ماتوا وهو يصلون يوم الجمعة بمسجد الروضة بالعريش.. كلمات في حسن الخاتمة

طالعتنا وسائل الإعلام المختلفة اليوم عن خبر محزن بشأن حادث تفجير مسجد الروضة بمدينة بئر العبد بمحافظة شمال بسيناء الذي أسفر عن استشهاد 235 شخصا وإصابة 109 آخرين حتى الآن. هذا الحادث الأليم الذي أدانه مفتي الجمهورية فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام وكل قطاعات المجتمع المختلفة وعدد كبير من الدول العربية والأجنبية. قبض الله روحهم وهم يصلون يوم الجمعة بالمسجد.. نحتسبهم عند الله من الشهداء.. يتحدث الشيخ نبيل العوضي في الفيديو التالي عن حسن الخاتمة، وأنواع الشهادة حيث يقول أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (إذا أراد الله بعبد خيرا،استعمله، قالوا: وما استعمله يا رسول الله قال: وفقه لعمل صالح، ثم يقبضه عليه)، موضحا أن الله – عز وجل – يمهل العبد حتى يدخل في الصلاة، فيقبض روحه، أو يمهله حتى يبدأ في الصيام فإذا بدأ في الصيام قبض الله روحه، أو يمهله الله حتى يحرم فإذا أحرم ولبى قبض الله عز وجل روحه. ويضيف العوضي أنه من أعظم الأمور التي يلقى العبد بها ربه – عز وجل – أن يرزقه الله حسن الخاتمة، فإذا أراد المولى بعبده خيرا، يختم له بأعمال صالحة، منها أن يموت الإنسان في يوم جمعة أو يموت في ليلة جمعة، ولو مات الإنسان في يوم جمعة أو ليلة جمعة فإن الله يأمنه من عذاب القبر. • أنواع الشهادة ويشير الشيخ نبيل العوضي في حديثه إلى أنواع الشهادة ، موضحا أن الشهادة ليست لشهيد المعركة فقط، بل هناك أنواع أخرى للشهادة، فالمطعون شهيد أي الذي مات مطعونا، والمبطون شهيد أي الذي مات بداء البطن، وأيضا الذي مات حرقا فهو شهيد، والغريق شهيد ، ومن ماتت في نفاسها أو عند ولادتها فهي شهيدة، وكذلك الذين يموتون من داء كالطعون وبعض الأوبئة التي تنتشر – إن كانت كالطعون – فهي نوع من أنواع الشهادة في سبيل الله. • أمثلة لحسن الخاتمة ويضرب العوضي عدة نماذج قبضت أرواحها على طاعة ورزقت بحسن الخاتمة، فيقول أن إحداهن كانت صائمة، وكانت تحتضر في العصر، فقيل لها اشربي ماءا، فقالت: كنت أصوم 30 عاما أبغي هذه اللحظة، ءأفطر الآن ؟!.. فماتت وهي صائمة ! – وآخر قبضه الله – عز وجل – وهو يقرأ القرآن.. فمات قارئا للقرآن ! – وثالث وهو يدعو الله في يوم عرفة، في عصر يوم عرفة (أشرف الأوقات في العام كله)، وهو محرم قبض الله روحه، فمات محرما !. ويستطرد قائلا أن من أعظم الفضائل أن يموت الإنسان على خير، وأن يموت على طاعة، فرسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: (يبعث المرء على ما مات عليه). ويضيف العوضي قائلا أن منهم من يبعث وهو يقرأ القرآن، ومنهم من يبعث مصليا، ومنهم من يبعث صائما، ومنهم من يتكلم في المحشر يقول لبيك اللهم لبيك. ويشير إلى أحد الذين يقومون بالصلاة على الأموات أنه مرت على هذا الرجل جنازة لا ينساها، فالمسجد كبير، وعادة لا يمتلىء نصفه في صلاة الجنازة، فيقول في ذلك اليوم امتلئ المسجد حتى الساحات الخارجية كلها امتلأت، فسألت: هل الميت عالم من العلماء؟! ، هل هو رجل معروف في قومه ؟! لكن جاء الجواب: أنه شاب عمره 28 سنة، لكن ما شأنه ؟! ولماذا كل هؤلاء الخلق يصلون عليه؟! فقال أهله وأقاربه كنا في صلاة الجمعة والشاب في الصفوف الأول حضر الخطبة كلها، وبدأت الصلاة، وصلى في الركعة الثانية وفي السجدة الأخيرة ما رفع الشاب رأسه وهوساجد، وفارق الحياة الدنيا.. لكن ماذا يصنع هذا الشاب كل يوم ؟ كان هذا الشاب خاتما للقرآن، وكان يصلي يوميا العصر في المسجد، ولا يخرج من المسجد حتى المغرب كل يوم، فكان يحفظ أبناء الحي كتاب الله عز وجل، (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). – هناك شاب آخر كان يسعف في حادث سيارة وينزف، فقام أحد الأشخاص بالذهاب به إلى المستشفى، فالعجيب أنه كان طيلة الطريق من مكان الحادث حتى وصل إلى المستشفى يتلو القرآن بصوت حسن، فقبض الله روحه وهو يتلو القرآن، فكان هذا الشاب طوال حياته يتجول في القرى يرعى الأرامل والأيتام ويعمل على توصيل الصدقات للفقراء والمحتاجين، فوهب نفسه لله عز وجل، فرزقه الله بحسن الخاتمة. رزقنا الله وإياكم حسن الخاتمة،،

مصراوي

Exit mobile version