وتأتي الخطوة السودانية للالتزام بتوجيهات الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” الذي ألزم السودان بتخصيص مقعد للمرأة في الاتحاد ضمن هيكليته الجديدة، كشرط أساسي لعدم تعرض النشاط الكروي في البلاد للتجميد.
وحتى وقت قريب، كانت المءأة السودانيةتحرم من مشاهدة مباريات كرة القدم داخل الملاعب، إلى أن سمح لها وفق اشتراطات محددة في إطار ضغوط الفيفا، التي نتج عنها تكوين فرق نسائية لكرة القدم في مجتمع محافظ ظلت كرة القدم فيه حكرا على الرجال لعقود طويلة، باعتبارها من الرياضات القاسية التي تتطلب زيا معينا.
ونشطت السودان في مجال كرة القدم في الفترة الأخيرة، فزاد عدد فرق السيدات، كما اخترقن مجال التدريب ورئاسة الأندية، فضلا عن مجال التحكيم، وإن بأعداد محدودة.
وتقدمت ثماني سودانيات، بينهن مدربة كرة قدم ومذيعة برامج رياضية ورئيسة أحد الأندية الرياضية، بأسمائهن للتنافس على المقعد المستحدث في مجلس الادارة، في الانتخابات المقرر لها التاسع والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وهن يطمحن بإيجاد موطئ قدم للسودانيات، وتأكيد قدرتهن على إضفاء جديد في كل مجال، فضلا عن رغبتهن في إنهاء كافة أنواع التمييز ضد النساء، لا سيما في مجال الرياضة.
وأشارت الماجدي إلى أهمية وجود المرأة في مجلس إدراة اتحاد كرة القدم لتحقيق المساواة بين الجنسين في الرياضة، ورأت أن وجودهن سيمثل إضافة كبيرة للاتحاد، ولا سيما أن هناك الكثير من النساء لديهن الرغبة في ممارسة النشاط الكروي.ورأت المرشحة سلمى الماجدي،وهي مدربة كرة قدم، أن الخطوة “بداية في مشوار الألف ميل لتحقيق طموحات المرأة في كرة القدم”، وأكدت أنها بمثابة إعلان رسمي عن وجود صوت نسائي في هذه الرياضة، وقالت لـ”العربي الجديد”: “هي معركة، ومن المهم كسب المعركة بشكل تدريجي ليصبح التقدم مرغوبا”.
ويرى الناقد الرياضي حسن فاروق، أن استحداث منصب داخل مجلس إدراة الاتحاد مهم لمحاربة كافة أنواع التمييز ضد النساء، وأكد لـ”العربي الجديد”، أن “القرار فرضته الفيفا على الاتحاد ضمن تغييرات النظام الأساسي التي تمت أخيرا، وإذا لم ينفذ الاتحاد القرار فسيتعرض للتجميد”.
ويؤكد فاروق أن “دخول النساء إلى الاتحاد إضافة حقيقية يمكنها أن ترتقي بالعمل، وتفسح المجال لأفكار جديدة”، واستبعد أن تواجه الفائزة بالمقعد تحديات في ممارسة مهامها بالنظر لاقتناع الجميع بالخطوة، فضلا عن نجاح النساء خلال الفترة الماضية باختراق عدة مجالات رياضية كانت حكرا على الرجال، “عنصر الاندهاش انتفى تماما”، على حد تعبيره.
وانقسم الشارع السوداني بين مؤيد ورافض للخطوة، حيث يرى مؤيدون أن من شأنها أن ترتقي بكرة القدم السودانية، بينما يرى رافضون أن ولوج المرأة لمجال كرة القدم يخالف تكوينها الأنثوي.
وقال المهتم بالشأن الرياضي طاق التجاني، إن “المرأة أثبتت قدرتها في كافة المجالات التي كانت حكرا على الرجال، ووجودها ضمن طاقم مجلس إدارة اتحاد كرة القدم من شأنه أن يخلق نوعا من الانضباط بالنظر لعمليات التراشق التي تلف تلك الرياضة، باعتبار أن للمرأة احتراما خاصا وسط السودانيين، فضلا عن كونه خطوة مهمة لفتح الباب أمام أخريات لولوج مجالس الأندية المختلفة والاتحادات الرياضية”.
وتتفق سارة الحلو مع ما ذهب إليه التجاني، ورأت في الخطوة انتصارا للمرأة ومحاولة متقدمة لإنهاء كافة أنواع التمييز ضدها وتأكيد قدرتها على اختراق كافة المجالات وتحقيق نجاحات فيها أسوة بالرجال.
أما أحمد كامل، فيرى أن وجود النساء سيكون شكليا فقط، لأنه يصعب عليها ولوج عالم كرة القدم بالنظر إلى ما يتداول فيها، ويعترض على وجود المرأة ضمن طاقم الاتحاد وممارسة الرياضة عموما، “تظل كرة القدم بشكل الزي والحركة والجهد حكرا على الرجال”، على حد قوله.