عاشت «خادمة» عند زوجها وتركها وحيدة

عندما يُغرس الانتقام في نفس الإنسان فتوقَّعْ كل النتائج غير محمودة العواقب، فيسلك صاحبه عندئذ كل الطرق الموصلة لـ«إرواء غليله» من ضحية لا ذنب لها إلا أنها تفوقت دراسياً عليه ليثأر من هذا التأخر الدراسي بأن يفكر في أن يكون «سيدها» في بيت الزوجية بأن خطبها ليبدأ في رسم خارطة انتقامه وجعلها تحت قدميه.

كان اللقاء الأول بينهما عادياً جداً في إطار أسري تقدم لخطبتها ولم يمنحها أهلها فرصة للتفكير واختباره انطلاقاً من أن مواصفاته كعريس من ناحية الماديات وامتلاكه لشقة وسيارة وتجارة ناجحة، وافقت على الزواج على الرغم من المخاوف الكثيرة التي تراودها من المصير المجهول مع شخص لا يعرف الاستماع إليها أو يشاورها في أي من أمور الزواج، يغلب عليه الأنانية في كافة تصرفاته لدرجة انه أجبرها على اختيار فستان زفاف لم تكن تقبل به.

راودتها الكثير من المخاوف وصارحت أهلها بذلك وكان أحدها الفارق التعليمي بينهما، فهي تحمل شهادة الماجستير وهو لم يكمل تعليمه الثانوي، ولكن إغداق العريس الهدايا على أفراد العائلة لم يدع لها مخرجا، تم الزواج في ليلة من المفترض أن تكون أسعد اللحظات بأوقات عصبية حينما نزع الزوج القناع واعترف بأنه تزوجها لكي تعمل خادمة له محذراً إياها من التفكير في العمل أو استكمال دراستها كما تحلم.

حطم كل أحلامها في لحظات وتعامل معها بكل وحشية وانتقام بعدما علمت انه يصر لها العداء منذ أن كانوا أطفالاً وكانت تنظر له نظرة دونية لأنه دائم الرسوب في المدرسة، بدأ الأمر باكتشافها إدمانه على الأفلام الإباحية وطلباته غير الإنسانية معها، صارحت أمها التي أكدت لها أن الأمر عادي ويمكن تقبله، وأنه لا يمكن أن تحصل على لقب مطلقة بعد أيام معدودة من الزواج وطلبت منها الصبر والاحتمال.

مأساة

مرت السنوات وسرقت منها أحلى أيام العمر، لم تكن تملك القوة على رفض حياتها في ظل وقوف كافة أفراد الأسرة في وجهها بدعوى العادات والتقاليد ورؤيتهم لذلك الزوج من الخارج كزوج مثالي طالما معه أموال، أنجبت منه طفلين وحاولت أن تعلمهما وتربيهما على طريقتها إلا أن الزوج رفض ذلك بل استخرج لهما جواز سفر دون علمها، وأحضر أمه لتعيش معهم في البيت ومنعها من التدخل في أمور الأبناء وأن دورها يقتصر على الأعمال المنزلية فقط.

جاء اليوم الأسود وطلب منها الذهاب عند منزل أهلها بعد أن اختلق معها مشكلة، وبالفعل وجدت نفسها مشحونة بطاقة سلبية وفكرت في الانتقام، ووجدت وجودها في منزل أسرتها فرصة للتفكير في كيفية تنفيذ ذلك، وأفاقت على خبر مدوي لقد هرب زوجها وطفلاها إلى جهة غير معلومة بعد أن تركها معلقة تصارع مشاعر الأمومة، بحثت عنهم في كل مكان ولم يمنحها أحد من أهله أي جواب شافٍ، منذ 4 سنوات لم تجد باباً وإلا طرقته ولكن للأسف دبر الزوج انتقاماً بشعاً منها، تمنت لو أخذت القرار منذ البداية ورفضت الخوض في الأمر منذ بدايته.

 

صحيفة البيان

Exit mobile version