عيادات عشوائية وأطباء مزيفون .. التلاعب بصحة البشر

علي الرغم من وجود الحملات الدورية التي تقوم بها الجهات الصحية المختصة في مجال الرقابة علي المواعين الصحية المختلفة من عيادات وكوادر طبية بالبلاد إلا أن الصحف تفاجئنا وبشكل يومي بتوقيف حالات لعيادات عشوائية أو أطباء مزيفيون يمارسون المهنة بعيداً عن الاشتراطات الصحية المطلوبة ،وبالأمس الأول أعلنت الالية المشتركة للقضايا الصحية بالخرطوم التي تتكون إدارة المؤسسات العلاجية ومباحث حماية المستهلك عن ضبط (14)عيادة عشوائية غير مرخصة و (4) عيادات تدار بواسطة أطباء مزيفين و(9)محلات للطب البديل والأعشاب تعمل بدون ترخيص ، وتم فتح (40) بلاغاً بواسطة نيابة حماية المستهلك وشارك في الحملة فريق مكون من (41) فرداً ، تحت إشراف وزير الصحة بولاية الخرطوم البروفسير مأمون حميدة و مدير المؤسسات العلاجية الخاصة د.محمد عباس فوراوي بجانب رئيس مباحث حماية المستهلك العميد شرطة نزار عبدالرحمن ،وانطلقت الحملة بناءً علي المعلومات التي وفرتها شعبة الميدان بمباحث المستهلك مستهدفاً مناطق الخرطوم الكلالكلة شرق وأمبدة دار السلام «نيفاشا» والحاج يوسف .

*استمرارية الحملات أكد مدير المؤسسات العلاجية د.محمد عباس فواروي أن الهدف من الحملة هو التقصي من تطبيق العيادات والوحدات العلاجية الخاصة ، إلى الاشتراطات والمعايير الصحية المخولة من وزارة الصحة بشان مهنية الكادر وسلامة المعدات الطبية وملاءمة العيادة الي البئية الصحية الموضوعة مشيراً إلى أن العيادات المخالفة الي نصوص الاشتراطات الصحية التي تم ضبطها ضمن الحملة في المناطق الطرفية من الولاية كانت فيما سبق تدير أنشطتها من وسط الخرطوم بمناطق الجريف غرب وجبرة، بيد أن الحملات المتكررة عليها جعلت القائمين علي أمرها يسعون إلى نقلها إلى أطراف العاصمة ،وتابع بهذه الخطوة يعتقدون بأنهم سيبقون بعيدين عن مرامي الرقابة مبيناً أن الحملة قد حققت أهدافها في الكشف عن العيادات العشوائية، بجانب توقيف عدد من منتحلي شخصية الطبيب وأكد فوراوي لـ(آخر لحظة) استمرارية الحملات التفتيشية علي العيادات الخاصة الى عام كامل حتي يتم القضاء علي الظاهرة بحسب وصفه ، وحول التحوطات التي ستتخذها إدارته للحد من الظاهرة ، أضاف أن توقيع العقوبة الرادعة علي المخالفين هي صمام الأمان الحقيقي في عدم تكرار المخالفة ،بجانب أن إنزال العقوبة القاسية علي المخالفين قد تكون إنذاراً للعيادات الأخرى المخالفة التي لم تصلها يد الرقابة ،ورسالة في بريد كل من يحاول أن يعبث في المجال الصحي منادياً في ذات السياق أصحاب العيادات والأطباء بوضع دباجة الترخيص في مكان بارز بمدخل العيادة يسهل رؤيته بوضوح.

*فورة لبن وبالمقابل يشير الأمين العام لجمعية حماية المستهلك د.ياسر ميرغني الى أن غياب العقوبة الرادعة في مواجهة مخالفي الاشتراطات الصحية أدى الى تنامي الظاهرة ، مؤكداً أن وجود عشرات العيادات المتجولة للتداوي بالأعشاب وخلافه حول مواقف المواصلات بميدان جاكسون تمثل قنابل مؤقوته ، لايعرف مخاطرها إلا حينما تودى بحياة العشرات من المتعاملين معها ،لافتاً الى أن بعض هذه العيادات تتحدي السلطات الصحية المختصة، ووجه ميرغني صوت لوم للحكومة حاثاً أياها توفير الدواء بأسعار منخفضة حتى لا يلجأ المرضي إلى الاعشاب مؤكداً أن النتائج التي حققتها الحملة خلال يومين كانت باهرة من خلال الضبطيات التي حصلت عليها وأردف نتمني استمرارية هذه الحملات حتي يتم القضاء نهائياً علي المتفلتين في القطاع الصحي ،وتابع لا نريد لهذه الحملات أن تكون مثل «فورة اللبن» تنتهي بمراسم توقيف الجناة الى المحاكمة وينفض السامر .

أيمن المدو
اخر لحظة

Exit mobile version