يومًا بعد يوم تثبت الدراسات الآثار الضارة للخمور ليس فقط على الإنسان بل على كل من يتناولها حتى من الحيوانات.
ولسنوات كان هناك ارتباط قوي بين إدمان الخمر والمشاكل الأسرية وتباينت الدراسات التي تناولت هذا السلوك خاصة مع التداخل بين الأسباب والنتائج.
وكانت المشكلة التي تواجه العلماء هل المشاكل تدفع الشخص إلى الإدمان أم أن الإدمان يسبب المشاكل الأسرية حتى تم تجربة الأمر على الفئران.
وأوضحت الدراسة، أن قليلاً من الفئران تشكل علاقات اجتماعية طويلة الأمد، كما أن قليلاً منها يميل إلى الإدمان على الكحول، لكن الفأر البري الأبيض يتفق مع الشرطين المذكورين.
واختار فريق العلماء بضعة أزواج من الفئران التي شكلت علاقات عائلية متينة، وقدموا للذكور محلول الماء والكحول بتركيز 10%، أما الإناث فتم تقسيمها إلى مجموعتين حيث شربت إحداهما الكحول ولم تشرب المجموعة الثانية إلا الماء.
وخيّر العلماء الذكر المخمور بين أن يقضي وقتًا مع زوجته أو يتواصل مع أنثى غريبة لا يعرفها وبمقارنة الوقت الذي قضاه برفقة زوجته مع الوقت الذي قضاه مع الأنثى الغريبة، اتضح أن قوة ارتباط الفأر المدمن على الكحول مع زوجته ضعفت، وبدأ بقضاء وقت أكثر مع الأنثى الغريبة.
وفحص العلماء في المرحلة التالية للتجربة الذكور المدمنة على الكحول، فاكتشفوا خللاً في مادة الدماغ الرمادية المسؤولة عن الحساسية للألم وأنواع مختلفة من السلوك، بما في ذلك الصداقة والسلوك العائلي.
واكتشفت الدراسة آلية حيوية تسلط الضوء على العلاقة بين التناول المستمر للكحول وانقطاع العلاقات الاجتماعية ربما تنطبق على الإنسان على مستوى السلوك والتغيرات التي تطرأ على دماغه على حد سواء.
صحيفة المواطن