انطلقت في العاصمة الخرطوم، الأحد، “زفة” المولد النبوي الشريف، بمشاركة مجموعة من الوزراء، وقيادات المجلس الأعلى للدعوة والإرشاد (حكومي)، ورجال الطرق الصوفية.
وتخللت “الزفة”، أناشيد دينية، وأهازيج المتصوفة، على إيقاعات الطبول والدفوف، ومنها “النوبة” وهي آلة إيقاعية شعبية، يوقعها خصوصاً رجال المتصوفة، فيما ينشد المنشدون “المدائح النبوية”، التي يتمايل على إيقاعاتها المريدون ولهاً في حب النبي محمد (خاتم المرسلين).
و”زفة المولد” من التقاليد المتجذرة في السودان، وتنطلق مواكبها عادة مطلع شهر ربيع الأول من كل عام، وعقب صلاة العصر من الميادين العامة، مصحوبة بالموسيقى والطبول الشعبية، وصولًا إلى الأماكن الدائمة المخصصة للأحتفاء بمولد المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم.
وانطلقت الزفة التي رافقتها “الأناضول” لهذا العام، من منطقة شرق النيل، وسارت إلى “ميدان المولد” وسط مدينة الخرطوم بحري؛ حيث تنصب السرادق والخيام، طوال الأيام الأولى من ربيع الأول، حتى الثاني عشر منه، يوم ميلاد النبي محمد، ويطلقون عليه “وقفة المولد”، ويعتبرونه عيداً شعبياً ورسمياً “عيد المولد”.
وشارك في زفة شرق النيل لهذا العام، عدد من المسؤولين، على رأسهم وزير رئاسة مجلس الوزراء السوداني، أحمد سعد عمر، الذي دعا في كلمته بمناسبة الاحتفال إلى “ضرورة التسامح الديني بين الجماعات الإسلامية، ونبذ العنف والتطرف”.
وتستبطن دعوة عمر للتسامح نزاعات بدأت تطل براسها في احتفالات السودانيين بذكرى المولد النبوي الشريف، بين المتصوفة الذين كانوا ينصبون سرادقهم وخيامهم دون اعتراض من أحد.
لكن جماعة أنصار السنة الدينية المتشددة، شرعت السنوات الماضية في نصب سرادقها هي الأخرى في ساحات الاحتفال، لإثناء المشاركين في المناسبة، باعتبارها “بدعة” تفتقر للسند الصحيح من القرآن والسنة؛ ما أدى لإشتباكات بينهم وبين الطرق الصوفية السنين الماضية.
ويوافق الخميس، 30 نوفمبر/تشرين الثاني، 12 ربيع الأول، ذكرى مولد النبي محمد (خاتم المرسلين)، التي يحتفل بها المسلمون في مختلف أنحاء العالم، ويحتفي به السودانيين بشكل خاص، ويسمونه “يوم الوقفة “.
ولم ينس وزير رئاسة مجلس الوزراء السوداني، انتهاز روح التسامح التي تسود بين السودانيين أيام المولد، ليحث الحركات المتمردة المسلحة على وضع السلاح أرضاً، وقبول مبادرة الحوار الوطني والدخول في التسوية السياسية لإدامة السلام والاستقرار.
وهي المبادرة التي أطلقها الرئيس البشير في 27 ناير/كانون الثاني 2014 ودعا فيها مكونات الشعب السوداني السياسية المدنية والحركات المسلحة المختلفة، إلى الحوار وأطلق عليها “الوثبة”.
الخرطوم/ بهرام عبد المنعم/ الأناضول