ثمة رجال ومؤسسات لعبت دوراً مهماً في رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على السودان التي صدر قرارها مساء الجمعة، أمس الأول ، منهم من كان يعمل خلف الكواليس وآخرون كانوا على السطح؛ من ضمن تلك الأسماء يبرز اسم د. إبراهيم غندور لأدواره الدبلوماسية، ومحمد عطا المولى مدير المخابرات والأمن، والفريق طه عثمان مدير مكتب الرئيس السابق وكذلك لا ننسَ دور الفريق أمن صلاح قوش الذي انطلق في عهده لإدارة الأمن التعاون الاستخباراتي مع أمريكا، عطفاً على أدوار بعض أصدقاء الداخل والخارج خاصة السعودية.
أيقونة الدبلوماسية
لم يكن البروف إبراهيم غندور وزير الخارجية حديث عهد بملفات العلاقات الأمريكية السودانية أي أنه لم يرتبط بالملف عبر وزارة الخارجية حيث سجّل غندور زيارة فوق العادة إلى واشنطون حينما كان مساعداً لرئيس الجمهورية وهي الزيارة التي أسهمت في فتح مسارات أفق التعاون بين الخرطوم وواشنطن وقبيل إسناد حقبة الخارجية له واصل الوزير غندور في مد الجسور الدبلوماسية مع أمريكا بغية العمل على إصلاح العلاقات بين البلدين وظل يعمل بصبر ومصابرة طوال العامين الماضيين في عملية إعادة مسار العلاقات مع أمريكا إلى مسارها الصحيح وسط دعم منقطع النظير من مؤسسة الرئاسة السودانية، أمس وعقب رفع العقوبات نال غندور النصيب الأكبر من الإشادة والتقدير خاصة وسط دوائر الإسلاميين الذين اعتبروا ما حدث في عهد غندور في ملف العلاقات مع أمريكا بمثابة فتح عظيم يستحق الإشادة والاحتفاء.
طه .. كلمة السر
علينا أن نذكر في هذا اليوم جهود كل الذين ساهموا في رفع العقوبات وعلى رأسهم الوزير غندور والفريق أول مهندس محمد عطا وجهد الفريق طه عثمان تقبل الله منك هذه الكلمات نطق بها اللواء أمن إبراهيم الخواض مدير مكتب علي عثمان محمد طه عقب صدور القرار الأمريكي؛ ويتضح من حجم الإشادة التي تقدم بها الخواض أن الفريق طه عثمان لعب دوراً مفصلياً في عملية رفع العقوبات وطبقاً لذلك يقول مصدر رئاسي لـ(الصيحة) إن الفريق طه هو كلمة السر في عملية رفع العقوبات وزيارته الأخيرة لأمريكا لعبت عاملاً مهماً في رفع العقوبات، عطفاً على الاستعانة بأصدقائه في السعودية والإمارات لدعم مسار رفع العقوبات وبالتالي ساهمت أدواره المشهودة في انفراج العلاقات بين البلدين؛ في ذات الوقت نحج الفريق طه في وقت سابق من لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسعودية ويرى كثيرون أن ذلك اللقاء أسهم إلى حد كبير في دعم مسار رفع العقوبات. في الصعيد ذاته يقول الباشمهندس أُبي عز الدين السكرتير الصحافي السابق للرئيس: ينبغي أن لا ننسَ أدوار كثيرين مروا على ملف العلاقات مع أمريكا ثم غادروا مواقعهم أولهم الفريق أول صلاح قوش والفريق طه عثمان وآخرين كثر بعضهم لا زال باقٍ في ملف التعاون الأمني والاستخباري مثل الفريق أول مهندس محمد عطا.
بداية التعاون
الشاهد في الأمر أن التعاون الاستخباراتي بين الخرطوم وأمريكا ساهم إلى حد كبير في رفع العقوبات ولم يكن التعاون وليد عهد بل كانت ضربة البداية إبان الحقبة القوشية وهي حقبة إدارة الفريق صلاح قوش لجهاز الأمن والمخابرات حيث قام قوش بتسجيل زيارة نادرة لأمريكا في إطار التعاون بين البلدين وطبقاً لذلك قالت مسؤولة سابقة بالبيت الأبيض لقناة الجزيرة إن السودان قام بتسليم 500 من العناصر الإرهابية لأمريكا وهنا يظهر الدور الكبير للاستخبارات خاصة الحقبة القوشية في دفع مسارات العلاقات بين البلدين. في ذات الصدد يقول مصدر أمني عمل إلى جوار قوش إن العلاقات المخابراتية بين الخرطوم وواشنطن بدأت بصورة واضحة في عهد قوش وأضاف المصدر لـ (الصيحة) أن المخابرات لعبت دوراً حيوياً في رفع العقوبات وحقبة إدارة قوش لجهاز الأمن كان المفتاح السحري لاستمرار التعاون الاستخباراتي بين البلدين.
استمرار التعاون
وامتداداً للتواصل في التعاون الأمني بين المخابرات السودانية والـ (سي أي أيه) الأمريكية كشف مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول مهندس محمد عطا في مؤتمر صحفي سابق أنهم تعاونوا مع الـ(سي أي أيه) في أوقات سابقة وسجلت الـ(سي أي أيه) زيارات للصحراء في إطار التعاون بين الجهازين. أيضاً أشارة اللواء إبراهيم الخواض لدور الفريق أمن محمد عطا في رفع العقوبات الأمريكية بل حتى القرار الأمريكي أشار بوضوح لتعاون السودان في مجال الإرهاب ويقصد قطعاً بهذا التعاون بين أجهزة الاستخبارات بين البلدين، في ذات الوقت أشارت تقارير إعلامية أمريكية أن (سي أي أيه) كانت أكثر حرصاً على رفع العقوبات وهذا يعني أن المخابرات الأمريكية أرادت رد الجميل للمخابرات السودانية من خلال هذه التوصية.
الخرطوم: عبد الرؤوف طه
صحيفة الصيحة