* لو إفترضنا أن الذى إختار أو (الذين إختاروا) يوم الاربعاء (1 / 11 / 2017 ) ــ وهو يوم عمل ــ لإعادة الساعة الى موقعها الطبيعى بعد اغتراب قهرى لمدة 17 عاما، لا يعرفون شيئا عن هذا الموضوع وضرورة اختيار الموعد المناسب لتقديم أو تأخير الزمن، منعاً لحدوث ربكة فى وتيرة الحياة اليومية، ومراعاة طبيعة الجسم الذى لا يتحمل التغيير المفاجئ فى التوقيت الذى اعتاد عليه من حيث النوم والاستيقاظ والعمل، ألا يوجد شخص واحد فقط (واحد فقط) فى مجلس الوزراء، أو بين العدد الهائل من الخبراء والموظفين الذين يعملون بوزارة مجلس الوزراء، والجهات التى كُلفت بموضوع البكور، يعرف أن إختيار (يوم عمل) لتغيير الزمن أمر مربك جدا على المستوى الفردى والجماعى، وأن كل الدول التى تعمل بنظام التوقيت الصيفى تختار (يوم عطلة) لتقديم أو تأخير الساعة حتى تتفادى كل المتاعب والتعقيدات التى يمكن أن تنجم عن إختيار (يوم عمل) لإحداث التغيير ؟!
* لا افهم السر فى إختيار اليوم الأول من الشهر لإعادة الساعة الى موقعها الطبيعى، ولا اعتقد أن هنالك أى رابط بين اليوم الأول من شهر نوفمبر وموضوع البكور، فعلى أى أساس تم الإختيار، أم لأنه أول شهر فقط، أم ان الاختيار كان (شختك بختك) أو يا (ايدى شيلينى ختينى) على طريقة لعبة الأطفال المشهورة، أم ما هو السبب الذى تم به إختيار هذا التاريخ، بينما كان من الممكن إختيار أى تاريخ آخر فى الشهر وليس بالضرورة اليوم الأول منه، بشرط أن يكون عطلة مثل يوم جمعة أو يوم سبت، حتى يتفادى الناس المشاكل التى يمكن حدوثها بتعديل الزمن فى يوم عمل !!
* من المعروف أن تغيير الزمن يؤثر سلبا على الجسم، وهنالك دراسات كثيرة عن الأضرار الصحية لتقديم وتأخير الساعة فى الصيف والشتاء على جسم الانسان والساعة البيولوجية التى تضبط إيقاع الجسم، مما جعل الكثيرين فى الدول أو المدن التى تعمل بنظام التوقيتين الصيفى والشتوى، يطالبون بإلغاء هذا النظام، خاصة أن فوائده فى توفير الطاقة تضاءلت بشكل كبير فى العصر الحديث حيث اصبح استخدام الطاقة أمرا ضروريا طيلة ساعات اليوم، وليس فى ساعات محددة فى اليوم، أو للإنارة فقط، كما كان فى السابق، كما جعل الدول التى تتبع هذا النظام تجتهد لتخفيف الأضرار سواء التى تصيب الجسم، أو التى تربك مسيرة الحياة اليومية وذلك بإجراء التغيير فى يوم العطلة، عندما يكون الجسم فى حالة إسترخاء، وتكون المسيرة اليومية فى حالة هدوء، وهو ما يعطى الفرصة أيضا لكثيرين لأخذ علم بتعديل الزمن، خاصة أن التعديل عادة ما يحدث عند منتصف الليل، ولا يتيسر لكثيرين تعديله بسبب النوم، أو بسبب النسيان أو عدم العلم، وهو ما يؤدى لحدوث إرتباك فى المواعيد ونوع من الفوضى، إذا كان اليوم التالى يوم عمل !!
* كان بإمكان الذى إختار (او الذين اختاروا) يوم عمل لإعادة الساعة الى موقعها الطبيعى أن يلجأوا لأصحاب المعرفة لاختيار اليوم الصحيح، أو على الأقل اللجوء الى تجارب الدول الأخرى وهى مبذولة فى الانترنت مجانا لمن يريد أن يعرف أو يتعلم، ولكن بما أن كل شئ يحدث فى بلادنا بشكل عشوائى وفهلوى، فكان لا بد أن يتم تقديم الساعة قبل 17 عاما بشكل عشوائى وفهلوى، وتكون إعادتها الى موقعها الطبيعى بشكل عشوائى وفهلوى أيضا .. وسنرى جميعا كمية الفوضى التى ستحدث يوم الاربعاء لجهل وعشوائية وفهلوية من اختار هذا التاريخ !!
مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة