كشف الشاعر السوداتني الكبير إبراهيم الرشيد في حوار متداول بصورة واسعة داخل مواقع التواصل بالسودان عن قصة قصيدته الشهير يا زمن والتي أبدع في أدائها المطرب الراحل إبراهيم عوض.
وقال الرشيد في حديثه الذي قرأه محرر موقع النيلين من عدد من المواقع الاسفيرية أن هذه الأغنية تعد محصلة ثماني سنوات لعلاقة حب ربطتني باحدي الفتيات لم ارها طوال هذه السنوات وكان يربطنا ( التلفون ) وفي هذه المكالمات لم تصدر منا كلمة احبك او أريدك او ما شابه ذلك انما كان إحساس ومشاعر وفقط عبارات.. صباح الخير .. مسا الخير ..!! وفي ذلك الزمن التلفونات كانت نادرة جداً ولكن بحكم عملي بالبوستة توفرت لي وسيلة الاتصال وفتاتي كانت من اسرة ميسورة وهي طالبة بكلية الاقتصاد جامعة الخرطوم وكانت تسكن بداخلية الجامعة وتشاركها الغرفة زميلة لها تعلم بقصتنا وقد طلبت من صديقاتها ان تتصل بي لمقابلتها وفعلاً اتصلت بي واتفقنا علي اللقا، بمكتبة العلوم بالجامعة وان تكون كلمة السر بيننا ( روزماري ) لأننا لا نعرف بعضنا وهذه الكلمة مستوحاة من قصة ليالي الحب في فيينا وفي الموعد المحدد وصلت الجامعة ودخلت مكتبة علوم وكانت مكتظة بالطلبة والطالبات ولكي لا احدث جلبة وازعاج كنت اقترب من كل مجموعة وأقول ( روزماري ) وعندما سمعت الكلمة شهقت وهبت واقفة وتقابلنا وتعارفنا وعلمت منها ان والدها شخصية كبيرة بالدولة وطلبت ان نتقابل مرة اخري فرفضت وقلت لها لو زرتك بالجامعة سوف ادخلك في مشكلة وان مجتمعنا المحافظ لا يرحم وزعلت وعلمت ان لديها امتحان بعد يومين ودخلت الامتحان ورسبت واتصلت بي وقالت انني سبب رسوبها وتألمت جدا لهذا الموقف وبعدها علمت انها قد جلست للملحق ونجحت وذهبت لها بالجامعة وقابلتها وبغضب قالت لي :داير شنو ؟ فقلت لها : اريد ان اعتذر لك عن عدم زيارتي السابقة ، وطلبت منها ان نخرج فاشترطت ان ترافقنا صديقتها واستقلينا عربتي الاوستن واتجهنا نحو وشارع النيل ووقفنا قبالة نادي الزوارق ولم ننزل من العربة وفتحنا الأبواب وأخذنا نتأمل في المناظر الخلابة .. النيل وجزيرة توتي واصوات السابلة وفي تلك الليلة كان القمر( قمر 14 ) ..!! وخيم الصمت علينا والكلام غلبنا عديل والواحد ما قادر يقول شنو ويبتدي من وين ..؟؟!!.
والقصة كلها خيط مربوط مع بعض ولم نجد اي تعبير غير اننا نعاين لبعض ومن الساعة 7 لحدي الساعة 11 ما في واحد قال بغم وفجأة صديقاتها قالت ( الزمن سرقنا ) وارجعتهن الي الجامعة وفي نفس المكان صليت ركعتين لله وحاولت اكتب لكن لم استطع وصليت العشا، برضو ربنا ما فتح علي بكلمة قدت العربة واتجهت نحو كافتيريا اتني عند تقاطع شارع القصر مع الجمهورية وطلبت ساندوتش وزجاجة بيبسي وفرشت المصلاية في الشارع وقعدت اشحد في ربنا عشان يفتح علي بكلمة ورنت في بالي حكاية ( الزمن سرقنا ) وحتى أذان الفجر كنت اردد في كلمة وبعد ان أديت صلاة الفجر انطلقت الأفكار وقلت ( يا زمن وقف شوية ) وبدأت اكتب دون توقف واكملت كل القصيدة في تلك اللحظة ورجعت البيت وبعد ان شربت شاي الصباح توجهت نحو جامعة الخرطوم وانا احمل القصيدة الوليدة وقابلت الخفير وقلت له ارجو ان تسلم هذه الورقة للطالبة فلانة .. وهذه القصيدة فتقت فيني جروح وفتقت فيني الألم وأعطتني آفاق بعدية لان الشاعر او المبدع زي الشايل كاميرا فوتغرافية اي منظر جميل بيصوره بأحاسيسه ومشاعره يعني ليعرف الأبعاد والمسافات وبيعرف العنوان وأغنية يازمن وقف شوية كانت مفتاح شهرة ومفتاح معرفة لسر الغنا وقد غني الفنانابراهيم عوض اغنية يا زمن لاول مرة سنة 1960 في حفل عام قبل ان يسجلها للإذاعة.
أغنية يا زمن وقف شوية هي من ﻛﻠﻤﺎﺕ : ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﺃﺣﻤﺪ – ﺃﻟﺤﺎﻥ : ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﺧﻀﺮ – ﻏﻨﺎﺀ : ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻮﺽ
ويقول الشاعر:
ﻳﺎ ﺯﻣﻦ ﻭﻗّﻒ ﺷﻮية
ﻭﺃﻫﺪﻱ ﻟﻲ ﻟﺤﻈﺎﺕ هنية
ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺷﻴﻞ ﺑﺎﻗﻲ ﻋﻤﺮﻱ
ﻭﺷﻴﻞ ﺷﺒﺎﺑﻲ ﺷﻴﻞ ﻋﻴﻨﻴﺎ
ﻳﺎ ﺯﻣﻦ ﺭﻓﻘﺎً ﺑﺤﺎﻟﻲ
ﻭﺑﻲ ﺣﺒﻴﺐ ﻋﻤﺮﻱ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻲ
ﺑﻲ ﺳﻌﺎﺩﺗﻮ ﻭﺑﻲ ﻫﻨﺎﻫﻮ
ﻭﺑﻲ ﺷﺮﻭﺩﻱ ﻭﺇﻧﺸﻐﺎﻟﻲ
ﺑﻲ ﺃﺣﺎﺳﻴﺴﻮ ﻭﻣﺸﺎﻋﺮﻭ
ﻭﺑﻜﻞ ﺧﺎﻃﺮ ﻓﻲ ﺧﻴﺎﻟﻰ
ﻳﺎ ﺯﻣﻦ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻲ ﻗﺎﺳﻲ
ﻧﺤﻦ ﺣﻘﻘﻨﺎ ﺍﻟﻤُﺤﺎﻝ
ﻧﺤﻦ ﻫﺪَّﻣﻨﺎ ﻭﺑﻨﻴﻨﺎ
ﻭﻧﺴﺠﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ
ﺃﻟﻒ حيلة ﻟﻲ ﻟﻘﺎﻧﺎ ﻭﺃﻟﻒ حيلة ﻟﻠﻮﺻﺎﻝ
ﻳﺎ ﺯﻣﻦ ﺇﻧﺖ ﺟﺎﻳﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎية
ﺟﺎﻳﻰ ﻣﺎ ﻋﺎﺭﻑ ﺍﻟﺒﺪﺍية
ﻳﺎ ﺯﻣﻦ ﺟﺎﻳﻰ ﺗﺠﺮﻱ
ﻭ ﺇﻧﺖ ﻣﺎ ﻋﺎﺭﻑ ﺍﻟﺤﻜﺎية
ﺑﻴﻦ ﺣﺒﺎﻳﺐ ﻋﺎﺷﻮﺍ ﻓﺘﺮة
ﻟﻰ ﻟﻘﺎﻫﻢ ﺃسمى ﻏﺎية
ﻳﺎ ﺯﻣﻦ ﺃﺭﺣﻢ ﺣﺒﺎﻳﺐ
ﻟﺴﻪ ﻓﻲ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺰﻫﻮﺭ
ﺟُﻮﺩ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﻲ ﺩﻗﺎﺋﻖ
ﻗﺒﻞ ﻣﺎ ﺗﻌﺪِّﻱ ﻭﺗﻤُﺮ
ﻳﻤﻠﻮﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺮحة
ﻭﻧﺸﻮة ﻣﻦ ﺧﻤﺮ ﺍﻟﺴﺮﻭﺭ.
محمد عثمان _ الخرطوم
النيلين