روسيا تجمع زعماء الشرق قبل انهيار المنطقة

أحدثت التغييرات السياسية المتسارعة في منطقة الشرق الأوسط حالة من التخبط في القدرة على التنبؤ واستشراف رؤية المنطقة، لكن المراقبين يرون أن تلك الأحداث سوف ترمي بالمنطقة الى هاوية جديدة حال عدم تدارك قادة المنطقة للأوضاع وإيقاف هذا التسارع غير المبرر،

في خضم ذلك توجه الرئيس عمر البشير امس (الأربعاء) إلى روسيا في زيارة رسمية تستغرق عدة ايام، لإجراء لقاءات مع نظيره الروسي فلادمير بوتين في وقت تزامنت فيه زيارة البشير مع زيارات لكل من الرئيس التركي رجب طيب اوردغان والرئيس السوري بشار الاسد والرئيس الايراني حسن روحاني تلبية لدعوات من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بينما وصل رئيس الاركان العامة للجيش الايراني اللواء محمد باقري الى روسيا منذ يوم الاثنين الماضي للمشاركة في الاجتماع الثلاثي لرؤساء اركان جيوش ايران وروسيا وتركيا. الأسبوع الحافل الذي تشهده موسكو بزيارات زعماء الشرق الأوسط لعل (قطر) كانت كلمة السر في تلك الزيارات, حيث كان الرئيس البشير قد زار قطر في الاسبوع الاخير من اكتوبر الماضي، بينما غادر الرئيس التركي الى موسكو امس من الدوحة بعد زيارته القاعدة العسكرية التركية في العاصمة القطرية الدوحة برفقة نائب رئيس الوزراء القطري ووزير الدفاع خالد بن محمد العطية، كما ان وزير الدفاع الروسي وقع في الدوحة قبل اسابيع مع نظيره القطري اتفاقية في إطار زيارته الرسمية لقطر هي الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات بين البلدين. أما حول زيارة البشير فلقد قال وزير الخارجية إبراهيم غندور، إن زيارة الرئيس بدعوة رسمية من الرئيس فلادمير بوتين، في إطار العلاقات القومية المتنامية بين البلدين، وأضاف، ان البشير سيلتقي نظيره الروسي، ويعقدان اجتماعا مغلقا، يعقبه اجتماع مفتوح بمشاركة الوزراء المعنيين من الجانبين، وتابع، الاجتماع سيناقش عدة قضايا، اجتماعية وسياسية وثقافية وعسكرية، إضافة إلى التعاون بين البلدين، وأشار غندور إلى أن رئيس الجمهورية سيلتقي أيضا رئيس الوزراء الروسي (دميتري مدفيديف)، والوزراء المعنيين في البلدين وسيوقعون خمس اتفاقيات بحضور الرئيسين البشير وبوتين. وزاد الزيارة تكتسب أهمية في أنها تأتي في ظل الانفتاح الكبير في علاقات السودان الخارجية، فضلا عن تمتين العلاقات الاقتصادية والسياسية مع روسيا. ويرافق البشير في زيارته وفد رفيع المستوى يضم، مساعد الرئيس الدكتور عوض الجاز ووزير رئاسة الجمهورية، ووزير الدفاع، ووزير الخارجية، ووزير المالية، ووزير الزراعة ووزير النفط والغاز، ووزير المعادن، ووزير الموارد المائية والري والكهرباء، ومدير مجموعة جياد الصناعية. وقال الناطق الرسمي باسم السفارة الروسية في الخرطوم الدبلوماسي سيرغي كونياشين ان زيارات زعماء الشرق الاوسط الى روسيا في هذا التوقيت انما يدل على اهتمام بلاده بالأوضاع في المنطقة وان موسكو حريصة على تمتين العلاقات الثنائية معها، وقال سيرغي لـ(الإنتباهة) ان الرئيس البشير سوف يلتقي بالرئيس بوتين ويزور الكرملين. في السياق أعلن رئيس أركان القوات المسلحة الفريق أول ركن عماد الدين عدوي، أن القوات الجوية السودانية أنهت مناورات كبيرة بمقاتلات سوخوي وميغ وأنطونوف الروسية، جرت في منطقة أم سيالة، القريبة من العاصمة الخرطوم، في وقت أعلن فيه قائد القوات الجوية السودانية بالإنابة، صلاح الدين عبد الخالق سعيد عن قرب إبرام صفقة جديدة بين بلاده وروسيا لتزويده بطائرات من طراز سوخوي 35 الروسية، وأضاف قائد القوات الجوية بالانابة أن الدفعة من الطائرات السوخوي، التي سيتسلمها من روسيا، ستسهم في تعزيز دفاعات السودان، وستؤمنه من أي خطر يهدده. بالتالي فان التطورات في العلاقات الروسية مع دول الشرق الاوسط والآن مع السودان ليست بعيدة من التطورات المتلاحقة بالمنطقة , حيث من الواضح ان روسيا تسعى لنزع فتيل الأزمة في المنطقة قبل اشتعال اي طرف فيها لذا جمعت الأطراف الاساسيين وهم (ايران وتركيا وسوريا) كما لم يعرف ما اذ ا كانت هناك زيارات سرية لمسؤولين آخرين من دول المنطقة الى موسكو لكن المهم ان روسيا تبذل ما في وسعها لإيقاف التسارع غير المبرر وتخفيض درجة التوتر لأقصى مدى.

الانتباهه.

Exit mobile version