د. عوض الجاز: سنستمر في تصدير منتجات السودان الزراعية إلي روسيا

الإتفاقات الاقتصادية وزيادة منح التعليم أهم مكاسب الزيارة
السودان في تاريخه لم يتمحور أصلاً في إطار ضيق مع جهة معينة
سنستمر في تصدير منتجات السودان الزراعية إلي روسيا

حوار: وداد محمد علي (smc)

وجدت زيارة الرئيس عمر البشير مؤخراً لدولة روسيا ترحيباً واسعاً لجهة أنا كانت الأولى من نوعا بجانب أنها فتحت آفاقا واسعة للتعاون بين الخرطوم وموسكو.. ولإلقاء المزيد من الأضواء حول نتائج تلك الزيارة إلتقى المركز السوداني للخدمات الصحفية بالدكتور عوض احمد الجاز الرئيس المناوب للجنة العليا للاشراف على ملف العلاقات السودانية مع دول البركس وعضو الوفد الذي زار موسكو.. واستعرض الجاز الإتفاقات التي تم التوقيع عليها بين الجانبين وتأثير التقارب بين السودان وروسيا على علاقة السودان مع الولايات المتحدة والصين، وغيرها من القضايا المتصلة بالزيارة.. فإلي مضابط الحوار .

ماهي الأهداف التي حققتا زيارة رئيس الجمهورية لروسيا مؤخراً ؟

هذه الزيارة تعتبر الاولي لرئيس الجمهورية لدولة روسيا والتي تعتبر جزءاً من إهتمام السيد الرئيس الذي كون لجنة ذات خصوصية برئاسته لترعي العلاقات مع دول البريكس والتي من بينها روسيا.. هذه الزيارة قوبلت بترحيب واسع وكبير جداً. ويمكننا القول بأنا تعتبر مفتاح لعلاقات جديدة وتجديد لعلاقات قديمة للسودان مع دولة الإتحاد السوفيتي سابقاً.. الآن تجدد تهذه الرغبة ووجدت القبول من الجانبين.

حدثنا عن النتائج الملموسة التي حققتها الزيارة؟

لمسنا خلال الزيارة بأن كلا الجانبين يرغب في أن تكون هناك علاقة متميزة. وكما قلت بأن السودان بادر بإنشاء العلاقة مع مجموعة دول البريكس الخمس. وقبل ذلك كان لروسيا حظها في هذه العلاقة. وقد طُرح التعاون في كل المجالات ووجدنا توافق في الرغبة بين الطرفين في إنشاء علاقة، وهناك أجهزة مشتركة ممثلة في اللجنة الوزارية المشتركة ولجنة للتشاور السياسي لكن هذه الزيارة التي التقى خلالها الرئيسين توجت هذه العلاقة.. وتناول الحديث تطوير العلاقة علي المستوي الإقتصادي والمستوي الدفاعي والثقافي.. وماقدمته روسيا وجد القبول من السودان وماقدمه السودان وجد القبول من روسيا. وأهمية هذه الزيارة كما قلت توافق الرغبة من هنا وهناك، وما علينا إلا أن نمضي من أجل تحقيق هذه الرغبات والإشارات إلي عمل ملموس تستفيد منه الدولتين .

ماهي الإتفاقيات التي تم التوصل إليها مع موسكو وفي أي المجالات ؟

تم توقيع عدد من الإتفاقات منها العلاقة الدبلوماسية في إعفاء الجوازات الدبلوماسية بأن تكون حركة المسؤولين بين البلدين ميسرة، ثم أن هناك إتفاقية علي مستوي التعليم العالي إذ تقدمت دولة روسيا بزيادة حجم المنح لكل الطلاب السودانيين علي مستوي الجامعات المختلفة، والسودان بادلهم بان يري الشباب الروسي متواجد في الجامعات السودانية.

وكذلك وقعت إتفاقية في مجال تطوير العلاقة الزراعية وكما ذكرت هناك بعض المنتجات الزراعية والبستانية ذهبت إلي روسيا ووجدت إقبال كبير. وهذه أحد الأشياء التي نركز عليها بأن تمضي منتجات السودان إلي دولة روسيا خاصة في ظل إختلاف المناخ بيننا وبينهم. قد تكون روسيا في زمان تتعثر فيه الزراعة بسبب الطقس البارد وهذه فرصة للسودان بأن تلج موارده أسواق روسيا، ونحن نقول لا سبيل لتطوير إمكانات السودان إلا بتوفير الطاقة، والسودان له سابق إتفاق مع وكالة الطاقة الذرية وتم الإتفاق بأن يمضي السودان في مجال الطاقة الذرية وهي الاكبر والأرخص في المدي البعيد في المجالات السلمية. وهذا الإتفاق مع الوكالة الدولية توج بإتفاقية مع دولة روسيا أن نمضي في هذا الجانب حتي نحقق طاقة نظيفة وسلمية لأغراض سودان مليئ بالإمكانات المختلفة.

أيضاً هناك إتفاقيات تمت علي مستوي التعدين وهناك عدد من الشركات الروسية الآن تنقب في مجال الذهب. وطرحت إمكانات السودان المعدنية علي وسائل مختلفة ونحن نتوقع بوجود الشركات التي اقدمت وبدأت عمل ناجح أن ياتي عدد كبير من الشركات في هذا المجال، وأيضاً تم إتفاق علي مستوي النفط والغاز ولروسيا تجارب كبيرة في هذا المجال ووقعت إتفاقيات في هذا المنحي. ونحن في اللجنة العليا سنجتهد لمتابعة هذه الإتفاقات حتي لاتكون حبر علي ورق وأن تكون ملموسة لاهلنا في السودان وأن تكون فاتحة خير .

هل سينعكس ذلك مباشرة على زيادة الإستثمارات الروسية في السودان في المدى القريب؟

توقعاتنا أن يعقد خلال أعمال اللجنة الوزارية التي ستنعقد منتصف الشهر القادم مجلس رجال الاعمال السودانيين والروس. واقول لك بان هذه الزيارة فتحت الأبواب علي مصراعيها ولا بد من أن يجتهد البلدان في تحقيق المصالح والفوائد المشتركة بعيداً عن المحورة والإستهداف وكذلك بعيداً عن القراءة مابين السطور وهذا كتاب مفتوح سنعمل فيه مع هذه الدول وكذلك مع الدول الأخري. ونحن نؤكد بأننا كلجنة عليا برئاسة الرئيس البشير سنولي المتابعة اللصيقة والميدانية لعلاقاتنا مع هذه الدول حتي نحقق الفائدة لنا ولشركائنا في هذا المجال .

ماذا عن الجانب الثقافي؟

هناك رغبة من دولة روسيا أن ياتي السائح الروسي للسودان، والسودان غني بالمناطق التي يمكن أن يشاهدها الإنسان الروسي. وسيقام معرض للحضارة السودانية في متحف موسكو في العام القادم.. هذه كلها إشارات لإستفادة البلدين من الإمكانات المتاحة هنا وهناك.

ألا يثير التقارب الكبير مع روسيا ردود أفعال سالبة من دول أخرى؟

لا أظن.. ذلك لأن السودان بلد مفتوح علي كل الدول شرقها وغربها وشمالها وجنوبها، السودان أصلاً في تاريخه لم يتمحور في إطار ضيق مع جهة معينة ولم يدخل في المحاور. ومنهج السودان في أنه صاحب مبدأ متمثل في الإستقلالية في الرأي والذاتية في التعامل ولذلك لم يتمحور في جهة شرقية أو غربية وليس هناك مايدعو للتمحور.

لكن هناك من يرى أن الزيارة بأنها ربما تكون خصماً على العلاقة مع واشنطون؟

واشنطون عندما كانت مقاطعة للسودان كانت علاقات السودان مبنية مع الدول الاخرى.. وتجديد علاقة السودان مع روسيا لم تكن نكاية في الطرف الآخر، وهذا لن يكون لأن علاقة السودان ممتدة مع كل الدول. وحتي أمريكا عندما قاطعت السودان لم يبادلها العداء، ولذلك ليس هناك علاقة أو حركة أو سفر أو وصل مع أي دولة في العالم يحسبه السودان عداء لأي بلد آخر.. ونحن بلد مفتوح لنا رأينا المستقل في التعامل بما ينفع بلدنا أو بما يحقق ذاتيتنا ومنهجنا في التعامل .

كيف يوفق السودان علاقاته ما بين روسيا والولايات المتحدة والصين، مع تضارب مصالح هذه الدول؟

والله نحن لسنا مسؤولين عن أننا كيف نوفق بين هذه الدول.. بل مسؤوليتنا أن نحقق لبلدنا المنفعة بحسب مبادئنا وأعرافنا وسياساتنا ..ومن هذا الباب نحن بلد مفتوح علي كل هذه البلدان، وليست هذه الدول الثلاث فحسب بل كل دول العالم. لذلك منهج السودان ان مصلحته ليست التمحور في جهة او معاداة جهة بل بلدنا مفتوح وسياستنا مفتوحة وكذلك منهجنا ولنا ذاتيتنا في التعامل وكل من يريد التعامل معنا نتعامل معه بكل شفافية ووضوح في ما يحقق الفائدة المشتركة بيننا والطرف الآخر .

ماذا عن التنسيق بين الخرطوم وموسكو في القضايا الإقليمية؟

كما ذكرت أنه في تناول القضايا التي طرحت في كل منتديات الحوار كان هناك توافق والذي يعظم من فائدة هذه الزيارة هو ذاك التوافق في وجهات النظر ليس من حيث انها تتمحور مع من ضد من ولكنها في التعامل المفتوح في أننا نخدم القضايا المختلفة.. وطرحنا إمكانات السودان المتعددة لقيادة الدولة الروسية وكذلك القطاع الخاص إذ اننا نرحب بأي شخص يأتي للتعامل معنا بشفافية ووضوح في كيف اننا نستثمر في مثل هذه الأعمال. ولذلك أقول أن فائدة الزيارة أيضاً طرحت إمكانات السودان التي سبقتها بعض المنتجات والصادرات السودانية إلي روسيا.. وحقيقة سمعنا ثناء كبير علي ما وصلهم من منتجات سودانية وهذا شجع في أن نوسع دائرة الشراكة في المجالات المختلفة إن شاء الله.

هناك لغط حول تفسير طلب السودان الحماية من روسيا.. ما المقصود من الحماية؟

روسيا لها سابق دعم في هذا المجال ووقفت مع قضايا السودان العادلة في كل المنابر الدولية. وتحدث الرئيسان طويلاً خلال الزيارة حول كيفية التعاون لاستقرار المنطقة كلها سواء كان المنطقة العربية أو الأفريقية وغيرها، ولابد من أعمال مشتركة وأن يكون السلام هو العنصر الذي يحقق الإستقرار بالبلاد ويحقق الفوائد المشتركة. وكلما كانت المناطق مستقرة وأهلها آمنين كل ما كانت هناك فائدة تجذب البعض مثل تطوير عملية السياحة والشراكة في مجالات الإقتصاد المختلفة والتنسيق في المنابر الدولية بما يعزز السلام ويبعد الحرب والخصومة بين الدول.. وكل هذه القضايا كانت حاضرة في نقاش الرئيسين .

هل تم الاتفاق على موعد عقد إجتماعات اللجنة المشتركة بين البلدين؟

ستنعقد اللجنة الوزارية المشتركة بين السودان وروسيا في منتصف ديسمبر القادم. وهذه المرة ستجتمع في السودان بعد ان سبقها بعض توقيع عدد من الإتفاقات. هذه اللجنة ستكون هي مسار وتاكيد وتطبيق ما تم الإتفاق عليه في هذه الإتفاقيات.

علام سيكون الرهان القادم؟

نحن لانراهن علي شخص وعلي دولة ولكننا ننشد السلام والوئام والمحبة، وطالما نحن بلد مفتوح إعتمادنا علي ذاتنا من بعد الله تعالي وهذا المنهج هو الذي جمع حولنا ووطد علاقاتنا مع الجوار البعيد والقريب ونحن نعض علي هذا المنهج ونسير إلي الأمام .

smc.

Exit mobile version