الراضعون الكبار !!

*يوم عاشوراء يُسمى عند النوبيين (يوب يوب)..

*وقد يُطلق عليه أيضاً اسم (بي يوب)….. أو(وي يوب)..

*وكان ذلك في زمان مضى… أما الآن فهم لا يذكرونه..

*ولا نعني يوم عاشوراء الذي نجا الله فيه نبيه موسى… ويصومه المسلمون..

*وإنما الذي قُتل فيه الحسين… ويضرب فيه الشيعة أنفسهم..

*يضربون أجسادهم العارية بالسياط… والخراطيم… والجنازير… حتى تدمى..

*أما النوبيون فكانوا يضربون بعضهم بعضا بجرائد النخل..

*أو كل جماعة تتجول في الشوارع تضرب أي جماعة تصادفها..

*تصرف غريب حقاً… ولكن هذا ما كان يحدث..

*ولا أعلم صلةً للنوبيين بالشيعة ليحذو حذوهم يوم عاشوراء… ضرباً..

*وبقيت من هذا اليوم ذكرى مضحكة… إلى اليوم..

*وبطلها صبي- بمنطقتنا- كان يرضع صباحاً قبل الخلوة… وظهراً بعد الخلوة..

*يذهب إلى الخلوة ،ويحفظ ،ويتكلم ،ويلعب…. ويرضع..

*وذات يوم تعرضت أمه لعتاب من جانب نساء الحي على ذلكم الوضع الشاذ..

*قلن لها بلسان واحد : لا بد أن تفطميه وقد صار رجلاً..

*فإذا بـ(الرجل) ينزع فمه من الثدي ليقول برطانة فصيحة: سأنفطم يوم اليوبيوب..

*فوجود هذه (العادة) عند النوبيين- إذن- هي من الغرائب..

*فهم لا علاقة لهم بالشيعة… ولا كربلاء… ولا الشهيد الحسين..

*ولكن- وفي غرابة أشد – كانت لهم صلة روحية بصاحب يوم عاشوراء الآخر..

*وبلغ بهم الأمر حد أن (يعزم) أحدهم على الآخر باسم موسى..

*وكان ذلك حتى زمان طفولة وردي التي وثق جانباً منها شعراً… ملحناً..

*وفي أغنيته (صواردة شو) إشارة لصيغة هذه (العزومة)..

*رغم إن النوبيين لم يكن أجدادهم يهوداً… ولا يفقهون شيئاً في اليهودية..

*أما غريبة الغرائب فتتمثل في (ضرب) يومي يحدث اليوم..

*ولا صلة له بضرب كان يقع في يوم واحد… هو يوم عاشوراء المسمى (اليوبيوب)..

*ضرب وحشي يستهدف (جيوب) الناس…. لا أجسادهم..

*ويستهدف مالهم في خزائن الدولة… وتشهد عليه تقارير المراجع العام كل سنة..

*وليت هذه التقارير تصادف يوم عاشوراء… يوم الضرب..

*ثم يضرب الناس ظهور بعضهم بعضاً حزناً على كل الذي استشهد…كما الحسين..

*القيم… الضمائر… الخدمة المدنية… و(الذي وُصف به موسى)..

*ونعني صفة (القوي الأمين) التي أضحت شعاراً في زمان (الضرب) هذا..

*ثم حين يهم (النوبي) بكري بضرب الضاربين يحدث شيء فجأة..

*وهذا ما قاله بـ(بعظمة لسان قلمه) الكاتب الموالي إسحاق..

*ثم يمتنع عن شرح كنه هذا الشيء… ويترك الناس لـ(يضربوا) أخماساً في أسداس..

*أو ليضربوا رؤوسهم بالحائط…. فلا (شيء) يهم..

*أما الضاربون بمصالح بلادنا عرض الحائط فما زالوا (يرضعون) رغم كبرهم..

*كبر أعمارهم… وحلاقيمهم… وعماراتهم…. و(الذي ضربوه)..

*وما زلنا نحن في انتظار (فطامهم يوم اليوبيوب !!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة

Exit mobile version