وصل التلاسن الإعلامي بين محام مصري والمجلس القومي للمرأة إلى ساحات القضاء، على خلفية تصريحات للمحامي حول اغتصاب الفتيات اللواتي يرتدين ملابس غير لائقة، خصوصا اللواتي يرتدين “بنطلونات مقطوعة من الخلف”.
وكان المحامي، نبيه الوحش، قد قال قبل أسبوعين في برنامج بقناة تلفزيونية محلية: “البنت اللي مش بتحافظ على نفسها، وتدعو الناس تعاكسها، ولابسة بنطلون مقطع. اغتصابها واجب قومي، والتحرش بها واجب وطني”.
ورفض المجلس الحكومي تصريحات المحامي المثيرة للجدل، وقال في بيان، الأحد، إن “جميع عضوات المجلس يشعرن بالاستياء والاستنكار لخروج مثل هذه التصريحات المشينة والمخجلة التي تعتبر دعوة صريحة للتحرش والاغتصاب. هذا التصريح مخالف للدستور المصري الذي يكفل حماية المرأة من جميع أشكال العنف ضدها، والأغرب من ذلك أن تصدر هذه التصريحات من محام منوط به الدفاع عن الحقوق والحريات وحماية المجتمع من الجريمة وتحقيق العدل”.
وتقدم مجلس المرأة ببلاغ إلى النائب العام المصري ضد المحامي نبيه الوحش والمحطة التلفزيونية، التي صدر التصريح عبر أحد برامجها، معتبرة التصريح “يهدد الأمن والسلم العام”، كما تقدم بشكوى إلى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، مطالبا بـ”منع مثل هذه الشخصيات والتصريحات المثيرة للجدل، والتي تحض على نشر العنف ضد المرأة، واحتقارها والتقليل من شأنها”.
ورد الوحش متهما المجلس الحكومي بأنه “وكر مشبوه لتمرير قوانين مشبوهة”، وقال إن هناك “ثأر بايت بينه وبين المجلس”، لأنه أقام دعوى قضائية أمام مجلس الدولة لإلغائه، مؤكدا أن تصريحه كان “تحذيريا وليس تعريضيا”، وأنه “مستعد للدفاع عن أي فتاة محترمة تتعرض للتحرش، وسبق أن طالبت بتغليظ عقوبة التحرش إلى الأشغال الشاقة أو السجن المشدد”.
وقال، في تصريحات صحافية، “لم أطلب من الفتيات ألا يرتدين البنطلون، بناتي بيلبسوا بنطلونات. لكن من تقوم بقطع البنطلون من الخلف، ليس لنا شأن بحمايتها لأن هذه دعوى صريحة للتحرش بها، مثل التي تقف في فاترينة وتعرض نفسها”.
وعُرف نبيه الوحش طيلة السنوات الماضية بتصريحاته المثيرة للجدل، وأقام دعاوى قضائية عدة ضد عدد كبير من المشاهير، بينهن المخرجة المثيرة للجدل أيضا، إيناس الدغيدي، كما أثار ضجة كبيرة بتصريحات “تكفير” الكاتبة المصرية المعروفة، نوال السعداوي، وتصريحات أخرى وصف فيها وزير الأوقاف الحالي، محمد مختار جمعة، بأنه “أمنجي ومسجل خطر”.
ووفقاً لدراسة سابقة أجرتها الأمم المتحدة، فإنّ نحو 99 في المائة من النساء المصريات تعرضن لصورة ما من صور التحرش الجنسي. وأشارت دراسة أخرى إلى أنّ 67 في المائة من العينة ذكرن أنّ كلّ البنات يتعرضن للتحرش، بغضّ النظر عن لبسهن أو شكلهن أو كلامهن أو مشيهن.
العربي الجديد