تعد المملكة العربية السعودية من أأمن بلاد العالم تقريباً طوال السنين الماضية ولم تشهد شيئاً يزعزع أمنها واستقرارها رغم الاستهداف لها من الخارج، وظلت تنعم بما لا تنعم به كثير من الدول حتى الولايات المتحدة الأمريكية، نسمع بين الفينة والأخرى حالات نهب وتفجير بها، فالربيع العربي الذي استهدف دول مصر والعراق وليبيا وتونس، وحاول اختراق سوريا، ولكن تحصَّنت سوريا واستعصمت فكانت المملكة تراقب كل الذي يجري أو يحدث في الوطن العربي حتى جاءت حرب اليمن والتي اتخذتها بعض الدول ذريعة للدخول إلى المملكة لزعزعة أمنها واستقرارها، فبدأت بعض الضربات بالصواريخ البالستية مستهدفة بعض المناطق أن كانت بمنطقة الجوار اليمني أو استهداف العاصمة الرياض وكل الذي يحدث، جاء بعد أن تولى خادم الحرمين الشريفين الملك “سلمان” نظام الحكم خلفاً للملك “عبد الله” الذي رحل عن دنيانا، فالمملكة رغم صمودها ولكنها لم تخلُ من الزعزعة التي تقودها بعض الدول إبان موسم الحج، ولكن عناية المولى هي التي تحميها من الكيد والتربُّص والاستهداف. إن الذي حدث من تغيُّرات وإقالات واعتقالات هو شأن داخلي يخص المملكة في ترتيب أمورها الداخلية بالطريقة التي تراها، ولكن كمراقبين اعتقد أن الذي يجري في المملكة الآن ما هو إلا محاولة اختراق لها من الولايات المتحدة الأمريكية التي تحاول أن تجعل كل المنطقة ملتهبة وشغلها بمثل تلك الأحداث، فإن الأمر غير طبيعي، لدولة عاشت أكثر من خمسين عاماً، في استقرار تام، فما الذي جعل هذا التحوُّل الكبير يحدث لها وفي هذا الوقت، خاصة بعد أن تولى الرئيس “ترمب” مقاليد حكم الولايات المتحدة الأمريكية، فكانت أولى زياراته للشرق الأوسط كانت المملكة، وحصل على مبلغ ضخم من المال، وهذه هي ضربة البداية لها، أو أولى عمليات الاختراق، ومن ثم حرَّك ملف الإرهاب واتهمت قطر برعايتها له وجعلوا من المملكة والبحرين والإمارات ألد أعداء قطر، ولم تكن ضمن أعضاء مجلس التعاون الخليجي، وهنا بدأت المكيدة للدول العربية، فإذا ما سقطت قطر تدور الدائرة على دولة أخرى كانت أكثر أمناً واستقراراً ثم العودة من جديد لتلك الدول واحدة ثم الأخرى، فلماذا لم تنجح عملية إسقاط قطر التي تتحصَّن بتركيا، جاء الاستهداف ضد المملكة لتتخلخل من الداخل بمثل تلك القرارات التي اتخذت ثم الاتجاه في نفس الوقت إلى لبنان ببث الإشاعات بمحاولة اغتيال “الحريري” ليشغلوا لبنان واتهام حزب الله ونصر الله، بما يجري فيه حتى يخلو الجو لإسرائيل التي تنتظر كل اللعبة، فالأمر كل لعبة سياسية أحيكت بصورة جيِّدة وسيناريوهات متفق عليها والهدف منها جعل منطقة الشرق الأوسط في عدم استقرار دائم، فلاحظوا كيف عاشت سوريا وأهلها حالة من الذعر والخوف نتيجة للاستهداف الذي حدث الفترة الماضية، ما جعلها تغلي في مرجل وينزح سكانها من قراهم واحد تلو الآخر ومن ثم تهدأ العاصفة وكأنما شيئاً لم يكن، فهدأت المعارك في سوريا بعد أن دمَّرت المباني تماماً وحتى يعود السكان من جديد والعمل على إعادة مبانيهم تندلع المعارك في منطقة أخرى، والمقصود بها المملكة العربية السعودية باعتبارها الأكثر أمناً واستقراراً، فإذا ما أفلحت تلك الجهة في زعزعة الأمن الداخلي بها من هنا يبدأ التفكك، فالأمر مرتَّب ومعلوم لكل ذي بصر وبصيرة، فالاستهداف مقصود به منطقة العرب والمسلمين باعتبارهم الأغنى بالموارد، أن كانت على مستوى النفط أو المياه أو الزراعة، فهل يعلم العرب به؟ وهل بإمكانهم إفشاله؟ ياريت.
صلاح حبيب – لنا راي
صحيفة المجهر السياسي