لم تتخيل الطالبة “سمر. م” (17 سنة) يوما أن تقع ضحية لحادث اغتصاب كما تشاهد في الأفلام، لكن الواقع كان يحمل لها ما هو أقسى بعدما تعرضت العام الماضي، للاختطاف والاغتصاب من قبل 3 ذئاب بشرية استعانوا بفتاة أخرى لتقييدها وفض بكارتها. قبل أن تقتص محكمة جنايات الجيزة لها وتقضي بالإعدام على أحدهم والمؤبد لاثنين وتسجن الفتاة التي فضت بكارتها 5 سنوات. مصراوي” التقى بالطالبة الضحية قبيل لحظات من صدور الحكم على المتهمين، واستمعنا منها لتفاصيل مأساتها كاملة قبل أن ينصفها القضاء. قبل عام من حكم المحكمة، كانت “سمر” في طريق عودتها إلى المنزل في تمام الساعة العاشرة مساء، بعد حضورها درسا خصوصيا بمنطقة وسط البلد، وقتها شاهدها المتهم الرئيسي أحمد عبد النبي محمد على، وظَل يراقبها في صمت ويتتبع تحركاتها عن طريق مرآه السيارة، منتظرا لحظة الانتهاء من وقوفها برفقة صديقاتها، وما أن تركتهم واقتربت من السيارة، حتى أشارت إليه “رايح إمبابة”، ليجيبها “آه اركبي”. وتابعت “سمر”: ركبت السيارة واستقلها بعدي آخرين لكنهم نزلوا واحدا تلو الآخر في أماكن متفرقة، وظللت وحدي وفوجئت باتخاذ السائق طريقاً غير المعتاد إلى المنزل، وحينما سألته عن أسباب ذلك، أخبرني أنه أتخذ طريقاً مختصراً. وصل السائق بالضحية إلى مكان مهجور وتوقف فجأة، وعندما سألته عن السبب قال إن هناك عطل أصاب السيارة، وبعد دقائق صعد ومعه شابان آخران وفتاة، وكمموها، وأشهر السائق “مطواة” في وجهها، قائلا: “لو سمعت صوتك هقتلك وأدفنك مكانك”، كما تروي الضحية وهي تغالب دموعها. تتوقف “سمر” عن الحديث قليلا قبل أن تضيف: أحدهم وضع مطواة في جنبي، وذهبوا بي إلى شارع هادئ وخال من المارة في الجيزة، وأجبروني على دخول إحدى الشقق، لم أستطع الصراخ من هول ما يحدث، والسائق قال لي “أنا كنت مراقبك إنتي وصحباتك في مراية العربية وحملت إمبابة عشان خاطرك”. وتكمل الطالبة: المتهمون استعانوا بفتاة لكشف عذريتي وفضها، والسائق اغتصبني أولا ثم تناوب صديقيه على اغتصابي، والفتاة كانت تساعدهم في ممارسة عملهم وربطي لعدم المقاومة، وأصبت بإعياء شديد، نتيجة ما تعرضت له على يد المتهمين، فتركوني بعدما ارتكبوا فعلتهم، وبدأت أتحسس الطريق حتى وصلت إلى المنزل”، وأبلغت والدي بما حدث فذهب بي إلى المستشفى، واتصل بالشرطة. في اليوم التالي، بعد هدوئي جاءت الشرطة بصحبة النيابة للاستماع لأقوالي، وقمت بالإدلاء بأوصاف هؤلاء المجرمين، وبعد تحسن حالتي ذهبت بصحبة رجال الشرطة إلى الشقة التي وقعت فيها الحادث، وتم ضبطهم. وأثناء حديث الضحية لـ “مصراوى”، قاطعها صوت الحاجب: “محكمة”، لتدخل هيئة محكمة جنايات الجيزة، وأشار القاضي إلى ممثل النيابة ليبدأ مرافعته، قائلا: سيدي القاضي إن ما حدث لهو الجريمة في أقبح صورها وكأنما الدنيا خلت من الأمن والأمان… والمتهمون لم يرقوا للحيوانات والتي مهما بلغت من الشراسة لا تفعل مثلهم… لذلك أطالب بتوقيع أقصي عقوبة على المتهمين وهي الإعدام شنقا”. وحكمت محكمة جنايات الجيزة حضوريا أولًا وبإجماع الآراء بمعاقبة أحمد عبد النبي محمد على، بالإعدام شنقًا، ومعاقبة رامي شوقي مجلع، ومصطفى محسن يونس، بالسجن المؤبد لكل منهما، وثالثًا بمعاقبة الفتاة “مي. م” بالسجن المشدد لمدة خمس سنوات، وأوصت المحكمة بمصادرة السلاح الأبيض المضبوط، وألزمت المتهمين الثاني والثالث والرابعة بالمصروفات.
مصراوي