ندى القلعة : أعترف أن (الشريف مبسوط مني) أغنية هابطة لكنها كانت ضرورية لإزالة (الفهم الوسخان)


ربما تعدّ المطرب الجماهيرية “ندى القلعة” من أكثر المطربات السودانيات إثارة للجدل.. فهي ضمن قليلين تعدى الحديث عن فنها وأغانيها إلى تناول حياتها الشخصية، وذات الجدل الذي يصاحب حياة “ندى” الشخصية هناك جدل مماثل لما قدمته من أغانٍ (قلبت الأرض رأساً على عقب) مثل أغنية (خبر الشوم) التي نبهت من خلالها إلى قضية المثليين، ووجدت بسببها هجوماً عنيفاً وتم إيقافها من قبل السلطات الفنية، بالإضافة إلى كثير من القضايا مثل رحلات نيجيريا.
(المجهر) أجلست “ندى” على طاولة حوار ساخن للغاية تنقلنا فيه ما بين تلك القضايا وحكايات صباها.. ورأيها في كثير من زميلاتها ومبادرتها التي تزمع إطلاقها وتنبه من خلالها للحضارة السودانية القديمة.. فإلى مضابط الحوار.

{ اتجهت “ندى” مؤخراً لمناقشة قضايا قومية والغناء للسودان وأفريقيا؟
_ منذ فترة طويلة اتجهت للغناء الوطني.. وأصلاً بحب الأغاني الاجتماعية التي تناقش القضايا مثل وصية للزوجة والزوج والشباب الذين يتشبهون بعادات الغرب.. والطلاق والعلم.. وهذه القضايا التي بدأت بها.. وكلما يكبر الإنسان في عمره يتغير تفكيره تجاه كثير من الأشياء.. اتجهت مؤخراً للغناء الوطني.. وده ما معناه إني بديت أغني غناء وطني الآن.. ولكن أصبح أكتر في الفترة الأخيرة.

{ أهم الأغاني الوطنية التي تغنيتِ بها؟
_ منها (قوم يلا تعال أرجع وطنك)، و(في السودان اعتزازي) و(حبيت الشعب السوداني) و(وطن الحبايب) وغيرها من الأغاني، ومؤخرا لديّ أغنية تتحدث عن الاستقلال.

{ تعتزمين إطلاق مبادرة للتنبيه والغناء للحضارة السودانية القديمة؟
_ أنا حبي للسودان زايد.. ومتمسكة ببلدي شديد.. وما برضى أي إهانة للبلد.. سمعت بعض الإهانات للسودانيين.. وأنا بزعلني إنو نحن بنتشبه بالعرب وننكر أفريقيتنا الجارية في دمنا وسخانتنا.. ووجداننا وتنوعنا الاثني وحتى أسلوب حياتنا تظهر فيه الأفريقية.. وأتساءل لماذا يسعى البعض إلى أن يسلخ جلده ويتشبه بـ(ناس ذاتهم ما معترفين بينا) والأغنية دي كانت اعتزاز بالأفريقية.. ولو روجنا لأفريقيتنا سيزيد احترامنا عالمياً وإقليمياً.. أنا أفريقية.. أنا سوداء.. وممكن يكون لوني أبيض وجاية من أم سمراء.. المشكلة ليست أني سودانية لأن الأمر هنا ظاهر.. المشكلة هي الاعتراف والاعتداد بأفريقيتنا.. لكن ما ممكن تقول أنا سوداني وعربي وما عندي علاقة بأفريقيا.

{ ما هي الأعمال الغنائية التي أنتجتِها مؤخراً عن الحضارة السودانية القديمة؟
_ هناك أغنيتان الأولى (أنا كوشية) للشاعر “هيثم عباس”، والثانية (بلاد النوبة) للشاعرة “سحر ميسرة”.. وتحدثت فيها عن حضارة مخفية لسنوات طويلة لم نهتم بها بالقدر اللائق.. فأقدم حضارة في التاريخ موجودة عندنا لكن للأسف يأتي من ينبهنا لها من خارج البلاد.. وأنا بناشد الحكومة تهتم بسياحتنا.. مؤخراً سافرت إلى كادوقلي والخضرة والجمال الشفتها في بلدي لم أكن أتخيل وجودها.. لماذ لا يتم استثمار ذلك وفتح سياحة للأجانب؟

{ كثير من المطربين يحبذون الأغاني العاطفية.. لكنك لم تغنِ كثيراً للحب.. هل عندك رأي في الحب والعاطفة؟
_ والله أنا عندي فيهو مليون رأي، ما عندي صدمات انصدمتها لكن الحب بقى كذب ونفاق في الزمن ده.. يعني زمان كان الحب قوي وحقيقي وكان فيه شوق للحبيب.. ولكن هسه كلمة بحبك دي بقت ساهلة جداً ويمكن تترسل بالتلفون.. وعشان توصل ليك كلمة زي دي زمان بتكون عايز ليك شهور.. والغناء بتاع الحقيبة أغلبه اتكتب عن صعوبة ملاقاة الحبيبة.. يعني هسه ما ممكن تتكتب أغنية (حاول يخفي نفسو).. الآن تشبهنا بالغرب.. وأصبحت عندنا جرأة، والجرأة دي ما شبهنا ولا طبيعتنا.. نحن طبيعتنا الخجل والحياء.. البلد ما شاء الله الآن مليانة بنات خجولات ربنا يحفظهن.. لكن أتحدث عن تأثر بعضهن بالغرب الذي يسحب أنوثة الفتاة وجمالها.

{ يعني تفتكري إنو مافي حب صادق الآن؟
_ أيوة بفتكر إنو أي الكلام عن الحب الآن كذب وما فيه مصداقية ومن الساهل الآن الزول يقول ليك بحبك وبموت فيك.. زمان لما كانوا بيقولوا الكلمة دي بتتخلع وتقع من طولك.

{ زمان ما حبيتي؟
_ أنا في الابتدائي في ولد رسل لي (جواب غرامي) والجواب دا أنا كنت بفتحو في اليوم (مية مرة) رغم إني ما بعرفه وحفظته زي القصيدة.. مش عشان أنا بحبو لكن عشان الكلام كان غريب.. وأي بنت بتمر بي حاجة زي دي.. دي أيام المدرسة والحاجة كانت غريبة وخالتي ضبطت الجواب عندي وكانت كارثة.. واعترفت ليهم إنو الجواب ده جاني من ولد وأنا ما بعرفو.. زمن البراءة.. وهسه موضوع زي دا يمكن يكون عادي جداً.

{ ما عندك مكان لحب الرجل الآن؟
_ حالياً أنا ما عندي مكان لحب الرجل بالذات.. حبي لأولادي طغى على كل شيء وأعطي كل زمني لأولادي الآن.. أنا أرملة من قبل (8) سنوات.. وما عندي مساحة أو مجال أتزوج.

{ ارتبطت بكثير من شائعات الزواج؟
_ كثيرون طلعوا فيني شائعات زواج.. والعايزة أقولو إنو من ما زوجي اتوفى لم أتزوج حتى الآن.. وحتى الآن أنا أرملة.

{ لماذا لم تفكري في الزواج؟
_ انا عندي مسؤولية، وشايفة مسؤولية أولادي أكبر من الالتفات للزواج، وأنا الآن في البيت أم وأب.

{ ألم تفكري في الزواج أبداً؟
_ أنا امرأة، بتجي أوقات بفكر أتزوج فيها.. خاصة إني بحب الحياة الزوجية جداً.. حتى الأولاد بصرّوا إني لازم أكمل حياتي.

{ اتقدموا ليك عرسان كتار؟
_ آي فيه كتار اتكلموا معاي عن الموضوع ده.

{ “ندى القلعة” أكثر شخصية سودانية اتعرضت لشائعات؟
_ والله زي ما بيقولوا (أهل مكة أدرى بشعابها).. وإنتو الصحفيين أكتر ناس فاهمين الكلام ده.. أنا أكتر زولة تعرضت لشائعات مافي زول بيتحملها.. لكن أنا الحمد لله من ما قمت وأنا صغيرة ما بحب أنكسر.. أنا شايلة من رأسي نهائي إني أكون في موقف ضعف.. والشيء التاني ثقتي بنفسي تمنحني القوة.. الناس بتبهتني وبيقولوا فيني كلام.. لكن ما اتهزيت.. ولو ما كان عندي الثقة دي كنت انتهيت زمان.. لأنو الزول البكون عامل عملة ما بقدر يواجه الاتعرضت ليه.

{ أسوأ الشائعات التي تعرضت لها؟
_ والله شائعات كتيرة، في شائعات فيها إساءات شخصية.. أنا دخلت مجال الفن وكنت أتوقع تعرضي لأشياء سيئة.. لكن ما للدرجة الاتعرضت ليها.. بيبهتوك بأشياء ما عندك ذنب فيها.

{ آخر شائعة؟
_ آخر شائعة قالوا أنا مت فيها، والموت حق علينا كلنا.. لكن صحوني من النوم.. قبل كده صحوني من النوم وقالوا لي إنت اتخطبت.. ومرة صحوني من النوم قالوا لي إنت اتزوجت.. ومرة صحوني من النوم قالوا لي إنت مت ومرة اتطلقت.. دي كلها شائعات بتجيني في محلي.. مرة أضحك.. ومرة أتمحن.. والمشكلة شائعات بتتصدق.. وأنا بخاف على أمي وأبوي وأولادي من تأثير الشائعات دي.

{ طيب عايزين نتكلم عن رحلات نيجيريا؟
_ اتكلمت عن نيجيريا ووضحت وقلت إني سافرت نيجيريا واشتغلت مناسبات والمعلومات اللي جات للناس هنا ما كانت صحيحة، وأول حفلة مشيت فيها لنيجيريا كلمني بيها “جمال فرفور” و”عمر إحساس”.. وجاني في البيت، والارتباط جاني من الوسط الفني ده.. وحفلات نيجيريا أنا ما مشيتها براي ولا شميتها بـ(ضهر يدي).. اتواصلوا مع مدير أعمالي وسافرت زيي وزي الناس.

{ أثير حولها كثير من اللغط والجدل؟
_ أنا اتهاجمت في وقت ياداب كنت بديت أظهر للناس.. وما كان في اهتمام بوسائل التواصل الاجتماعي.. وقالوا فيني كلام وشائعات دخلت في أماكن حساسة أشانت سمعتي… أبرر لمنو.. غنيت أغنية ركيكة.. وأتحدى أي زول يجيب لي في تاريخي الفني كلوا أغنية ركيكة واحدة.

{ أغنية (الشريف مبسوط مني)؟
_ آي، ولما غنيتها غنيتها بفهم إنو زول سمع فني وانبسط منو عشان كده كان مبسوط.. مش بفهم الناس الوسخان الفهمتو.. وأنا ما مشكلتي إنو فهم البعض وسخان ويجوا يؤذوني بيه.

{ كيف كان تعاملك معه وأسرته؟
_ أنا بعرف كل أسرته وزوجته “فاطمة” وابنته.. وعلاقتي بيهم قوية.. وبلاقيهم.. هسه أنا في السودان ده عندي علاقات وتواصل مع كثير من المسؤولين ومافي زول بيخت في رأسوا حاجة كعبة.. وهسه لو قدمت دعوة لـ”علي شريف” وزوجته ح يصلوني.. أنا فنانة.. والفنان علاقات.. هل معناه إنو فيه غلط..؟ الداير الغلط ما بيعلمه في النور.

{ لكنك توقفت عن السفر إلى نيجيريا بعد ذلك؟
_ أنا مافي زول وقفني، وهسه لو جاتني حفلة لنيجيريا بسافر.

{ لكنك توقفت عن السفر إلى نيجيريا بعد ذلك؟
_ أصلاً السفر إلى نيجيريا كان للانتخابات التي يخوضها “علي شريف” ونفس الحملة الانتخابية كانت لـ”إدريس دبي” الرئيس التشادي والناس شايفني مشيت وسط الحرس فهل كان عندي غلط برضو هناك؟ أنا قاعدة في تشاد في فيلا لمدة شهرين وما بطلع إلا بحراسة وبطلع أي مكان.. وقاعدة في حتة حتى الفنانين التانيين ما شافوني.. أنا جابني الرئيس هل ح أكون مع باقي الشعب؟ الليلة لو جايب فنانين لدبلوماسيين وفنانين للشعب هل كلهم ح يكونوا في مكان واحد؟

{ كنت في نيجيريا بقرار من ديوان الحاكم النيجيري؟
_ أنا كنت في نيجيريا ومعاي فنانة من مالي اسمها “أم سنقاري” وغنوا فيها بعض الفنانين وقدموا لي دعوة أنا وأسرتي.. لأنو في البداية كنت رافضة أسافر نيجيريا على الإطلاق.

{ السبب شنو إنك رفضت أول دعوة؟
_ لأني كنت خائفة وما بعرف عنها شيء وما فاهمة الدولة ولا طبيعة الناس، وإنو ممكن يكون ما فيها أمان.. وضعت ليهم شرط تعجيزي إنو أنا عايزة (100) ألف دولار كمبلغ تعجيزي والآن أنا ما بشتغل بالمبلغ ده.. ولما المندوب وصل الكلام ده للحاكم رد عليهم بقوله: (الفنانة الغالية الرولز رويس دي جيبوها).. وشاف إنو ما كتير عليّ المبلغ ده.. وكان الأمر بمثابة تحدي ليهم.

{ ثم ماذا حدث بعد ذلك؟
_ مشيت وغنيت حفلاتي والنقطة النقطوها لي كانت كتيرة.

{ ظهرت لك صور وأنت تفرشين (القروش) في الغرفة؟
_ ده تصوير من واحد من العازفين واتفقد تلفونو.. صورني وأنا كنت برتب في القروش لأنو كانت فيها العملة النيجيرية وفيها دولارات وكان معاي كم شخص من العازفين.. وكنت مسافرة دولة الإمارات وكان ما ممكن أسافر وأشيل معاي العملة النيجيرية للإمارات.. دي قروشي وما جايباها بالحرام.. تعبت وغنيت لما حلقي ده وجعني.. ولو أي زول بيعجب بي فيها حاجة غلط معناها السودان ده يراجع إعجابو بي، وفي السودان هنا قدموا لي عربات هدية.. والمشكلة وين إذا كان الإعجاب هنا ولازم ناخد في كل دولة عاداتها وتقاليدها.. شيء طبيعي، هدايا الحكام من زمان موجودة، والهدايا ذاتها بتختلف.

حوار- محمد ابراهيم الحاج
المجهر السياسي

Exit mobile version