*لينس الناس الحكومة في موضوع الأسعار..
*فكلامها واضح منذ البداية : تحرير السوق… ورفع الدعم… وإلغاء الرقابة..
*ومن ثم فلا معنى لصراخ الناس الآن جراء جنون الأسعار..
*ولا صراخهم كل حين وآخر طوال مسيرة الإنقاذ…ومسيرة التحرير الاقتصادي..
*فمفروض أن يكون هذا الصراخ من الأول… من زمان..
*ولكن بما أنهم صمتوا…. فليواصلوا صمتهم هذا إلى نهاية المطاف..
*مطاف الإنقاذ…… أو السوق…….أو هم أنفسهم..
*وليوجهوا صراخهم نحو الجهة الوحيدة التي (يقدرون) عليها…وهي السوق..
*ليصرخوا في وجوه التجار… والسماسرة…و(التماسيح)..
*فهؤلاء استغلوا سياسة حكومية (مشروعة)…وأثروا بسببها ثراءً (غير مشروع)..
*وطفقوا يمارسون أقبح أنواع الجشع تحت سمع وبصر الحكومة..
*بل وتحت رعايتها… ومباركتها……… ولا مبالاتها..
*فليس أمام الناس الآن سوى خيار واحد : التظاهر في شوارع السوق ضد التجار..
*وقد يقول البعض : بل في الشوارع العامة ضد الحكومة..
*ونقول (طيب وماله) ؟… إن تم هذا فخير وبركة…
* وسيكون تظاهراً مشروعاً أيضاً…… مثل جشع التجار المذكور..
*ولكن الحكومة قيّدت هذه المشروعية الدستورية بقوانين..
*فلا بد لمن ينوون التظاهر الاحتجاجي من الحصول على إذن شرطي أولاً..
*والأذن الشرطي وراءه إذن أمني…فسياسي…فسيادي…فـ…..
*يعني باختصار (تنسوا)؛ خاصةً وإنه ما من أحد رأى (لبن العصفور) هذا أبداً..
*وقد يتمادى هذا البعض ويطالب بتظاهر من غير إذن..
*ولكنه تظاهر جُرب كثيراً…وفشل كثيراً…وسقطت لافتاته – وشعاراته – كثيراً..
*ومنها لافتة (حضرنا ولم نجدكم)…فلا أحد يجد أحداً..
*أو بعبارة أخرى: ما من حزب معارض يجد الآخر في الميدان..
*فكل واحد منها يكتفي بالتحريض……ثم (يلبد)..
*ولذلك دعونا نكن واقعيين ونعلن التمرد على (سلطة) تجار السوق..
*فما من أحد سيموت إن لم يأكل لحماً لأكثر من شهر..
*أو كوسة…أو بامية…أو بطاطس…..أو أيَّاً من الخضروات التي (جُنَّت) أسعارها..
*وكذلك الفواكه التي قفزت أسعارها قفزاً جنونياً..
*وفي مصر حين جن الجزارون – وأسعارهم- أعاد الناس إليهم عقولهم سريعاً..
*أو أعادوهم هم إلى عقولهم التي غادروها بفعل الجشع..
*وكان للنساء الدور الأبرز في عودة (التعقل) هذا… وعودة الأسعار لحدود (المعقول)..
*فلنعلن الإضراب والعصيان والتظاهر على السوق..
*ولو نجحنا في ذلك ستتعقل الأسعار بأسرع مما جنت… وكذلك عقول التجار..
*وسيتعقل – تبعاً لذلك – الدولار…… و(تماسيحه)..
*فلا يمكن أن نظل عاجزين إزاء كل شيء…فيهزمنا كل شيء..
*يهزمنا حتى مقام (أضعف الإيمان)…… على صعيد إرادة الشعوب..
*لن تموتوا إن (جعتم) عن الذي (يُشبع) نهم التجار..
*إن امتنعتم عن اللحمة…والكوسة…والبامية…والبطاطس…والفاكهة شهراً واحداً..
*فإن عجزتم حتى عن هذا فـ(موتوا أحسن !!!).
صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة