حمل سكان الرميلة لافتات في الشارع العام بشأن مكب النفايات الذي يتوسط المنطقة ويتسبب في الوفيات والأمراض غير أن المسؤولين يقفون صامتين إزاء ذلك حيث خرج أهالي المنطقة (مجموعة) من الشباب، الشيب والأطفال تحمل لافتات، في موكب سلمي عكس تحضرهم، مطالبين بإزالة أكبر مكب نفايات بالمنطقة، وهي عبارة عن بقايا مستشفيات من حقن ودماء، إضافة إلى لساتك عربات يقوم البعض بحرقها، مما تسبب لهم الكثير من الأضرار جراء السموم المتصاعدة فوق سماء المنطقة المتأثرة.
اجتاحت النفايات كل من المناطق، الرميلة، القوز، الحلة الجديدة ومجمع الرواد السكني إضافة لتسببها في ضيق التنفس للمرضى من كبار السن وغيرهم، وتوفي إثر ذلك الكثيرون، متأثرين بذلك، آخرهم كان قبل يومين، وقد أصدر شباب المنطقة بياناً حول الأزمة بعد أن رفعت السلطات في العاصمة يدها عن حل المشكلة.
شعارات تنادي بالحل
تراصت صفوفهم خلف قضبان السكة حديد، الأمر الذي جعل حركة سير المرور تنساب بشكل طبيعي، وكانت أبرز اللافتات، تحكي عن معاناة المواطنين (كفانا وعود ومعالجات.. رحلوا مكب النفايات)، (مكب النفايات يعني موت المواطن)، (لماذا أبدلتم الهواء بالدخان يا وزارة البيئة؟)، (مكب النفايات سبب الأمراض)، وغيرها من الرسائل، هذا التعبير السلمي أجبر السلطات الأمنية للتعامل معهم بذات الأسلوب، فتقدم الصفوف ضابط برتبة المقدم شرطة على صدره ديباجة باسم (النميري الخاتم عبد الباقي)، وهو رئيس القسم الذي خاطبهم بأسلوب جعلهم يبادلونه الاحترام، وطلب منهم ممثلين من الشباب لغرض النقاش والحوار في ما يتعلق بأمر المكب، ليتوجه بعضهم إلى هناك، دون أي اشتباكات أو حتى مشادات كلامية بين منظمي الوقفة الاحتجاجية والسلطات الأمنية الممثلة في كافة الأجهزة الأخرى، ليتفرق المحتجون وقتها ويذهب بقية الشباب إلى مواصلة ما تبقى من نقاش مع الشرطة.
ما جرى في القسم
في القسم قدم النميري تنويراً شاملاً للشباب في حضور ممثلي اللجان الشعبية والمجتمعية حول مخاطر المكب الأمنية والصحية. وقال إن الشرطة توصلت إلى أن أسباب الحريق ليست من المكب الذي يعد محطة تحويلية، وإنما من الشماسة والمخالفين من ناقلات النفايات، الذين يقومون بالتفريغ خارج المكب، وهو ما أفرز مظاهر سالبة وتجارة في النفايات وصناعة وترويج الخمور، وغيرها من الأسباب التي جعلت من ذلك المكان مخالفاً للاشتراطات الصحية والبيئية، بل صارت مهدداً أمنياً ومنبتاً للجريمة التي يمكن أن نتعاون مع بعضنا لمجابهتها، موضحاً أن الشرطة بالقسم تنفذ حملات يومية أسفرت عن توقف الحرائق لأكثر من (21) يوماً، وحسم الكثير من التفلتات التي يقوم بها سائقو ناقلات النقل بالتفريغ خارج المكب وإزالة الرواكيب والسكن العشوائي. وقال إن هذه الحرائق تقوم بسبب المشردين الذين يحرقون الإطارات التالفة لاستخراج السلك ومن بيعه، إضافة إلى النيران الكاشفة التي تنتقل من مكان إلى مكان.
بقايا مرضى بالمستشفيات
في إفادة مع منسق الإدارة الشعبية بحي الرميلة النموذجي حامد الطيب محمد حاج حامد قال لـ (اليوم التالي) إن موضوع المكب يعد موضوع الساعة في المنطقة، خاصة أن له أضراراً تهم المواطن في جسده ودمه، مضيفاً أن المكب يحمل كل أذى وبقايا علاج المرضى بالمستشفيات مثل بست كير والتركي من حقن ودموم تحمل ميكروبات، وبالتالي يحرق ويستنشقه المواطن، مسبباً له سرطاناً وأزمة أو حساسية مستمرة، وهو يرى أن المكب لا يفترض أن يكون وسط المنطقة والدولة قادرة على حمله خارجاً، ولابد أن يكون هناك خط رجعة لحل الأزمة.
اليوم التالي.