صفقة القرن.. ترامب يطرح على الفلسطينيين اتفاقاً وهذا مصير القدس واللاجئين

اتضحت ملامح ما يسمى “صفقة القرن” أو الصفقة النهائية التي يطرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الفلسطينيين، كما اتضحت معها ملامح الضغوط التي تمارَس على السلطة الفلسطينية لقبولها.

وأفاد دبلوماسي غربي ومسؤولون فلسطينيون بأنَّ فريقاً أميركياً بصدد وضع اللمسات الأخيرة على “الاتفاق النهائي” الذي اقترحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، حسبما ورد في تقرير لموقع “ميدل إيست آي” البريطاني.

نقاط الاتفاق ومصير القدس
وقال الدبلوماسي، الذي طلب عدم ذكر اسمه؛ لأنَّه غير مخول له مناقشة الموضوع مع وسائل الإعلام، إنَّ الاتفاق سيتضمن ما يلي:
إقامة دولة فلسطينية تشمل حدودها قطاع غزة، والمناطق A، وB، وأجزاء من المنطقة C في الضفة الغربية.
أن توفر الدول المانحة 10 مليارات دولار لإقامة الدولة وبنيتها التحتية؛ بما في ذلك المطار، والميناء البحري بغزة، والمناطق الإسكانية والزراعية والصناعية والمدن الجديدة.
وتأجيل البتّ في وضع القدس وقضية اللاجئين العائدين حتى مفاوضاتٍ لاحقة. وإقامة مفاوضات نهائية تشمل محادثات السلام الإقليمية بين إسرائيل والدول العربية.

شرط فلسطيني واحد
وقال مسؤولٌ فلسطيني: “يعتقد الرئيس عباس أنَّ الخطة ربما تكون مناسبة، فقط إذا أضفنا إليها عبارة (حدود 1967)، ونحن على استعداد لإعطاء إسرائيل الوقت إذا كانت على استعداد لكي تعطينا الأرض”.
وتابع: “قلنا لهم: إذا كانت الخطة تنص بوضوح على أنَّ (الصفقة النهائية) هي إقامة دولة فلسطينية على أساس حدود عام 1967 بمبادلة طفيفة للأراضي، فإنَّنا حينئذ سنقبل المرحلة الأولى منها، وهي إقامة دولة ذات حدود مؤقتة”.
وأكد المسؤول المطلع على المحادثات أنَّ المخاوف الفلسطينية تكمن في أنَّ إسرائيل قد تجعل الاتفاق المؤقت نهائياً.
وأوضح مسؤولٌ فلسطيني آخر أنَّ عباس يعتقد أنَّ الخطة التي أعدها كوشنر وجيسون غرينبلات مبعوث الشرق الأوسط، اقترحها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في الأصل. وقال المصدر: “هذه هي خطة نتنياهو، وقد أقنع الفريق الأميركي بها، الذي يحاول بدوره إقناع الفلسطينيين والعرب بها”.

أول الضغوط
وأضاف المسؤول أنَّ الفلسطينيين يتوقعون حالياً مزيداً من الضغوط من واشنطن والعواصم العربية.
وقال المصدر: “الولايات المتحدة تهدد بعقوبات ضد الفلسطينيين إذا رفضوا الخطة، تشمل إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، ووقف المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية”.
فيما أعلن مسؤولون أميركيون يوم الثلاثاء 21 تشرين الثاني 2017، أنَّ هذا التهديد قد نُفِّذ هذا الأسبوع، بعد أن أغلقت الولايات المتحدة مكتب الممثل الفلسطيني في واشنطن، وجمد الفلسطينيون بالمقابل جميع اجتماعاتهم في الولايات المتحدة.
وقال رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني، لوكالة فرانس برس: “ما فائدة عقد أي لقاءات معهم وقد أغلقوا مكتبنا؟! تبدأ اجتماعاتنا من مكتبنا، والترتيبات موجودة هناك”.
إلا أنَّ العديد من الفلسطينيين يقولون إنَّهم سيرفضون أي اتفاقٍ سلمي يهدد حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، ويسعى إلى “تطبيع” العلاقات العربية مع إسرائيل.
وقال اللواء صبحي أبو عرب، قائد الأمن القومي الفلسطيني بمخيم عين الحلوة: “لن يقبل أي فلسطيني بهذا أبداً، سواءٌ في داخلها أو خارجها أو بأي مكان”، وأضاف: “هذه ليست فكرة جديدة، فهي تُثار دائماً، وأبو مازن (محمود عباس) لن يوافق أبداً على ذلك. هذا هراء يستخدمونه منذ عقود”.

هافغنتون بوست

Exit mobile version