من الوحل .. وإلى الوحل، يا هؤلاء !!

* لا يزال بهلوانات المؤتمر الوطنى، خاصة من صاروا خارج دائرة الضوء، ويسعون للعودة إليها ولو بالهذيان والهضربة والسخرية من أنفسهم، يخرجون علينا من حين لآخر بأحاديثهم الهزلية عن الحريات، وها هو أحد الذين وجدوا انفسهم خارج الحلبة بالضربة القاضية الفنية التى أفقدته الوعى وجعلته خارج الشبكة، يفاجأنا بفاصل كوميدى عن الحريات يسعى به للعودة الى الاضواء ولقد نجح فى ذلك، إذ أثار حماستى للكتابة عنه بعد أن غرق فى بحر النسيان، ورماه الناس وراء ظهورهم الى ان يحين موعد الحساب، وذلك بتصريحاته الصحفية من منفاه الاجبارى بأن (الحريات المتوفرة فى السودان لا توجد فى كل أقطار العالم) .. !!

* يا خى حرام عليك، قول أفريقيا، قول العالم العربى، قول كل العالم ما عدا أمريكا واوروبا، ولكن كل أقطار العالم حتة واحدة، ياخى باين إنو الضربة كانت شديدة عليك أكثر مما توقعنا، وحلجت كل صواميلك وتروسك وخلتك لافى فى الفاضى، ولا يمكن دى رجعة الساعة لى ورا خلتك ما عارف ليلك من نهارك، ولا صحوك من منامك، ومسكتك ام هلَّهلة وافتكرت إنو الساعة جات، وحان وقت الحساب؟!

* حريات شنو يا نافع، وعالم شنو ، وانت بتعرف شنو عن الحريات، ولا نسيت العملتو فى بيوت الاشباح، ولا افتكرت إنو الناس نسوه … خليك مطمن أنحنا ما نسينا، والشعب يتوق للحظة الحساب، ولو حتى نسينا، فهنالك من لا يسهو ولا ينسى ولا ينام، ولا يُظلم عنده أحد، أم أنك مثل أقرانك وأشباهك وعصابتك، لا تؤمن بيوم الحساب، وتعتقد أنه لن يأتى أبدا، وإلا فكيف تفسر هذا الذى صنعتوه بأهل السودان، والجرائم والمفاسد التى اتركبتوموها، فمن يفعل ذلك، إما أنه فاسق أو كافر لا يؤمن بالله ويوم الحساب، فأيهما أنت أيها (النافع) !!

* ياخى حرية شنو، وخليك من المسيحيين الذين تزعم أنهم يتمتعون بكامل الحرية فى أداء شعائرهم الدينية فى السودان، رغم القهر الذى يتعرضون له، وهدم الكنائس والاعتقالات بل والقتل، وليتك فقط تراجع عمك (قوقل) وترى بعينيك ما يطمنك على حرياتك التى لا يوجد مثلها فى العالم، والأمان الذى يتمتع به المسيحيون فى السودان .. خليك من المسيحيين، هم المسلمين نفسهم بيتمتعوا بحرية ولا أمن ولا أمان، ولا أبسط أساسيات الحياة الكريمة، بينما أنتم مثل الغيلان المتوحشة تنهشون لحومهم، وتمتصون دماءهم، وتسرقون عرقهم، وتختطفون اللقمة التى يشقون من أجلها من أفواهم، فاكتنزتم لحما وشحما وفسادا وحراما، فأى حريات، وأى أمن، وأى أمان، يتمتع بها الناس فى السودان؟!

* هل نسيتم ما فعلتم خلال الثلاثين عاما التى جثمتم فيها على صدر الشعب، ودمرتم وقتلتم واغتصبتم، وسرقتم ونهبتم .. (إذا إنت نسيت، أنا ما نسيت) يا نافع، والشعب صاحى وواعى ومتذكر ومنتظر لحظة الخلاص ليأخذ حقه تالت ومتلت، ولقد اقتربت هذه اللحظة إن لم تكن تعرف، أو لم تكن تحس لأنك فى جو تانى وعالم تانى، غارق فى الفساد ووالغ فى دماء المظلومين، لدرجة إنك ما عارف أم ضبيبنة من لوس أنجلوس، زاعما أن الحريات التى توجد فى السودان، لا توجد فى كل أقطار العالم، ياتو عالم ده يا نافع، وياتو حريات، وياتو أمان؟!

* قربتوا يا نافع، جهزوا حالكم، وكلموا ناسكم واستعدوا للهروب، ولو فى باقى قروش ما هربتوها خارج البلد، ما تنسوا تهربوها، ولو فى حاجة لسة ما دمرتوها، ما تنسوا تدمروها، أنحنا لا عايزين قروش، ولا راجينكم تخلوا لينا حاجة كويسة فى البلد، لانكم ما من البلد دى، ولو كنتوا من البلد دى ما كان عملتوا فيها وفى شعبها كل العملتوهو ده .. ويبدو أن (الطيب صالح) كان يعلم بجرائمكم ومفاسدكم وزلعتكم ودناوتكم عندما تساءل بعد اغتصابكم للسلطة: (من أين أتى هؤلاء؟) .. وأجيبه (لقد أتيتم من الوحل، وستعودون الى الوحل، إن شاء الله)!!

مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة

Exit mobile version