لينا يعقوب تكتب .. مرتزقة إيلا

لأجل الكلمة….
من الجميل أن يكون المسؤول قوي الشخصية، يصارع التحديات واحداً تلو آخر، وكم هو محزن ومؤسف أن يكون مغروراً، مهموماً بالخلافات وموهوماً بنظرية المؤامرة، يطلق الاتهامات يمنة ويسرة بمناسبة وبدون مناسبة.
والي ولاية الجزيرة محمد طاهر إيلا، نموذج لمسؤول يتصف بالأمرين، قوة الشخصية والتقوقع تحت نظرية المؤامرة..!
بعد أن أكملت تقرير الزميل عمران الجميعابي، استعذت بالله، وقلت ما به هذا الرجل، هل يواجه خصومة سياسية أم عسكرية؟
هل وصل الأمر بإيلا أن يصف معارضيه – ومعظمهم من حزبه الحاكم نفسه – بالمرتزقة؟
(يا) لاستسهال الاتهامات والأوصاف التي يمكن أن تُطلق على الآخرين لمجرد الاختلاف التنظيمي .
المُرْتَزق اسم يطلق على أي شخص يخدم في القوات المسلحة لبلد أجنبي من أجل المال، سواء كان رجلاً أو امرأة، يفعلون ذلك من أجل المال أو لأنهم يحبون الحرب والمغامرة.. هذا هو التعريف الذي عرفناه منذ أن كنا صغاراً والموجود في المواقع المعتمدة.
لكن إيلا مثله مثل الفاتح عز الدين وآخرين من قيادات المؤتمر الوطني، يمكنهم تجريد المواطن من وطنيته دون أن يرمش لهم جفن، ويطالبون بدفن من أساء للنظام خارج السودان..!
قبل سنوات في أحد فنادق الدوحة أثناء انعقاد المفاوضات مع بعض حركات دارفور المسلحة، استرقت السمع لحوار قصير دار بين جبريل إبراهيم ونافع علي نافع، سلم الاثنان على بعضهما بحرارة وهما بعيدان عن أعين الكاميرات، ظل كل منهما يسأل عن أسرة الآخر والأصدقاء المشتركين بينهما.
كتبت حينها استناداً على ما رأيت مادة صحفية “متحاربون في الداخل، متحابون في الخارج”..
الخلافات السياسية التي تحولت إلى عسكرية لم تمنع أي منهما أن يجرد الآخر من “سودانيته” لكن إيلا والقادمون، سيفعلوها..!
ما يحيط بالوالي إيلا حالياً خلاف تنظيمي مع أعضاء حزبه، بل بالأدق مع قيادات حزبه في الجزيرة، تعامل المؤتمر الوطني مع الازمة بتشكيل لجنة مركزية برئاسة أمين التنظيم أزهري التيجاني استمعت حتى الآن لقيادات بارزة في مقدمتهم الوالي السابق محمد يوسف.. أكثر من نصف القيادات أبدت ملاحظات سالبة حول إيلا، ومع ذلك لا يهمنا هذا الخلاف ولا يهم المواطن بأي حال، كل ما يهمنا أن تتوقف عبارات “المرتزقة المخذلين” التي ظل يطلقها على الهواء دون إدارك لمدى سوئها.
إيلا أشعرنا أنه الـ”سوبرمان” الذي سيوقف “بلف” الفساد المستشري في الجزيرة بكثرة حديثه عن المفسدين والأفاكين والخفافيش، وأشعرنا أيضاً أنه “ليونيل ميسي” المحبوب وسط الجماهير بتكرار التكريم في القرى والحضر، بمناسبة وغير مناسبة.. ومع ذلك سنُحسن الظن به، فقط عليه أن يعلم أننا سنكون بالمرصاد له ولغيره، الذين يستسهلون الاتهام بالتخوين والارتزاق، وكأن السودان ملكهم وحدهم..!

Exit mobile version