كنا نسمع استغرابا من الكثير عن الذين يدعمون بلادا علي حساب اوطانهم لطالما هم يتماهون معها في ايدولوجيتها متفقين معها في ذلك ، ويتضح ذلك ويظهر جليا كلما مرت تلك البلاد بمفترق او منعطف من المنعطفات نجد ان تلك المجموعات تقدم الولاء لمن تشترك معهم في ذلك الفهم او ذلك المعتقد حتي ولو كان ذلك علي حساب استقرار وامن بلادهم الاصلية وحقيقة هو امر ملفت للنظر ، ومن حق من استغرب ان يستغرب ويسأل طالبا التوضيح علي ذلك
إن ما يجري في مصر من صراع بين انصار مرسي واخرون من مواطنين مصريين مهما جاز لنا ان نقول فيه او ان نتدخل فهو امر لا يهم السودانيين بقدر مايهم المصريين فهو شأن داخلي مهما كانت درجته ، فاعجب ان نجد من السودانيين وبالاحري قل فصيل ما يعرف بالاسلاميين يعطون هذا الامر اولوية اكثر من اعطائهم بلادهم واوطانهم اولوية للاستقرار والامان فهم يحملون هما كببرا بل يعدون ذلك اشكالا كبيرا اذا ما تم خلق علاقات طيبة لبلادهم السودان مع مصر في حال لم يزل الامر المهم عالقا في بلاد المصريين الا وهو عودة الرئيس مرسي ?!!
في تقديري هذا التفكير وتلك العقلية هي التي ستظل دائما حجر عثرة في تقدم البلاد والاسلام عموما اذا كان هولاء ممن يحمل هم الاسلام ويسلك فقها سليما يتصف بالرشد والعقلانية
إن ما حدث امس القريب من تلفيق وكذب اتهم فيه الكثير من السودانيين مصر بوقوفها ضد السودان في اخر اجتماعات جنيف في وقت نجد فيه مصر هي التي تلت بيان المجموعة العربية الداعمة للسودان فمن حقنا بل لا مكان لنا اصلا الا ان نضعه تحت ما بينا من خانة سابقة خانة الولاء للافكار والتنظيمات قبل الوطن والوطنية لذلك تلاحظ ان هذا الخبر انتشر انتشار النار في الهشيم حتي لا يكون للخبر الصحيح المفجع لهؤلاء اثر في تحسين لعلاقة او تهدئة لخواطر مما يؤكد ان ورائه من ورائه من مخططين
إن الكذب ومجاراة من يكذب في الاعلام المصري من الجانب الاخر ونسج الاباطيل ليس هو طريق لارجاع حلايب ولا هو من الاعمال التي يباركها الرب حتي تعاد الحقوق لاهلها
معلوم ان مصر ليست هي دولة كغيرها من الدول والشقاق معها ليس مثل الشقاق او الخلاف مع باقي الدول الاخري فخلافنا وخصومتنا مع مصر وخصومتها معنا اشبه تماما بخلاف الاخوة الأشقاء داخل الاسرة الواحدة وهو بحق مؤلم جدا ويعجب اكثر ما يعجب الأعداء ، يحتاج علاج الامر فيه ابعاد للسفها ء من الجانبين وتقديم اهل الرشد والعقلانية حتي يلتئم الجرح ويعود الوفاق والمحبة للطرفين ، فمصر هي عمق لا يستهان به للسودان وكذلك السودان
اذن علي الجميع ان يحرص علي الحديث عن مواطن دائرة المصلحة والاتفاق التي هي اكثر بكثير من مواطن دائرة الخلاف
اما في ما يخص حلايب فلن يضيع حق ورائه مطالب ثم لم لا نتعامل مع ذلك الملف كتعاملنا مع ملفات اخري كثيرة مشابهة لنا فيها خلافات مع دول مجاورة واذا كان ذلك كذلك فمصر احق واولي بهذا الهدوء في التعامل في ما يخص ملف حلايب فهي اقرب الينا بكثير من ما مثلنا به من جهات لنا معها اشكالات حدودية شبيهة
والله من وراء القصد
د يوسف الكودة
# صحيفة التيار عدد الاثنين