مبارك الفاضل: الرئيس قاد الحوار لتفكيك سيطرة «الإسلاميين»

قال نائب رئيس الوزراء ووزير الاستثمار مبارك الفاضل، إن زيارة الرئيس عمر البشير إلى روسيا كانت ضمن جهود إصلاح الدبلوماسية وتخليصها من أثر آيديولوجيا الحركة الإسلامية.

وذكر الفاضل لـ (الشرق الأوسط) أمس أن مصالح السودان لا تتعارض مع التطبيع مع إسرائيل، وأضاف قائلاً: (قلت إنّ على السودان اتخاذ مواقفه وعلاقاته الخارجية وفقاً لمصالح شعبه، فإن كانت العلاقة مع إسرائيل تخدمها، مثلما خدمت مصر، فلماذا لا يطبّع علاقته مع إسرائيل؟).
ونبه الفاضل إلى أن دولاً عربية عديدة طبَّعت مع إسرائيل، وفتحت مكاتب اتصال ومكاتب اقتصادية وغيرها، وتابع قائلاً: (لا يوجد ما يمنع السودان من تطبيع علاقته مع إسرائيل. لمَ لا نطبِّع وملامح القضية الفلسطينية تغيّرت، وأصبح يحكمها «اتفاق أوسلو»، وعادت منظمة التحرير للأراضي الفلسطينية في رام الله وقطاع غزة، وتقيم علاقة مع إسرائيل؟).
وقال الفاضل إن البشير دار بسياسة السودان الخارجية (360) درجة، وأعاد علاقات السودان مع الخليج والمملكة العربية السعودية وأوروبا والولايات المتحدة إلى طبيعتها، موضحاً أن زيارته لروسيا الغرض منها الانفتاح على المعسكر الشرقي.
وأضاف قائلاً: (الزيارة كانت ضمن جهود إصلاح الدبلوماسية وتخليصها من أثر الآيديولوجيا للحركة الإسلامية وبرامجها ونفوذها التي أدت لقصر علاقات البلاد على الصين ودول آسيا وحدها).
وأوضح الفاضل أن الحركة الإسلامية اختارت الدخول في مواجهة آيديولوجية مع الغرب وأميركا، واعتبرت روسيا وشرق أوروبا امتداداً لهما. وتابع قائلاً: (ولأن روسيا تتفق مع الغرب في مواجهة التطرف الديني، وذلك يتناقض مبدئياً مع أجندة الحركة الإسلامية، لذا ابتعد السودان عن روسيا).
وأكد الفاضل أن الزيارة ليست إلّا تحولاً لتحالف محوري مع روسيا، واعتبرها مشابهة لزيارة الملك السعودي إلى روسيا وتوقيعه على اتفاقيات بينها اتفاقية تسليح بثلاثة مليارات دولار، بجانب توقيع دولة الإمارات العربية المتحدة الأسبوع الماضي على اتفاقية استراتيجية لتخزين القمح الروسي في الإمارات. وأوضح الفاضل أن الرئيس البشير قاد الحوار الوطني لتفكيك سيطرة الحركة الإسلامية والتخلي عن أجندة الإسلاميين في السياسة الخارجية والداخلية، مما أدى للتغيير في الموقف الأميركي نهاية عهد باراك أوباما، فيما يسير الرئيس دونالد ترامب في هذا الاتجاه.وقال إن السياسات الأميركية المتشددة مع السودان في السابق كانت موجهة للحكومة حين كانت تستند إلى أجندة الحركة الإسلامية، لكن بعدما بدَّل البشير هذه السياسة انفتح الوضع أمامه.
وذكر الفاضل أن ما أثاره نائب وزير الخارجية الأميركية سوليفان خلال زيارته للخرطوم الأسابيع الماضية، من قضايا دينية أو إسلامية، صاحبه (سوء فهم).
وأوضح أن ما أثاره هو قرارات الحوار الوطني ذاتها التي نصت على إزالة المواد (151. 152، 153) من قانون النظام العام المتعلقة بـ (اللبس الفاضح) و (الإزعاج العام)، لأنها وفرت مداخل لاختراقات وانتهاكات لحقوق الإنسان وحقوق السودانيين وحرياتهم.

الصحافة.

Exit mobile version