بألوان خريفية مُبهرة، تزهو حديقة “بحيرة الأسماك” في مركز ولاية “شانلي أورفة”، حيث يعتقد الأتراك بأن “نمرود أشعل فيها النيران وأمر بإلقاء نبي الله إبراهيم عليه السلام بها”.
“شانلي أورفة”، الواقعة جنوبي تركيا، تُشتهر باسم “مدينة الأنبياء”، ويراها البعض “رابع مدينة مقدسة في العالم بعد مكة والمدينة والقدس”، وتعد البوابة التي دخل منها الإسلام للأناضول.
كما يعتقد بعض الأتراك أن النبي إبراهيم عليه السلام ولد بتلك المنطقة وواجه “نمرود” فيها، وأن أيوب عليه السلام عاش سنوات ابتلائه فيها، وأن يعقوب عليه السلام عاش وتزوج بها.
أمّا “بحيرة الأسماك”، فتُعرف بأنها “أكبر حوض أسماك طبيعي في العالم”، وتتمتع بأهمية دينية كبيرة بالنسبة للديانات السماوية، وهو ما يجعلها محط اهتمام السيّاح.
أعداد كبيرة من الأسماك تعيش في هذه البحيرة التي يمكن للزوّار الاستمتاع أيضاً بمشاهدتها من فوق قلعة “شانلي أورفة” في صورة خيالية مُدهشة
وتحفل ولاية “شانلي أورفة” بآثار تعود لأديان توحيدية وغيرها، إذ بالإضافة إلى “بحيرة الأسماك”، توجد مغارة يعتقد أن نبي الله أيوب قضى فيها سنوات ابتلائه.
وبجوار المغارة، يوجد بئر يعتقد أن أيوب عليه السلام اغتسل من مياهها ليبرأ بعدها من كل ما عانى منه من أمراض وآلام، وفق ما قاله الأكاديمي التركي “جهاد كورتشو أوغلو”.
بدوره، يقول “نهاد جيفجي”، رئيس بلدية “شانلي أورفة”، إن بحيرة الأسماك مكان ينبغي على الجميع مشاهدته عن قرب، وأن جمالها يزداد عمّا هو عليه مع حلول فصل الخريف.
وأضاف جيفجي، في حديث للأناضول، أن “شانلي أورفة تمتلك ثروات كبيرة من الناحية التاريخية والثقافية، كيف لا وقد احتضنت العديد من الحضارات على مدى 12 ألف عام”.
وتابع قائلاً: “نحرص نحن المسؤولين المحليين، على التعريف بقيمنا وثرواتنا المهمة بأفضل الوسائل، أمام السياح الذين يزورون ولايتنا في جميع فصول العام”.
ودعا المسؤول التركي الجميع إلى زيارة الولاية والاستمتاع بأجوائها الروحية، ومن أجل رؤية بحيرة الأسماك والقلعة التاريخية والأسواق المحلية التي لا مثيل لها على الإطلاق.
وأردف: “في فصل الخريف تتحول أوراق الأشجار إلى الأصفر، وهو ما يُضفي جمالاً فريداً من نوعه على المنطقة التاريخية، ونحن سعداء جداً من كوننا نقدّم الخدمات هنا للجميع”.
من جهته، قال “أيدن أسلان”، مدير الثقافة والسياحة في الولاية، إن الأخيرة تعتبر من أهم المراكز السياحية في تركيا لما تتمتع به من ثروات طبيعية وتاريخية يصعب رؤيتها في مكان آخر.
وأشار أسلان إلى أن بحيرة الأسماك هي أكثر الأماكن استقبالاً للسياح المحليين والأجانب، مقارنة مع بقية المناطق في الولاية، وذلك بفضل أهميتها وجمالها من كل النواحي.
وأوضح أن هناك مشاريع عديدة يعملون عليها من أجل زيادة الإمكانات السياحية في شانلي أورفة، وبالتالي استقبال أعداد أكبر من السياح على مدار العام.
هافغنتون بوست