طير الجنة !!

*كنا قد قبرنا للتو والد صديقنا توفيق..

*وتحلقنا حوله في صيوان العزاء نخفف عنه وقع المصاب..

*وانضم إلى مجلسنا حسين (هولة) الذي لا ينضبط لسانه على إيقاع الحدث..

*فإن كانت المناسبة فرحاً انطلق لسانه هذا بحديث كله نكد..

*وإن كانت ترحاً انطلق بنكات… ونوادر… وطرائف…. وحتى مقاطع غنائية..

*فأوجسنا منه خيفةً… ووضعنا أيدينا على قلوبنا..

*فإذا بقلوبنا هذه هي التي وقعت على أيدينا بعد أن تزحزح… وتنحنح … و(تنخنخ)..

*ثم سألنا بمرح صفيق (شفتو طير الجنة في دومة المقابر؟)..

*ثم أجاب عن سؤاله بنفسه (حاجة روعة ، وخلَّت مراسم الدفن في منتهى الجمال)..

*وخلاَّنا هو بكلامه في منتهى الحرج… وصرنا نتنحنح..

*وما خلَّى قلمي يتنحنح الآن – ويتنخنخ – كلام من أمانة شباب المؤتمر الوطني..

*كلام (رومانسي) سيتحول إلى فعل اليوم في زمانٍ (تراجيدي)..

*ومكان الفعل (الكلامي) قاعة الشهيد الزبير… بمشاركة وفود من عشرين دولة..

*سيتكلمون كلهم عن قضية أبعد ما تكون عن قضايانا الملحة..

*قضية تحت عنوان عريض من – بنات أفكار الأمانة – هو (قضايا الفكر المعاصر)..

*أما العنوان الحالي فهو (انتاج وسائل لحماية الأمن الفكري)..

*بالله عليكم ما فرق أعضاء أمانة الشباب هذه من حسين هولة (بتاع) طير الجنة؟!..

*وفود من مختلف أنحاء العالم ينزلون في أفخم الفنادق..

*وتصرف عليهم الأمانة من أموال الحكومة… (أموالنا)… ليتلقوا أحسن ضيافة..

*ويُرحلون حضوراً وإياباً – ونزهاً – بأفخر العربات..

*وكل ذلك ليثرثروا في قضية (خرافية)… لا علاقة لها بقضايانا (الواقعية)..

*وخلاص يعني شباب الوطني مشغولون بالمعاصرة لهذه الدرجة؟!..

*طيب ؛ هناك قضية مهمة وهي المعاصرة السياسية..

*ومن أولوياتها (انتاج وسائل لحماية الحريات… وحقوق الإنسان… وتداول السلطة)..

*أم أن (الحتة دي) المعاصرة فيها (ما معانا) يا أمانة الشباب؟!..

*ثم إن عنوان (الثرثرة) نفسه يدل على أنه ينطلق من منصة لا صلة لها بالمعاصرة..

*فهو يُذكِّرنا بأخوات له في (قدم) الشمولية..

*ففي ظل أنظمة سياسية غير (معاصرة) يعني فوراً (انتاج وسائل للقمع الفكري)..

*ومن ثم أكاد أُخمِّن من أين أتى هؤلاء الضيوف… قبل رؤيتهم..

*وأُخمن – بالتالي – ماذا سيقولون… بالساعات الطوال..

*ومن قبل خمَّنا أن زميلنا حسين (هولة) سيقول كلاماً يزيد من أحزان توفيق..

*وسيأتي بعيداً عن الأجواء التي يعيشها… ونعيشها..

*ولكن تخمينا لم يبلغ مرحلة تخيل أن يكون عن (طير جنة دومة المقابر)..

*ثم الإشارة إلى جمال (الدفن)… تحت ذياك الجمال..

*والآن لنترقب (طير جنة) شباب الوطني… وضيوفهم (الدوليين)..

*في صيوان عزاء الشعب السوداني !!!.

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة

Exit mobile version