غاية امنياتنا

* عقب الفرحة المحدودة جداً لرفع العقوبات والحصار الاقتصادي، تواصلت وبشكل غير مباشر مع شرائح عشوائية من المواطنين لمعرفة مدى تأثير هذا الرابط القرار التاريخي على حياتهم، فجاءت الإجابات في معظمها كما توقعت بالضبط وكما تناولت كثيراً في هذه الزاوية، وهو أللا جديد سيطر على حياتهم، فذات الاحباط وذات الماسي التي لونت حياتهم بالاكتئاب الدائم والمتجددة.

* الكثيرون يرون أن الهجرة هي خيارهم الأوحد، رغم يقينهم من أنها تحدي ومغامرة غير مضمونة العواقب وأمامهم تجارب لمختلف الأعمار هاجرت مخلفة وراءها قصص وحكاوي تدمع لها العين، ومن تبقى بأرض الوطن لم يعد راغباً في قضاء بقية حياته تحت حصار نظام يرى أنه غير جدير بالبقاء ساعة إضافية.

* وبدوري اتفق معهم خاصة وان ساحة الوطن أضحت حافلة بالتضليل والتدليس والهمبتة السياسية والصفقات المشبوهة، إضافة للموازنات والترضيات وقسمة السلطة والثروة بعيداً عن الشعب صاحب الثروة الحقيقي.

* شيب وشباب، نساء ورجال، بات يجمعهم هم واحد، هو قضاء بقية العمر في مساحة تتسع فيها الحريات وفضاء رحيب تتوفر فيه للإنسان قيمة بعد أن تملكهم اليأس من إصلاح الحال ولم يعد أمامهم سوى المغادرة في طريق اللاعودة.

* جوع وعطش ومرض وأُميَة ورغم ذلك يطالبون بالصبر ويرددون (إن الله مع الصابرين)، و الله يعلم من هو الصابر والمحتسب.!!

* إنشغلوا بشؤونهم الخاصة من ممتلكات وثروات وشؤون نسائهم وأبنائهم ونسوا الشعب الذي أصبح ضحية لممارساتهم، ولم يعد في نظرهم سوى فأر تجارب.!!

* احباط عام المتفائلين بقصة ما يعرف بالحوار الوطني، لينتابهم حزن عميق ويأس من نظام (عاص) تتحكم فيه المادة بعيداً عن الواقع، وبالمزيد من الضغط على الشعب، مرة بالحوار الوطني، وأخرى بالحوار المجتمعي وحوار الوثبة وغيرها من المسميات الفضفاضة التي لا تخدم إلا أصحاب الأجندة.

* تعديلات دستورية بعيدة عن الطموحات، وقرارات غير واقعية أصابت المواطن في مقتل، مصادرة حريات وتكميم أفواه وتراجع مريع في كافة مرافق الدولة الخدمية، ورغم ذلك لا يرون إلا أنفسهم سادة هذا المكان وذاك الزمان.

* المواطن لا يبحث عن قيادة تتفنن في التصريحات دون عمل، وتسعيى من خلال وجودها للكسب الشخصي على حساب الوطن، الشعب يريد قيادة همها الأول والأخير إصلاح ما تبقيى من رصيد في حساب الوطن من بنى تحتية وبنى أساسية ترفع من رصيد الدولة بالداخل والخارج.

* المواطن يتوق لنظام يقدم من يعبد له الطريق وليس من يقوده إلى التهلكة ومسمياتها المعروفة (الإنتحار، السرقة، الزهج، الفلس، الهجرة القسرية، الإعتقال، الجوع، العطش، الموت البطئ وغيرها من مسببات التعاسة التي أصبحت ماركة مسجلة باسم الشعب السوداني).
* السودان بلد جميل ولود ودود لا تنقصه الكفاءات ولا يحتاج للبحث عن مكانته بالتنازلات ولا بالقروض الربوية ولا التسويات السياسية، السودان يحتاج فقط لوضع الشخص المناسب في المكان المناسب.

* امنياتنا غاية في البساطة، وحلم صغير يبدأ ببسط العدالة وينتهي بنبذ العنصرية والكراهية والعداوات السياسية والقبيلة والدينية، فالبحث عن الحب والسلام هو المطلب، لأن الوطن ببساطة لم يعد يحتمل اقصاء الآخر لمجرد انه ليس على ديني، ولا يأتي على هواي.

* السودان لا يحتاج لحوارات وسمنارات وورش، فقد شبع منها دون أن يجني المطلوب.
* مع الوضع الجديد نقول وبكل صراحة أننا نحتاج لتنحي عام في جميع مؤسسات الدولة، واحترام رغبة المواطن في التغيير من الحال الماثل، وغير ذلك فلن نجني سوى السراب.

بلا حدود – هنادي الصديق
صحيفة الجريدة

Exit mobile version