خدمة جديدة.. أن تأتي الفتاة إلى منزل ذويها في سيارة خاصة أمر غير مقبول لدى الكثيرين ولكن مع ابتكارات سيارات الأجرة الحديثة تغيرت النظرة

بالرغم من انفتاح المجتمعات وتجاوزها لكثير من الأمور، إلا أنها لا تزال ترفض تغيير جزء لا يُستهان به من مفاهيمها، ففي الذهنية المجتمعية بالسودان لا يزال الناس يربطون بين ارتداء الزمام وسوء السمعة، وبين انحسار الحجاب عن الرأس وعدم التديُّن، التأخير خارج المنزل، ولو دققنا الملاحظة سنجد أن معظم التفاصيل التي يتشبث المجتمع بعدم تغييرها له علاقة بالنساء.
أن تأتي الفتاة إلى منزل أهلها في سيارة خاصة أمر غير مقبول في الأحياء الشعبية، فينبغي أن يعرف سكان الحي من هو هذا الشخص؟ وما هي درجة القرابة بينه وبين الفتاة؟ وإن لم يكن قريبها بأي درجة من الدرجات القربية أو البعيدة.

اتقاء شر القيل والقال
ضحكت ثم أردفت “كده عادات وتقاليد”، هكذا ابتدرت مديحة هاشم – خريجة هندسة – حديثها لـ (اليوم التالي)، ثم أضافت: في المجتمعات الشرقية والمحافظة الكثير من العدات التي لم تتغير منذ آلاف السنين، ولا يزالون متشبثين بها حتى اليوم، والسودان أحد هذه المجتمعات التي تستصعب فكرة التخلي عن موروثاتها، وانضباط فتيات أي أسرة هي تندرج ضمن تلك الموروثات، ويُقاس ذلك تهذيب الفتيات في كثير من المناطق بعدم تأخرهن ليلاً، وكذلك أن لا يقبلن توصيل أي زميل أو صديق لهن، وذلك اتقاء شر ما قد يقوله الناس عنهن، ففي اعتقاد المجتمع أن من تأتي بسيارة شخص غريب هي فتاة سيئة السمعة، فحين تأتي الفتاة بسيارة أحد معارفها تحرص على النزول خارج الحي تجنبا لسوء الظن.

الموضوع لا يستحق
أيدتها أروى عصمت – خريجة تكنولوجيا أغذية – وأضافت: كل الأمر يعود لثقة الأسر في بناتهن، فمن تربت على الثقة لن تخاف من سوء فهم الآخرين لها، وفي رأيي من الأفضل أن من تقوم بتعريف أسرتها على أصدقائها، خير من تلك التي تختبئ بعلاقاتها وفتنزل من سيارة صديقها على بعد أمتار من المنزل كي لا يراها إخوتها أو الجيران، وللأسف كثير من الفتيات يفعلن ذلك، وفي قرارة أنفسهن يقين بأنهن لسن مخطئات في شيء، ولا أعتقد أن الموضوع يستحق تركيز المجتمع أساسا.

مراعاة متغيرات الحياة
وكان لآلاء الشيخ – طالبة هندسة اتصالات- رأي آخر، حيث قالت: يحق للفتاة أن تختار أصدقاءها وعلاقاتها كالرجل تماما، وينبغي على المجتمع أن يرتقي بتفكيره لأرفع من فكرة (توصيلة عربية)، فلو نظرنا للموضوع من زاوية المساواة في الحياة الإنسانية بالطبع سنغير رأينا. وأضافت سأله؛ لماذا يحق للولد أن يوصله أصدقاؤه للمنزل دونا عن البنت؟ سواء أكان أولئك الاصدقاء ذكوراً أم إناثاً. ويحق له أيضا إيقاف أي سيارة وطلب توصيلة مجانية حين تنعدم المواصلات، فلماذا لا يحق للفتاة فعل ذلك؟ بكل بساطه يحدث كل ذلك بسبب التربية الخاطئة التي لم يراع فيها الجميع تغير معطيات الحياة، فالفتيات قبل مائتي عام لسن ذات فتيات اليوم اللاتي حظين بقدر أكبر من التعليم والحرية، فلابد على الأهل أن يراعوا المتغيرات التي طرأت على المجتمع، حتى نتمكن من تجاوز ما قد يشكل عائق على حياة البعض، وفي ذات الوقت لست مع استسهال الفتيات لخلق علاقات أو قبولهن لأي توصيلة تُعرض عليهن.

ترحال والعربات الملاكي
أصحاب السيارات الملاكي الذين قرروا أن يحولوها إلى سيارات أجرة، في محاولة منهم لتحسين دخولهم، قالوا إنه من أبجديات التعامل مع الزبائن وضع علامة سيارة الأجرة في مكان واضح للعيان، عماد الدين حامد – خريج بنوك وتأمين يعمل سائق أجرة مشترك في برنامج ترحال – يؤيد ضرورة وضع علامة الأجرة قبل أن يصعد الزبون إلى العربة. وأضاف: انخرطت في برنامج ترحال قبل قربة الشهرين، وكانت هناك محاضرة تعريفية بما ينبغي على السائق فعله، وكانت وضع علامة التاكسي في مكان واضح وإلى هذه التعليمات، وأنا تحديداً أضعها في مكان واضح حتى لا أتسبب في مشكلة لأي فتاة، فهن الأكثر عرضة للقيل والقال، خصوصا وأن عربات ترحال ملاكي، ولا يمكن التمييز بينها وبين باقي السيارات إلا بهذه العلامة.
كما أن هناك خطاً ساخناً مخصصاً للشكاوى، فإذا ما تضرر أحد الركاب من سلوك السائق، فيمكنهم الاتصال مباشرة على الرقم 2407، فإذا نبهت الراكبة السائق إلى ضرورة رفعه للوحة الأجرة ولم ينصع لذلك، فيمكنها إبلاغ الشركة بذلك، وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه السائق، ومبدئيا تقوم الشركة بإنذاره وفي حالة تكرار الشكاوى تُسحب منه ترخيص الشركة.

الخرطوم – نمارق ضو البيت
صحيفة اليوم التالي

Exit mobile version