جدل حول عمل الرجال بمهنة القابلات

خلّف مقترح تدعيم سلك القابلات في الجزائر بمختصين من الرجال للإشراف على عمليات توليد النساء في المستشفيات والعيادات، ردود فعل متباينة بين مرحب بهذه الفكرة لسدّ العجز الحاصل في هذا القطاع حفاظا على الأرواح، ومعارض لعدم تقبل المجتمع لهذه الفكرة الدخيلة على عاداته وتقاليده.
وكانت عقيلة قروش، رئيسة الاتحاد الوطني للقابلات، كشفت قبل يومين عن عزمها رفع مقترح لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات خلال الأيام القليلة القادمة، من أجل تكوين “قابلات رجال” للإشراف على عمليات توليد النساء في المستشفيات، بسبب كثرة الضغط على القابلات النساء.
وقالت قروش خلال ندوة صحافية، إن “المقترح سيقدم قريبا لوزارة الصحة”، مشيرة إلى أن “الإجراء معمول به في العديد من الدول على غرار فرنسا، وأن الرجل سيقوم بمهام التوليد، شأنه شأن طبيب النساء والتوليد”.
وعزت قروش مقترحها إلى النقص الذي يشهده قطاع القابلات في الجزائر على المستوى الوطني، بعد أن استفاد 50 من المئة منهن من التقاعد، وتزايد ضغط العمل عليهن وثقل المسؤولية، حيث إن “القابلة تتكفل بالعديد من الأمهات الحوامل في نفس الوقت، ناهيك عن قيامها بمهام بعض الفئات الأخرى”.
وأثار هذا المقترح جدلا كبيرا في الجزائر، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد عن رفضهن لفكرة تكوين رجال للإشراف على عمليات توليد النساء، نظرا لتعارضه مع قيم المجتمع الجزائري.
واعتبرت في هذا السياق سلطانة بيوتي، أنها “فكرة غبية”، لأن هذا المقترح “لا يصلح للتطبيق في المجتمع الجزائري الذي لا يتقبل رجاله أن يقوم رجل بتوليد زوجته أو أخته أو ابنته”، مضيفة أن “هناك أعمالا خاصة بالمرأة لا تستقيم ولا يقبلها العقل إذا قام بها الرجل، خاصة فيما يتعلّق بالتوليد التي هي مهمة النساء منذ التاريخ”.
وبخصوص سدّ العجز الحاصل في قطاع القابلات بالجزائر، أكدت بيوتي أنه في هذه الحالة “يمكن الاستنجاد بآلاف النساء والفتيات المتخرجّات من الجامعة والعاطلات عن العمل لدخول هذا المجال”.
من جهته، أكد إمام المسجد الكبير ونائب رئيس المجلس العلمي، علي عيّة، أن “المرأة هي التي تولد المرأة، وفي حال كانت الحامل في حالة خطر يقتضي تدخل طبيب مختص في هذه الأمور، حفاظا على حياتها، يمكن الاستنجاد بطبيب مسلم، وإذا لم يكن متوفرا فيستعان بغير المسلم من طرف القابلة”.
وأضاف في تصريح لقناة تلفزيونية محلية، أن “إدخال الرجال للعمل في سلك القابلات في الحالات العادية أمر غير مقبول.
وبدوره، قال جمال عطوش تعقيبا على ذلك، إنه لا يعتقد أن الرجل الجزائري سيقبل الدخول لممارسة هذه المهنة النسائية، لأنه “سيعتبر ذلك بمثابة العار، وسيعرضه هذا العمل للسخرية والتهكّم من طرف المقرّبين منه”، مبينا أنه حتى في اللغة العربية لا يوجد مصطلح “قابل”.
مقابل ذلك، رأى موسى خطاب أن “الأمر عادي، خاصة بعد تكرر الأخطاء الطبية للقابلات في الجزائر والتي أدت إلى عدة حالات وفاة”، مؤكدا أنه “إذا اقتضت الضرورة الطبية وجود رجال لا بأس بذلك حفاظا على الأرواح، فالضرورات تبيح أحيانا المحظورات”.

العربية نت

Exit mobile version