كان لابد أن يبحث السودان منذ سنوات عن بدائل وخيارات مختلفة في سياسته الخارجية، فالانتظار في محطة اشتراطات (أمريكا)، إلى أن ترضى عنا، ولن ترضى، يدفع بلادنا نحو الهاوية، ويكبِّدها المزيد من الخسائر الاقتصادية والسياسية.
ما فعله الرئيس في روسيا، هو ما كان يجب أن تفعله وزارة الخارجية منذ عهد الأستاذ “علي كرتي” الذي زار روسيا أكثر من مرة، لكنه لم يمهِّد لأي اتفاق إستراتيجي بين البلدين، ولم يرتِّب لزيارة رئيس الجمهورية إلى “موسكو” أو “سوتشي”، فظل السودان (رهينة) في المحبس الأمريكي الكبير، تجدِّد عليه “واشنطن” العقوبات نهاية كل عام، عشرين عاماً مديدة!
لقد خطا الرئيس “البشير” بزيارة روسيا، أولى الخطوات في الاتجاه الصحيح لتحقيق توازن القوى في علاقاتنا الخارجية، فلا مجال بعد اليوم للبقاء رهائن في قبضة “اليانكي”.
وفي ذات الوقت.. لا عداء لنا مع الولايات المتحدة.. يستمر برنامج التعاون الإيجابي بين “الخرطوم” و”واشنطن”، لكن دون إملاءات تخدش كرامتنا الوطنية، وتمس سيادتنا، وتطعن في ديننا، وتعدِّل قوانيننا رغماً عن أنوف قادة أحزابنا الوطنية و قوانا السياسية!
طريقنا نحو “روسيا” هو طريق الفلاح والتحرُّر.. والانعتاق من ربقة الغرب الاستعماري البغيض..
طريقنا نحو “روسيا” يقودنا لمشروعنا الاستثماري الكبير لاستخراج المزيد من الذهب.. والنفط.. والغاز..
طريقنا إلى روسيا هو الدخول إلى عالم الطاقة الذرية لأغراض الكهرباء والنهضة الصناعية والخدمية.. لإنجاز مشروعات التنمية الشاملة والمستدامة .
زيارة الرئيس إلى روسيا تفتح لدولتنا آفاقاً جديدة لانطلاقة اقتصادية.. وعسكرية.. وسياسية.
فليخرص المتخرِّصون.. الذين لا يعجبهم العجب.. لا يسعدهم رفع العقوبات الأمريكية.. ولا يسرَّهم مشروع التحالف العظيم مع روسيا العظيمة.. سيبقون هكذا عابثين ومتوهمين في ليل الأسافير البهيم!
الهندي عزالدين – صحيفة المجهر السياسي.