(1) يبدو أن (جر الساعة) والعودة للتوقيت القديم، سوف يعيدنا إلى الأيام الخوالي, ويرجعنا إلى سوالف الزمن الماضي.
> فقد أكد أمس في (الإنتباهة) المجلس الأعلى للبيئة والترقية الحضرية, عدم استثناء أكياس (التمباك) من قانون حظر استخدام أكياس البلاستيك بالعاصمة، وقال حسن إسماعيل رئيس المجلس الأعلى للبيئة لـ (الإنتباهة) أمس : (ناس التمباك يرجعوا للحُقة والورق).
> وهذا يعني أن (جر الساعة) وإلغاء (البكور) سوف يعيد لنا (الحُقة) من جديد بعد أن اندثرت وانقرضت مع جدودنا القدماء، الذين كانوا يحملون معهم (حُقة) بالحجم العائلي (تسف) منها الحلة كلها.
> ولم تكن (الحبوبات) يستثين من ذلك, فقد كن شركاء في تلك (الحُقة) ، وقد وثق لذلك الأديب الطيب صالح عبر (بنت مجذوب).
> الآن, المجلس الأعلى للبيئة, يعيدنا للحُقة من جديد في تقنية لـ (السف) ، وتنظيماً له!!… وهذا يعني أن أزمة قادمة سوف تكون في فوارغ (الكريمات) و (الفازلين) التي سوف تستعمل (علبها) كاحفظات (للتمباك) بعد قرار المجلس الأعلى للبيئة.
(2)
> جر الساعة الذي رمى بنا لعصر مضى وانتهى, أعاد لنا من جديد (حُقة) التمباك، وربما يعيد لنا (جر الساعة) مع (الحُقة) التي قضت نحبها، وعادت من جديد، (السعن) و (المفراكة) و (المحراكة) و (الدوكة) و (اللداية) و (المعلاق) ، و (أم عوينة) وغير ذلك من الأدوات التي انتهت في عصر (آيفون 6 إس بلس).
> تخيلوا أن (الرجل) في هذا العصر يحمل في يده (سامسونج جالاكسي نوت 7) إلى جانب (حُقة) خضراء كبيرة.
> والسبب في ذلك هو قانون المجلس الأعلى للبيئة.
> سنعود إلى العصر الذي يبحث فيه رب البيت عن (حُقته) الضائعة، بين الأنقاض بعد أن كان يبحث عن (شاحن موبايله).
(3)
> المجلس الأعلى للبيئة, جزم بأن كل من يخالف القانون ويستخدم (الأكياس) سوف يتعرض للمحاسبة والمعاقبة القانونية، وحظرت ولاية الخرطوم استخدام أو صناعة أو تداول أكياس البلاستيك الخفيفة أقل من سمك (60) ميكرون بالعاصمة ابتداءً من مطلع يناير القادم.
> المجلس حظر استعمال (أكياس) التمباك، في الوقت الذي لم يحظر فيه أو يمنع أو حتى يحذر من (التمباك) الذي يسبب الكثير من الأضرار من بينها سرطان اللثة.
> وتنتشر هذه الأيام وتذاع الإعلانات التي تحذر من (الأكياس) ولا أحد يحذر من التمباك والتدخين.
> يحظرون (الأكياس) ، ويتركون (التمباك) ، وهو الذي يسبب أضراراً صحية بالغة، وأضراراً أخرى للبيئة بصورة عامة بسبب مخلفاته إن قصر أمر المجلس الأعلى للبيئة على (النظافة).
> إنهم يتركون (الفيل) ليطعنوا في (الأكياس).
> هكذا نحن نترك (الأصل) وننصرف بكل هذا الضجيج إلى الهوامش و(الأكياس).
> لقد أعلنوا الحرب على (الأكياس) ، هذا كل ما عندهم.
> علماً أن للحُقة أضراراً صحية أخرى قد تسببها نتاج (الصدى) الذي ينتج من تفاعل (التمباك) مع معدن (الحُقة)…لذلك فإن الدعوة للعودة إلى (الحُقة) يجب أن ترفق بفتوى من وزارة الصحة، لتقتصر الأضرار على (التمباك) وحده، إن كان لا محالة (ساف).
محمد عبدالماجد
الانتباهة