف التسويق والترويج ما في داعي لإقامة المهرجان”.
حراك داخل المنطقة
أشار عبدالمجيد إلى أن المهرجان سيكون سوقاً كبيراً جداً، ويشهد حراكاً تجارياً كبيراً في المنطقة وعملاً ترويحياً لكل أبناء الولاية. ولفت إلى أن هناك مؤسسية في إدارة المهرجان ومسؤولين. وأردف: “لا أستطيع أن أحدد المطربين المشاركين في هذه النسخة، لكن هناك ليلة متخصصة، وأنا مسؤول عن الليلة النوبية، وبجانب أمسية للطمبور والشعر، هناك سوق تجاري صخم بمشاركة كبرى الشركات وسوق لمنتجات الولاية الشمالية ومعارض، وافتكر أن المهرجان سيكون ضخماً وسيخرج بالصورة المطلوبة”.
انتقادات مصاحبة
قال عبد المجيد إن الانتقادات التي حدثت ربما يكون هناك أشخاص قلبهم على المنطقة والمهرجان وأرسلوا لنا صورة وليد توفيق مع الجبل، وهذا التصرف فردي وخاطئ جدا، وفي اعتقادي أن يتم العمل بمؤسسية ولدينا أمانة كاملة للإعلام وأفراد والسوشال ميديا أتاحت مساحات لكل من يشاء أن ينشر بوست أو تحريف كلام والإدانة تصبح على القائمين بأمر المهرجان. وأكد أن القصد لم يكن سيئاً، وحقيقة أنا حزنت وتأثرت جدا بهذا البوست وأنا تحدثت مع رئيس المهرجان دكتور عبد الرحمن الخضر وقررنا أن لا يتم النشر.
مشاركات محلية
ونفى عبدالمجيد مشاركة المطربة نوال الزغبي، مشيرا إلى أن هناك اتصالات مع الفنان وليد توفيق لزيارة البلاد كضيف شرف المهرجان. وقال إذا كانت هناك مشاركات للمطربين من الخارج، فمن باب أولى أن نقدم الدعوة للمطربين الذين تربطهم علاقة بالحضارة النوبية (نبتة ومروي)، سبق وأن شاركونا في مهرجان وادي حلفا الأول.
تحدي التميز
أكد عبدالمجيد أن النسخة الرابعة فيها تحدٍّ كبير لكي يثبت المهرجان بكل قواعدة وقوته (نكون أو لا نكون). وقال: “أتحدث بكل وضوح وشفافية أن النسختين السابقتين لم يصلوا إلى مستوى النسخة الأوليى، رغم كثرت المهرجانات التي تقام بالبلاد، وأتمنى أن النسخة الرابعة تحقق كل ما هو مطلوب ويضيف للولاية”.
الخرطوم – ساره المنا
صحيفة اليوم التالي