ضياء الدين بلال: بالجزيرة كادت دموع الهندي عزالدين أن تفيض على خديه، حينما رأى بالعين وسمع بالأذن، ما لم يشاهده من قبل أو يسمعه

-1- في ولاية الجزيرة الصورة كانت واضحة والحقيقة جلية وساطعة، بلا أدنى غباش أوخداع بصري، الرئيس البشير اختار القرار الصحيح في التوقيت السليم.
الانحياز لفرحة مواطني الجزيرة ضد غضبة مجموعة محدودة اختارت المعركة الخطأ في التوقيت القاتل بالملعب المبتل، دون أن ترتدي أحذية المطر.
كان السقوط مكلفاً والخسائر فادحةً:
انكسر الخاطر واندلق زيت المساومات.

العبرة ليست في الحشود -على كثرتها – بالإمكان استقطاب أكثر منها وزيادة، العبرة بصدق الانفعال وحميمية التفاعل، بلا صنعة أو تكلف.
للنفاق رائحة والمشاعر لا تزيف و(المحرش ما بكاتل).

-2-
بديم المشايخة كادت دموع زميلنا الهندي عزالدين أن تفيض على خديه، حينما رأى بالعين وسمع بالأذن، ما لم يشاهده من قبل أو يسمعه فيما سبق.
هتافات صادقة وليدة اللحظة (حقك ..حقك.. حقك) فرحة تقارب الهستريا وسعادة تفوق الوصف والتعليق.
هي شهادة الهندي لوجه الله وحق التاريخ.
يا ليت الطيب مصطفى كان هناك ومحمد عبد الماجد ينظر من نافذة القطار.
الفرح الأكبر في ديم المشايخة، فتح شريان اقتصادي يربط المنطقة الأوفر بزراعة الخضر والفاكهة وصيد الأسماك (جنوب الجزيرة) بسوق العرض والطلب في الداخل والخارج.
الموز يخرج الآن على طريق مسفلت من ديم المشايخة إلى أسواق الخليج و(يضحك السمك).
طرق الإسفلت ليست للرقشات- كما قال محامي ودمدني- هي شرايين دورة الإنتاج، حينما تضخ الدماء ويفيض الخير ويبتسم الغد.
-3-

السؤال: لماذا منطقة مثل أبوقوته- أفقر مناطق الجزيرة – بها أكثر من 200 قرية وكمبو لم يزرها الرئيس عمر البشير طوال فترة حكمه، ولم يزرها الوالي محمد طاهر إيلا خلال عاميه بودمدني، مع ذلك تخرج عن بكرة أبيها لاستقبال الضيوف بفرح وسرور؟!
الإجابة: إنه الأمل في الغد والثقة في ما هو قادم من خير.
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل.
ما قيمة الحاكم والسياسي إذا لم يكن قادراً على زراعة الأمل ومكافحة جرثومة الإحباط؟!
الإجابة: سيصبح هو الأزمة لا الحل، الداء لا الشفاء.
ما قيمة الحاكم والسياسي إذا فقد ثقة المواطن وأصبحت كلماته بلا وزن ووعوده في حكم السراب؟!
الإجابة: يتحول إلى سمسار أخرس في سوق كاسد.
-4-

ما الذي يجبر آلاف المواطنين في المناقل والكريمت على الوقوف تحت أشعة الشمس القائظة من الصباح إلى ما بعد منتصف النهار ؟!
الإجابة: لتقول كلمتها في وجه المشككين والمتربصين بفرحتها بمشاريع التنمية والخدمات.
في أي بلد في العالم يقبل رئيس أو ملك أو أمير في مقام حضوره أن تهتف الجماهير باسم والٍ أوحاكم تحت إمرته (ايلا ..ايلا..ايلا)؟!
الإجابة: إنه الرئيس البشير وكفى، تواضع وثقة.
قالها بالصوت الجهير: (لا قيمة لوالٍ دون رضا الجماهير).
منفستو الحقبة الجديدة: ( الجمهور لا يصدق سوى الأفعال ولا يشتري الأقوال والشعارات).
السوق قفل.
-5-

ما يحدث في الجزيرة درس بالقلم الأخضر على دفاتر كل السياسيين، الحاكمين والمعارضين والراغبين في الاستمرار بالحكم أو الوصول إليه.
السياسة لم تعد فن (طق الحنك) والجلابيب البيضاء والبدل الأنيقة والعصي الأبنوسية والحلاقيم الكبيرة والشعارات اللامعة والوعود البراقة.
(السياسة) ليست ما يقال ويسمع، (السياسة) ما يرى ويحس واقعاً جهيراً (يتش عصب الظلام بالضوء).
( السياسة)، الدفع (كاش) نقداً ولا تقبل شيكات الأماني المجنحة.
(السياسي) يمكن أن يصبح نجماً عابراً لحدود الأيديولوجيا وجغرافية القبيلة ونطاق الجهة، يكتب اسمه على ظهر المركبات العامة وعلى رؤوس الصبيان وتعلق صوره في المتاجر الخاصة ويترنم باسمه الأطفال، إذا صدق مع مواطنيه وعمل لراحتهم وسعادتهم حتى ولو بإزاحة الأذى عن الطريق لا برصف (الانترلوك).

-أخيراً-
مكرر:
حب الجماهير وكسب تأييدهم يحققه الفاعلون لا القوالون.. الفاعلون أصحاب الإنجازات الظاهرة لا الوعود الزائفة من الذين يحققون نجاحاتهم الخاصة على حساب الهم والفشل العام، ويعضون على مناصبهم بأسنان اللبن.

ضياء الدين بلال

Exit mobile version