كاتب سوداني: عزيزتي إيفانكا.. ما الذي يعنيه قرار بابا ترامب، بتحريري من قائمة حظر السفر إلى حيث تعيشين

لم أكن أرغب أن أكتب لك اليوم، أقول لك الحقيقة، لم أكن أرغب أن أكتب لك قط، ولا أظنني أستحق هذه الاهمال منك، لست محض شبح أسود في غابر عصور العبودية، انا إبن حضارة تليدة، إبن نيل ينهمر من معين الجنة، ولا يعني وصمي للأبد عندما هتفت في لحظة طيش (أمريكا روسيا قد دنى عذابها) أنني أعني عذابك، لقد كان الهتاف ضرورياً وقتها لتمكين الثورة، كالجمر، كحبنا الوحشي

نحو عشرون عاماً وأنا ألعق جرح غيابك، واتمرغ في جمر العقوبات، في لحظة خاطفة من عمر الزمان تقرر هذا، وبدا الصلف، ملتحيا، ومستبدا أحياناً، كنت ألعنك في المنابر وأحن لك على فراشنا القديم الذي لا يزال دافئاً، وأخافك، ألتمس الوصل على عتبة الخلاص الوحيدة، أكتم حبك، فإذا الليل أضناني، خرجت من صلب اشتياقي، مثل أبي فراس وﺃﺫﻟﻠﺖُ ﺩﻣﻌﺎً ﻣﻦْ ﺧﻼﺋﻘﻪُ ﺍﻟﻜﺒﺮ. لكن دون فائدة

عزيزتي: قولي لي؛ ما الذي يعنيه قرار بابا ترامب، بتحريري من قائمة حظر السفر إلى حيث تعيشين، هنالك داخل البيت الأبيض، وكيف تسنى لوالدك أن يفعل بي ذلك، ويدمي معصمي؟ أه من قيدك يا إيفانكا، أه من سحرك، ومن عنقك الطويل كالزرافة، أريد أن أكسره وأرتاح، عنقك بالطبع، كما يفعل هواة الحفلات السادية، يضربون الجميلات بمتعة، ويضرمون النار حول أجسادهن، فيشتعلن، لكن لونك الحنطي الجميل، أطهر من أن ينتهك بلا طلح حنون.
هل يعني لك شيئاً، إذا أخبرتك أن سعر صابونة الحمام بلغ (20) جنيها وأن رطل الحليب (7) جنيهات، وأن كيلو اللحمة الضان (120) جنيها وأن ايجارات الشقق غير المفروشة ما بين أربعة إلى ستة ألاف جنيها، وأن الرواتب لا تكفي شراء حوض جرجير، وأن الجنيه يتقزم عند طابع حسن الدولار على خدك. كل هذا بسببك يا إيفانكا، وبسببي أيضاً، دعيني أكون صريحاً، فعندما تقاسمنا المسارات الخمسة، ﻛﻨﺖِ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻟﻴﻦ ﻣﺠﺮﺩ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻏﺎﻣﻀﺔ، عصية على الإمساك، مثل الظل، لكنك حقيقة، أحبها، وأشتهيها، بقدر كرهي لزوجك كوشنير، ذلك اللعين الذي استحل ارضك بغير رضاي
هل أنجبت له طفل؟ هل يشبهه أم جميل مثلك؟ هل ينتمي لحائط المبكى؟ مرة أخرى أقول لك؛ أنا أكرهه لأنه امتلكك تماما وصعد بك درج الكابيتول، ليزج بك في شبهة زواج المال والسلطة، بل زواج الجمال .. يا عزيزتي، انا هنا أنتظرك بشدة، لست منبطحا كما قال زعيم المنبريين، وأوحى بحرف من الخديعة، لا تنشغلي به، فما يتفوه به مجرد هراء، أو يمكن أن تكون فقط مجرد (عادات وتقاليد)
والأن يا عزيزتي قبل أن يهل يوم الجمعة، يوم عيدي الموعود، ها انذا أعترف، تحت وقع كيبورد ﻏﺎﻣﺾ، وأﺜﻴﺮ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻬﻠﻊ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺮﻋﺐ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﻮﻃﻦ، ﺑﺈﺳﻢ ﻣﺴﺘﻌﺎﺭ ﻃﺒﻌﺎً، ﻓﻬﻮ ﻟﻢ ﻳﻮﻟﺪ ﻣﺜﻠﻨﺎ ﻟﻴﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﻮﻳﺔ، ﻟﻴﺘﻪ ﻛﺎﻥ ﺣﻨﻮﻧﺎ، ليته يتسع لنا، فيلتئم الشمل، على الموعد، في تمام الساعة المجرورة، المستعادة الأن .
ﻣﺎ ﺃﺑﺪﻋﻚ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺒﺘﺴﻤﻴﻦ ﺭﻏﻢ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ، ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ، ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻨﺎﻫﻰ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﻤﻌﻲ ﺃﺑﺪﺍ ﺻﻮﺗﻚ ﺍﻟﺮﻗﻴﻖ، ﻣﺎ ﺃﺧﺎﻓﻨﻲ، ﻭﻋﺠﺒﺖ، ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺎﺩﺭ ﺣﻘﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻼﻡ؟ ﻭﺳﺮﻕ ﻟﺴﺎﻧﻚ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ، ﻗﻮﻟﻲ ﻣﻦ؟ ﻭﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻭﺍﺟﻬﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺰﺍﺋﻔﺔ، ﻭﺍﻟﺤﺸﻮﺩ ﺍﻟﻤﺤﺘﺸﺪﺓ ﺗﺤﺖ ﻋﻼﻙ، ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺻﺨﺐ ﻣﻜﻴﻔﺎﺕ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ، ﻭﺍﻟﻬﺘﺎﻓﺎﺕ، ﻭﻓﺤﻴﺢ ﺍﻟﻤﺎﻳﻜﺮﻓﻮﻥ، ﻭﺻﺤﺖ ﺑﻠﺴﺎﻥ ﺳﻼﻓﻮﻱﺟﻴﺠِﻚ ” ﻣﺎ ﺃﺭﺧﺺ ﺍﻟﻜﺮﻧﻔﺎﻻﺕ ” .. ﺑﻀﻊ ﺃﻣﺘﺎﺭ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺮﻗﺺ ﻓﻮﻕ ﺳﻄﺢ ﺍﻷﺭﺽ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺄﻓﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﻫﻘﻚ ﻭﺃﺭﻫﻘﻨﺎ، ﻭﺣﻄﻢ ﺃﺣﻼﻣﻨﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻧﺤﻴﺎﺀ ﺳﻌﺪﺍﺀ، ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻌﺎﻳﺮﻧﺎ ﺃﺣﺪ ﺑﻄﻴﺒﺘﻨﺎ ﻭبداوتنا، ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺍﻟﻤﺘﻌﺠﺮﻓﻮﻥ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺒﺎﺩﻟﻮﻥ ﺍﻟﺠﺜﺚ ﻛﻬﺪﺍﻳﺎ ﻭﻳﻨﺘﺠﻮﻥ ﺍﻟﺪﻋﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻔﺨﺨﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﺺ ﺍﻟﺰﻫﺮ، ﻟﻴﺘﻨﺎ ﻧﺤﻴﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﺐ ﻟﻢ ﻳﺘﻠﻮﺙ ﺑﺎﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ، ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﻴﻪ ﻣﺘﺎﺡ ﻭﺑﻼ ﺛﻤﻦ، ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﻭﺍﻟﻤﻼﻫﻲ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻣﺸﺮﻋﺔ، ﻭﻧﺤﻠﻢ ! ﻧﺤﻠﻢ ﺑﺄﻃﻔﺎﻝ ﻻ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻌﺪﻭﻯ ﻭﺍﻟﻜﺂﺑﺔ، والكوليرا، ﻭﺍﻟﻤﺮﺑﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮﺍﺕ، ﻭﺣﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﺴﻴﺮ، ﻭﺑﺠﺪﺍﺭ ﻋﺎﺯﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ، ﻭﻧﺸﺮﺓ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺗﺰﻑ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺍﺋﺲ ﻭﺃﻏﺎﻧﻲ ﺍﻟﺴﺖ ﻓﻴﺮﻭﺯ، ﺃﻧﻨﻲ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺃﻥ ﺃﺑﺚ ﻟﻚ ﺷﻴﺌﺎً ﻟﻢ ﺗﺤﺘﻤﻠﻪ ﺿﻠﻮﻋﻲ، ﻫﻮ ﺃﺑﺸﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﻜﺮ ﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻲ، ﻭﺃﺷﺪ ﺭﻋﺒﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺃﻧﻨﻲ ﻣﺤﺎﺻﺮ ﻭﺧﺎﺋﻒ، ﻭﺃﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻀﻴﺎﻉ، ﻭﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮٍ ﺃﻛﺜﺮ
ﺩﻗﺔ ﻣﺘﻌﺐ، ﻣﺘﻌﺐ ﺗﻤﺎﻣﺎ، ﻭﻫﻰ ﻋﺎﺩﺗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﻛﻤﺎ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ، ﺿﻤﻴﻨﻲ ﻷﺭﺗﺎﺡ، ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، أو حرريني، يكفي هذا
رفعت العقوبات وجفت أوراق المطابع

بقلم
عزمي عبد الرازق

Exit mobile version