فلترة الأخبار على الإنترنت تقوّض الديمقراطية

قد تؤثر فلترة الأخبار السياسية على الإنترنت، بناء على الآراء والتوجهات الشخصية، سلباً على الديمقراطية في العالم، وفقاً لدراسة نشرتها مجلة Computers in Human Behaviour أخيراً. وأشارت الدراسة إلى أن المواقع الإخبارية السياسية التي تتولى فلترة المحتوى تلقائياً، أو تسمح للزوار بانتقاء قصص معينة تزيد من ميل المستخدمين إلى مطالعة أخبار تتفق مع أيديولوجياتهم على حساب أخرى تتحدّى تلك المعتقدات وتعكس وجهة النظر المختلفة. ورأى الباحثون أن أدوات الفلترة تخلق محيطاً من المعلومات المتوافقة، وتصور واقعاً مغايراً للحقيقة، ما يدفع إلى عملية صنع قرار يعكس التحيزات الشخصية، وهكذا يتبنى الليبراليون المحتوى الأكثر ليبرالية، والمحافظون المحتوى الأشد تحفظاً، بعيداً عن الحقيقة.

وأطلق الباحثون على هذه الظاهرة اسم “المواجهة السياسية الانتقائية”، وأوضحوا أن أدوات الفلترة خُصصت في البداية للمساعدة في مواجهة الكم الزائد من المعلومات، لكن لسوء الحظ قد تضر هذه التقنية الشعبية الاستخدام بالديمقراطية من دون قصد، بل تساهم في صناعة المعتقدات غير الصحيحة، والمواقف المتطرفة، والسلوك السياسي الفاسد.

وأشار التقرير إلى أن نظام الفلترة الذي يطلق عليه الناشط السياسي والرئيس التنفيذي لموقع Upworthy، إيلي باريزر، اسم “فقاعة الفلترة”، يبعث على القلق بشكل خاص، لأنه يتم تصفية المحتوى الضخم من قبل نظام المعلومات، من دون أن يدرك المستخدمون ذلك على الإطلاق.

وأجاب المشاركون في الدراسة المذكورة على أسئلة معينة، لتحديد مواقفهم السياسية المتباينة. وبعد شهر على الخطوة الأولى، تم تعيين عينة عشوائية من المشاركين، كي تتصفح أربعة مواقع إخبارية سياسية على شبكة الإنترنت ذات محتوى محافظ وليبرالي، ويعتمد منهج فلترة الأخبار. وقام الباحثون بالتلاعب بالمحتوى الموجود على الموقع، استناداً إلى الأجوبة المعطاة على أسئلة الاستقصاء. وطلب من المشاركين تصفح موقع آخر لا يقدم خدمة التخصيص، فسجل الباحثون الوقت الذي يقضيه المشاركون في القراءة والدخول إلى الأخبار والمواقع.

ووجد الباحثون أن وجود تقنية الفلترة زادت من استهلاك المعلومات الموالية والمتوافقة من المشارك، وانخفاض استهلاك المعلومات والأخبار المخالفة له. وأوضحوا أن هذا التعرض الانتقائي يزيد من الاستقطاب السياسي الذي تشهده السياسة الأميركية الحديثة، ما يضر بالديمقراطية الصحية. وأشاروا إلى أن “العيش في شرانق أيديولوجية يحول دون تغذية الأفكار السياسية، ويقوض الخطاب السياسي المدني، ويضر بجودة صنع القرار في السياق السياسي”.

البيان

Exit mobile version