في زيارة لوفد المجلس الوطني إلى الولايات المتحدة الأمريكية، يحكي عضو البرلمان الفريق “أحمد التهامي” أن أحد أعضاء الكونغرس بدا متعجباً جداً من سلوك المعارضة السودانية، وهو يقول: نحن نعرف أن في الكثير من الدول الأفريقية معارضات ناشطة بالخارج في أوربا وأمريكا مثل المعارضة الإثيوبية، لكنهم لا يسيئون لبلدهم وحكومتهم كما يفعل المعارضون السودانيون!!
وقد صدق عضو الكونغرس الأمريكي، فالضالون المضلون.. المحسوبون زوراً وبهتاناً على السودان، قد طفقوا منذ أيام ينظمون الوقفات والمسيرات للعشرات من ملة العقوق والارتزاق في “واشنطن” و”لندن” و”أمستردام”، ينادون السيد “ترمب” أن يبقي العقوبات الاقتصادية.. أغلالاً على أعناق أهل السودان!
وهل من خيبات أسوأ من هذه الخيبات لتجلل رؤوس قادة أحزاب المعارضة والحركات المسلحة بالعار، وتوصم كوادرها في أوربا وأمريكا بالخيانة؟
نعم.. الخيانة التي أزكمت أنوف أعضاء الكونغرس فعبّر بعضهم عن عجبهم من الحالة (الغرائبية) في المعارضة السودانية، وإن تلاقت أجندات الخائنين والمتعجبين، فأمريكا في النهاية لا تبحث عن شرفاء، وليست في حاجة إلى نبلاء لتنفيذ إستراتيجياتها في السودان أو غيره من البلدان، بل العكس صحيح!!
ولأنهم منبّتون عن هذه الأرض الطيبة، منقطعون عن أهلها الكرماء، فإنهم يطالبون بالمزيد من العقوبات، لا لتخنق النظام الذي عجزوا عن إخراج مسيرة من (ألف) شخص في وجه سلطاته لنحو ثلاثة عقود، ولكن لتبقى على رقاب الفقراء والضعفاء والمرضى، اليتامى والأرامل الذين تدهسهم كل صباح عجلات السوق الرأسمالي المتوحش، فيئنون كلما رفع (الدولار) رأسه، ولا تئن الحكومة!
إنهم سفلة.. وليس من وصف يناسبهم غير هذا، وهم يصرون على استعداء دولة الإرهاب العظمى على شعبهم البائس الفقير!
ألا تستحون يا ملة العقوق.. من المعارضين جواركم بأمريكا وأوربا من أبناء “مصر” و”إثيوبيا” و”إريتريا” الذين ما دعا أحد منهم يوماً لمعاقبة بلده أو نظام الحكم فيها، فسيروا المسيرات مثلكم ونظموا الوقفات، انتقاماً لذاوتهم الفانية وأحزابهم البالية؟!
تطهروا من رجسكم.. فككوا صدوركم المحتقنة بالغل.. وغسلوا قلوبكم..
فرقوا بين الوطن والمؤتمر الوطني.
الهندي عزالدين – شهادتي لله
صحيفة المجهر السياسي