المهدي .. أكثر من قضية

بعد صيام لم يدم طويلاً، عاد زعيم حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي إلى الساحة السياسية بعقده لمؤتمرالصحفي رقم (71) بدار حزبه، حول: (تداعيات الوضع الراهن بالبلاد)، وسط حضور إعلامي كثيف خارجي وداخلي، الإمام قال إنه درج على هذه المنابر ليوضح للشعب المثقل بالقيود على حرياته، وبالمعاناة في معاشه، وبالإهانة لكرامته، المهدي تطرق لعدد من القضايا التي تشغل الساحة هذه الأيام .

مشروع التأسيسووضع المهدي في استهلالية حديثه ثمان نقاط اعتبرها من هموم الساعة، ووضع في بدايتها الشأن الخاص بحزبه، وحدد ألأمانة العامة، وقال إنها قدمت برنامجاً تنظيمياً مفصلاً، تداوله المكتب السياسي، وأوكل مهام تنفيذه لإحدى اللجان، حتى تكتمل المؤتمرات القاعدية الولائية والفئوية، تمهيداً لتكوين اللجنة العليا للمؤتمر العام الثامن، مشيراً إلى تنظيم ورشة للتحضير لبرنامج المؤتمر الثامن، وقال إنه مشروع التأسيس الرابع للحزب، والذي يمثل طفرة من نظم القرن العشرين، للقرن الواحد وعشرين، ليواكب بناء الوطن الجديد المنشود. ولم يقفل الإمام مسألة لم شمل حزب الأمة، وأشار إلى عودة الذين تحفظوا على بعض الإجراءات التنظيمية، وترك الباب مفتوحاً لعودة الآخرين، وقال إن الذين انخرطوا في مؤسسات الحزب الحاكم بيننا وبينهم (بعد المشرقين، ليسعد أو يشقى بهم حزب السلطان) .

مؤكداً أن حزب الأمة سيواصل العمل التنظيمي والتعبوي، ويوطد علاقاته بكل قوى نداء السودان بالداخل، ويحاول إقناع قوى الإجماع بجدوى الاتفاق على ميثاق لبناء الوطن في المستقبل، وأن تكون وسائل تحقيقه حوار وطني باستحقاقاته أو ربيع سوداني ثالث بيان مؤسفوتطرق المهدي لدعوة قدمت لهم من نداء السودان لحضور مؤتمر الحركة الشعبية قطاع الشمال، وقال إن الحزب كلف مقرر مجلس الحزب في المهجر أحمد دقاش، إلى جانب أنه بعث بخطاب للحركة، وقال إن ما صدر من مؤتمر منطقة جبال النوبة من بيان إذا صح مؤسف، لأنه لم يؤكد كما وعدوا الالتزام بنداء السودان، ولم يترك مجالاً لرأب الصدع في الحركة كما نصحناهم، وأضاف: المؤتمر لم يجدد الالتزام بخريطة الطريق كما توقعنا، وتمسك بتقرير المصير، وتساءل الصادق كيف لحركة تسمى بتحرير السودان أن تصر على تقرير مصير جزء منه، وقد شهد الناس مآلات تقرير المصير الفاشلة، وأضاف:
لن ندخر جهداً في المراجعة والمناصحة.بلاغ دستوريوكشف المهدي أسباب منع نائب رئيس الحزب د. مريم الصادق من السفر وإرجاعها من مطار الخرطوم، وقال وصلتنا دعوة لحضورمؤتمر الجبهة الثورية في باريس المكونة من ست فصائل وهم: العدل والمساواة، وحركة تحرير السودان مني، وحركة تحرير السودان عبد الواحد، والاتحادي الثوري، وجبهة الشرق، وتحرير كوش، وانتدبنا نائب رئيس الحزب، مستشار الرئيس للشئون القانونية المحامي إسماعيل كتر، وقال هذه عادة النظم القمعية علماً بأن مريم كانت سوف تحضر مؤتمراً للمرافعة من أجل السلام العادل الشامل، والحوكمة القومية، والتحول الديمقراطي، واعتماد الوسائل السلمية لتحقيق ذلك، داعياً الإعلام الوطني والقضاء أن يقفوا معهم في فتح بلاغ دستوري ضد من اسماها أجهزة القمع. وأرسل المهدي رسائل للجبهة الثورية بأن الطريق لمخاطبة قضايا الظلم والتهميش ليس تقرير المصير بل السودان العريض الذي ينفي مظالم الماضي، وأن السبيل للنظام الجديد ليس بالعنف.

نجاح محدود وأشار الصادق لتأييد حزبه لقرار جمع السلاح غير المرخص،مبيناً أن الإدارة الأهلية تعتبر عنصراً مهماً في هذه المهمة، لكنها قوبلت بالاتهام والشك، وقال كان ينبغي أن يجري تشاور قومي أوسع، وأن يصدر بالأهداف والقانون ولا يترك الأمر لقرارات إدارية، وقال هذا هو المبدأ الصحيح ، ولكن ما جرى في تنفيذه سوف يجعل النجاح محدوداً، وكشف أنه طالب أجهزة حزب الأمة في المناطق المعنية ببيان للحقائق هناك، والتي ستنشر لاحقاً .علة ذاتيةودلف الصادق مباشرة إلى رفع العقوبات الأمريكية مرحباً برفعها، وأثنى على دور أجهزة الأمن الأمريكية في اتخاذ القرار، بجانب دور مماثل لعبته المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، وقال بحسب البيان الذي أصدرته الخارجية الأمريكية قسم الشؤون الأفريقية فإن رفع العقوبات مرتبط بالتزام حكومة السودان بالقيام بمزيد من التقدم لتحقيق السلام بصورة كاملة ومستدامة، وأكد المهدي أن البيان نص على استمرار اسم السودان ضمن قائمة رعاية الإرهاب، ما دام أمر المحكمة الجنائية قائماً، فالاسم مستمر في القائمة ولن يعين سفير أمريكي للسودان، ويستمر منع معونات أمريكية للسودان، وحظر الصادرات العسكرية .

ووضع المهدي روشتة علاج لتحسين الاقتصاد وقال العلة في الاقتصاد السوداني ذاتية، وأنها لن تفرج إلا بثلاثة إجراءات، تتمثل في خفض أساسي لمصروفات الحكم، وزيادة أساسية في الإنتاج الزراعي والصناعي، وزيادة في الاستثمار تتطلب مناخاً جاذباً للمستثمرين السودانيين قبل الأجانب، وأن يضمن للمستثمرين الأجانب امكانية تحويل أرباحهم المكتسبة، وأضاف ما لم تتحقق هذه الثلاثية فإن رفع العقوبات يجرد النظام من الشماعة، ويكشف أن العلة ذاتية وليست مستوردة.حديث واهموجددالمهدي رفضه لحديث مبارك الفاضل للتطبيع مع إسرائيل، وطالب، بوقف ماوصفه بالحديث الواهم عن التطبيع مع إسرائيل، وقال الوهم الذي شجع اليمين الإسرائيلي أنه يستطيع أن يحتفظ بمكاسبه العدوانية ويحظى بقبول عربي وهذا مستحيل، مشدداً على أن يلتزم الجميع بأن أية علاقة مع إسرائيل تمر عبر رد الحقوق العربية والفلسطنية لأهلها.

تقرير: جاد الرب عبيد
صحيفة آخر لحظة

Exit mobile version