توضيحات غندور !

قال وزير الخارجية بروفيسور ابراهيم غندور في تصريحات صحيفة بمطار الخرطوم مساء أمس الأول إن الزيارة الى روسيا كانت ناجحه جداً وستنقل العلاقات إلى مربع جديد بعد النقاش والحوار المفصل حول العلاقات بين البلدين ، التي تمضي في كل يوم إلى وضع أفضل مشيراً إلى اتفاق البلدين على عقد اجتماعات اللجنه الوزارية المشتركة في ديسمبر القادم بالخرطوم وقال غندور: إن البلدين اتفقا على زيادة الصادرات و توريد الخضر والفاكهة من السودان إلى الأسواق الروسية.

وحول ما دار عن مطالبة الرئيس البشير من الرئيس الروسي بوتن الحماية، قال غندور: إن الحديث جاء في سياق الدعم الروسي للسودان في مجلس الأمن والمحافل الدولية،وأضاف غندور ان حديث الرئيس جاء في سياق القرار الذي تقوده أمريكا و الدول الغربية لإيقاف صادرات الذهب السوداني ، مشيرا إلى أن الحديث عن القواعد العسكرية قديم في سياق تعاون عسكري مفتوح بين روسيا والسودان .

لعل غندور حاول أن يصنع من الفسيخ شربات فهو مسؤول عن الدبلوماسية السودانية في هذه المرحلة، ويدرك المطب الذى يمكن أن يتمخض عن هذه التصريحات العلنية إذا قرأت في اطار التحدي ، خاصة وأن كل ما قيل كان يمكن أن يظل سرياً إلى أن تتضح معالم ردة الفعل الروسية و تقدير مدى رغبة روسيا في شكل التعاون المطروح.

ما يثير القلق ان هذه الزيارة و نتائجها ربما تضع السودان شاء ام أبى رهيناً لحالة الاستقطاب الحادة ، وقد تفسر التصريحات بأنها تعكس تذمر و ضيق الجانب السوداني بالسياسة الأمريكية ، و تكشف ربما عن تباطؤ أمريكي في فك الأرصدة وتسهيل انسياب التحويلات.. و الإبقاء على السودان في قائمة الدول الراعية الإرهاب ..الامر الذي يجعل من رفع العقوبات امراً شكلياً لا فائدة منه..لكن ان يضع السودان نفسه في أتون الحرب الباردة و يجعل لوضعه الاستراتيجي الجيوسياسي مادة لصراع الآخرين ، هذا قد يدفع الأطراف المتصارعة لنقل صراعاتها للبلاد و يصبح السودان مسرحاً لحسم هذه الصراعات على حساب مواقف السودان الخارجية المعلنة..

لا أمريكا و لا روسيا و لا أي دولة ستقدم للسودان ميزات الحليف دون تحقيق مصالحها الإستراتيجية . ما يخشى منه ان تكون هذه المصالح متناقضة مع مصالح البلاد وتنتقص من سيادتها.

هذا ربما يتطلب نفياً و ليس توضيح ملابسات ..عليه ربما يتم نفي ان السودان طلب الحماية الروسية وانه يعتزم السماح بإقامة قواعد روسية على اراضيه وأن ما نقل (حمال أوجه) .. عموماً البلاد يحميها أبناؤها ..و الحليف الحقيقي لأي حكومة هو شعبها ..فلتحسن الحكومة علاقتها بشعبها..هذا يكفيها شر الروس و الأمريكان و أي (كائن كان).

ماوراء الخبر – محمد وداعة
صحيفة الجريدة

Exit mobile version