لنضع كلمات ومواقف الرئيس البشير بحق والي الجزيرة، محمد طاهر إيلا، وصدرت أخيراً بصورة تصاعدية، لنفهم كيف ينظر حزب المؤتمر الوطني للرجل الصاعد بسرعة البرق في المستقبل القريب.
بداية قال البشير إن إيلا باق في منصبه والياً للجزيرة حتى العام 2020م، ثم فرض لأجله حالة الطوارئ وحل مجلساً تشريعياً منتخباً، ثم في ذروة دعمه لإيلا، قال البشير: (لو ترشح إيلا لانتخابات 2020 لرئاسة الجمهورية سأدعمه).
وبالتالي تلوح الصورة جلية قبيل أن يدلف قادة حزب المؤتمر الوطني لاختيار مرشحهم لانتخابات العام 2020 حيث تنحصر الخيارات في الضغط على البشير لإثنائه عن رغبته في الاعتزال وحمله للترشح لولاية جديدة، أو في دعم خياره المعلن، محمد طاهر إيلا.
وكان الرئيس عمر البشير قد أعلن زهده في الترشح لولاية جديدة في انتخابات العام 2020 وقال إنه مل الرئاسة وأتعابها المستمرة، ويتشوق لأن تسبق اسمه كلمة الرئيس السابق.
بلا حدود
وصل البشير إلى ولاية الجزيرة يوم أمس الخميس، في زيارة تستمر لأيام، لافتتاح عدد من المشروعات، ولحضور مهرجان السياحة والتسوق الثالث.
وفي فعالية جماهيرية بمحلية أم القرى، أثنى البشير على إيلا، وقال إنه حيث وقع نفع، مشيراً إلى أنه (سد الفرقة) في جميع الثغرات التي وضع فيها، بداية من الثغر (ولاية البحر الأحمر) مروراً بولاية الجزيرة، ثم ها هو يعلن تأييده لإيلا لو قرر الترشح للمنافسة في انتخابات العام 2020.
وبدأ اسم إيلا يطرق الآذان كمرشح رئاسي بداية من الأسبوع الماضي، حيث أعلى محمد نجل القيادي التنظيمي البارز في حزب المؤتمر الوطني، نافع علي نافع، من حظوظ الوالي في المنافسة لمنصب الرئاسة في العام 2020م.
هجوم
أوصد البشير كل المنافذ أمام مناوئي إيلا من قادة المجلس التشريعي المحلول بأمر الطوارئ، بالذهاب بعيداً، بداية بأنه مع الابقاء على الوالي طالما كان ذلك خيار أهل الولاية، ثم زاد من وتيرة الدعم بإعلانه رضاه بترشيحه خلفاً له في الانتخابات المقبلة.
وحمل البشير على ساسة حزبه في مقاعد التشريع، ممن خاضوا عدة جولات ضد إيلا، وولاة سابقين، وقال عن إبعادهم بأمر طارئ (أزلنا العراقيل والأشواك من طريق إيلا ليستمر في إحداث التنمية).
ناعتاً المشمولين بقرارات الحل، بأنهم استمرأوا الخلافات التي أقعدت بإنسان الجزيرة، وبتنمية الولاية عموماً.
في قلب الجزيرة
من قلب الجزيرة، قال البشير إن إنسان الولاية في قلب اهتماماتهم وليس في الهامش كما تحاول بعض التراويج غير الصحيحة، وقال إن (اختيار إيلا للجزيرة جاء لسد الفرقة) مضيفاً (هو لم يخذلنا وكسب رضاء المواطنين).
وباهى البشير بمواطن الجزيرة المكسو بلبوس القومية، وبالجزيرة كسودان مصغر يضم كافة الطيف والمكون الاجتماعي في البلاد، ولأجل كل تلك القيم والمعاني قال بدعمه لمشاريع التنمية والخدمات.
ترحيب
بسعادة بادية، رحب إيلا في كلمته بالرئيس البشير، الذي وصل إلى الولاية لدعم خيار بقائه ضد مناوئيه. ووعد إيلا أمام أهالي أم القرى، وأمام جحافل أجهزة الإعلام بالقيام بأمانة التكليف كاملة، وأن يوطئ كنفه لخدمة إنسان الجزيرة انتهاء ولايته في العام 2020م.
وشكر الرئيس على دعمه المستمر للولاية، سواء بالمواقف، أو بالأقوال، وحتى بالتمويل الاتحادي من وزارة المالية وبنك السودان، وإدارة مشروع الجزيرة.
افتتاحات
وأثناء الزيارة افتتح البشير بمعية السفير السعودي علي بن حسن بن جعفر، ووالي الجزيرة، مركز (غيث بن شعبان الحجوري) بمحلية أم القرى بكلفة 750 ألف ريال لمداواة واستضافة مرضى الفشل الكلوي من أبناء المنطقة والمناطق المجاورة.
سيرة
ولد محمد طاهر إيلا بـ (جبيت) في شرق السودان العام 1951م، وتربى في كنف أسرة ميسورة الحال تعود جذورها إلى قبيلة (الهدندوة) حيث كان والده من كبار أعيان المدينة، وعرف عنه البر والإحسان. تلقى إيلا دراسته الأولية والثانوية بمدينة بورتسودان، فكلية الاقتصاد بأم الجامعات السودانية (جامعة الخرطوم)، ومن ثم رحل إلى بريطانيا للحصول على درجة الماجستير.
التحق بالحركة الإسلامية، مطلع السبعينيات ناشطاً في صفوفها، ومدافعاً عن آرائها، ومن ثم بدأ رحلته العملية بإدارة الموانئ البحرية، ثم آلت له وزارة النقل الاتحادية، التي بدأ بعدها مسيرته كوالٍ في البحر الأحمر التي خلق فيها الصيت والجدل، ومن ثم إلى الجزيرة بذات السيرة بما فيها من الإنجاز والصراع.
ود مدني : يس الباقر
صحيفة اليوم التالي