في كل بلاد الدنيا يتم تقديم الخدمات المصاحبة للمعاملات مجاناً لسبب بديهي وبسيط وهو أن ثمن وقيمة تلك الخدمات بيكون المواطن قد قام بدفعها في شكل (ضرائب) أو أن قيمتها قد أضيفت مسبقاً إلى الخدمة المطلوبة (تفادياً للتلتلة)، على سبيل المثال لا توجد في الدول الراقية حكاية (بالله أمشي صور لينا الورق ده وتعال)، والمتأمل لمسألة (الخدمات المصاحبة) دي عندنا يجد أنها لا تخلو من رائحة (التماسيح) الذين يقومون بتقديم الخدمة (حصرياً) في المرفق المعين بتسهيلات من الجهات المسؤولة (نقاطة وكده).
وبمناسبة (الخدمات المصاحبة) وقصة (التصوير) دي فقد كنت قبل أشهر قليلة مسافر عبر مطار الخرطوم وكان علي أن أقوم بعمل التأشيرة في مكتب الجوازات بالمطار، قمت بتقديم الجواز للضابط المعني الذي أشار على بتصوير الصفحة الأولى من الجواز مشيراً إلى شخص كان يقف أمام ماكينة تصوير، ناولت الشخص الجواز فقام بمهمة التصوير ثم خاطبني قائلاً:
• خمسة جنيه !
أعطيته الخمسة جنيهات نظير تصوير الصفحة (ما مضطرين وكده)، وكثير من الأسئلة قد عصفت وقتها بذهني.. قلت لنفسي.. هسه لزومو شنو؟ ما المواطن (المسافر) قاعد يدفع رسوم مغادرة؟ والتأشيرة ذاااتا بالشي الفلاني؟ في داعي (للحركات دي) والاسترزاق على حساب جيب المواطن؟ ثم إنو القروش دي بتمشي وين؟ لا إيصال لا خلافه؟ والمهم في الموضوع (المكنة دي) لو تبع (الجوازات) مفروض يكون في إيصال (القانون بيقول كده) وإذا ما بتاعت ناس الجوازات يبقى السؤال (بتاعت منوووو) !، وبعدين خليكم من بتاعت منو؟ هسه الأجانب يقولوا علينا شنووو؟ لما الواحد (جوه مكتب الجوازات) في المطار يصوروا ليهو (جوازو) ويقولو ليهو (جيب خمسة جنيه) بالله مش (شئ مخجل)!
طيب مناسبة المقال ده شنووو… أقول ليكم:
الحاج (سليمان) 80 سنة وزوجته الحاجة (نعيمة) 70 سنة قررا السفر إلى القاهرة من أجل العلاج برفقة ابنتهما، (الحاج) مصاب بكسر في عظمة المخروقه إثر وقوعه وانزلاقه في مياه الأمطار الأخيرة أما الحاجة فهي مصابة بخشونة في (الركب) والاتنين يادوب بيمشوا بي عصايات ومشايات ولا يستطيعا طلوع عتبة سلم واحدة ، بعد ما وصلو صالة المغادرة وفي انتظار البص لصعود الطائرة جاهم واحد من (اللابسين سفاري زيتية ديك) وخاطب ابنتهما المرافقة:
• يا أستاذة الوالد والوالدة ديل ما بيقدرو يطلعو السلم وللا شنو؟
• لا والله يا خوي زي ما انتا شايف
• يعني محتاجين رافعة لطلوع الطيارة؟
• طبعا أكيد يكون كتر خيرك
• (يتكلم بالاسلكي): آآي حاج وحاجة … أيوه اتنين.. خلاص النفر بي 560 جنيه
• (وهي تضحك قايلاهو بيهظر): أها والاتنين ما بتعمل لينا عليهم تخفيض؟
• (تبدو عليهو ملامح الجدية): لا أبدا يا أخت ما في أي طريقة
• أنت جادي ولا بتظهر؟
• طبعن جادي يا أخت.. لازم رسوم رافعة
• لكن دي حاجة مفروض تكون خدمة مقدمة للمسافرين ما عليها قروش.. الكلام ده كيفن يعني ؟
• والله يا أخت المطار دا كلو ما فيهو رافعة.. ودي بتاعت (واحد) مأجرها للخطوط يعني ما ملك المطار
• (في استغراش شديد): لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم طيب هسة نحنا ما عندنا سوداني كل القروش ال عندنا حولناها دولار عشان نسافر .. نعمل شنووو؟
• (باستنكار شديد وزهج واضح): أمشي فكيها من (صرافات العملة) الفي الصالة وتعالي ليا
• ما كان من (الابنة المرافقة) إلا أن اتصلت بأخيها المتواجد خارج المطار طالبة منه أن يقوم بعمل (كشف) سريع من أفراد الأسرة الذين جاءوا لوداع الحاج (سليمان) والحاجة (نعيمة) لجمع مبلغ الرافعة (1120) جنيها، ولسان حالها يقول (يدخلو عليكم بالساحق والماحق والبلا المتلاحق)!!
القصة الفوق دي جرت أحداثها قبل أيام قلائل بمطار الخرطوم (الدولي).. وهي تعكس تماماً ما وصل إليه الحال وكيف أن هذا الداء وهذا الوباء قد تغلغل في كل المساحات، في إستباحة (مقرفة) لأموال المواطنين ,, بالله الحاجة دي ممكن تحصل في ياتو مطار في العالم؟ وده كلو ما مهم .. ما يؤلم حقاً (الناس تقول علينا شنوووو).. غايتو الله يحلنا من (السوس) الإنطلق فينا ده !! (هات المبيد ياااا ولد) !!
كسرة:
هسه الزول لو عاوز يجيب ليهو رافعة يشغلا في المطار كيف؟ ؟!!!
•كسرة جديدة لنج: أخبار كتب فيتنام شنو(و) يا وزير المالية ووزيرة التربية والتعليم؟
• كسرة ثابتة (قديمة): أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو؟ 90 واو – (ليها سبع سنوات ونص)؟
• كسرة ثابتة (جديدة):
أخبار تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بخصوص ملف خط هيثرو شنو؟ 49 واو (ليها أربع
سنوات وشهر)
ساخر سبيل – الفاتح جبرا
صحيفة الجريدة