كشفت وثائق “أبوت آباد” التي نشرتها وكالة الاستخبارات الأمريكية (“سي أي إيه”)، الأربعاء الماضي، أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما كانت تتستّر على علاقة تنظيم القاعدة وإيران.
ووفقًا لوكالة بلومبيرغ الأمريكية، فخلال عهد أوباما أفرجت “سي أي إيه” فقط عن الوثائق التي تظهر التنافس والعدائية بين إيران والقاعدة، بينما أبقت جميع الوثائق التي تكشف عن تعاونهما سرية.
وفسر الكاتب الأمريكي ستيفن هايز هذا الأمر هدف إدارة أوباما من التكتم على الوثائق كان المحافظة على الكذبة بأن تنظيم القاعدة هُزم بعد مقتل بن لادن، وهكذا تمهّد الطريق أمام نجاح أوباما في الانتخابات عام 2012.
المجلس الأمن القومي لأوباما
وأضاف هايز أنه في عام 2012، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية من نهايتها وبوقت قصير قبل أول ذكرى سنوية للمداهمة الناجحة على المجمع السكني لابن لادن، قام مجلس الأمن القومي لأوباما بتسليم 17 وثيقة اختيرت باليد ليتم إعطاءها لمركز مكافحة الإرهاب وتتم مشاركتها مع الصحفيين المؤيدين لأوباما. وكانت النتيجة هي الوحيدة الممكنة في ضوء ما سبق: في وقت موته، كان أسامة بن لادن يائساً ومعزولاً، قائد ضعيف نسبياً لمنظمة قاربت على نهايتها. وفي صيف وخريف عام 2012، استخدم أوباما هذه العبارات على أنه المنطق الأساسي للأمن القومي لإعادة انتخابه: القاعدة باتت “تهرب باستمرار” أو أنها “تهالكت” أو أنها “على طريق الهزيمة”، وبعد انتخابه استمرت إدارة أوباما في التستر على الوثائق لإنجاح الاتفاق النووي مع إيران.
وثيقة الـ 19 صفحة
ويشير ثوماس جوسيلين وبيل روجيو وهما مؤسسا ومحررّا صحيفة “لونغ وور جورنال” اللذان اطلعا مبكراً على الوثائق الأخيرة المنشورة حول أسامة بن لادن، إلى أن المعلومات الأخيرة تُظهر منافسيْن حذريْن مستعديْن للتعاون ضد أمريكا.وقاما بالتركيز على وثيقة مؤلفة من 19 صفحة من أحد كبار مسؤولي تنظيم القاعدة تُظهر التاريخ المبكر للعلاقة التي بدأت بين التنظيم وإيران في أواخر التسعينيات من القرن الماضي بشروط ودية.
دعم إيران لتنظيم القاعدة
وتكشف الوثيقة أن “إيران منحت بعض الإخوة السعوديين في تنظيم القاعدة كل ما يحتاجونه بما في ذلك المال، والأسلحة، والتدريب في معسكرات حزب الله في لبنان، مقابل ضرب المصالح الأمريكية في السعودية والخليج. كما سهّلت المخابرات الإيرانية سفر بعض العناصر بمنحهم تأشيرات بينما كانت تؤوي الآخرين”.
أبو حفص الموريتاني
وتشير الوثيقة إلى أن عنصراً من تنظيم القاعدة اسمه “أبو حفص الموريتاني” أجرى مفاوضات لضمان حصول بعض عناصر تنظيم القاعدة على ملاذ آمن في إيران بعد سقوط حركة طالبان العام 2001 بأفغانستان في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وهربت معظم قيادات تنظيم القاعدة إلى باكستان، بينما توجّهت أسرة بن لادن وزوجات ممثليه وأبناؤهم إلى إيران.
وكانت الصفقة تطلب من ضيوف إيران من تنظيم القاعدة الحفاظ على ظهور قليل، بيد أنهم ووفقاً للوثيقة لم يلتزموا بجزء من الصفقة، اعتماداً على ترجمة تقريبية للوثيقة، حيث أن “عناصر تنظيم القاعدة بدأوا باستخدام الهواتف النقالة التي حظرها النظام الإيراني في الأراضي التي كان باستطاعة الولايات المتحدة اكتشاف استخدامهم لها”.
وذكرت الوثيقة: “بدأوا بشراء السيارات والتحرك كيفما يشاءون والتجمع بالناس، وبناء علاقات مع السُّنة في المدينة وغيرها من الأماكن”.
صحيفة المرصد