الوزير (طُش) !!

*أتتنا واحدة زعمت أنها ملكة نوبية فصدقناها..

*أتى إلى أحد ولاتنا هارب من مشفى المجانين وزعم أنه مستثمر فصدقه..

*أتتنا خواجية تحمل قميصاً زعمت أنه هدية من ميسي فصدقناها..

*أتانا (مستهبل) روسي زعم أنه سيستخرج لنا ذهبنا عبر شركته سيبرين فصدقناه..

*وفي بلدتنا زمان كان هنالك درويش يصدق أي شيء..

*وأراد صبية يوماً اختبار مدى دروشته (التصديقية) هذه فزعموا له أن أمه ماتت..

*فكانت المفاجأة أن صدق حتى هذه… وانفجر باكياً بحرقة..

*رغم أن أمه هذه ماتت عند ولادته… قبل أكثر من عشرين عاماً..

*طيب؛ ما الفرق بين بعض مسؤولينا ودرويش بلدتنا هذا؟!..

*لا فرق سوى أن (طُش)- وهذا لقبه- دروشته ببلاش… وهؤلاء دروشتهم بفلوس..

*دروشة بفارهات وامتيازات ومخصصات ومسميات وظيفية رفيعة..

*وبالمناسبة؛ طُش هذا كان شاطراً جداً في (حش التمر)..

*وقبل أيام تساءلنا: لماذا لا يقع الاختيار إلا على أمثال هؤلاء؟!..

*وفضلاً عن دروشة التصديق فإنهم لا يكادون يحسنون صنعاً…إلا قليلاً منهم..

*فقط يجيدون الشعارات… والوعود…والأسفار… والطنطنة..

*فكانت النتيجة أن تخطتنا بلاد كانت خلفنا في مضمار التطور والتحضر والتنمية..

*وتخطتنا حتى أثيوبيا التي أسطولها الجوي الآن من مئة طائرة..

*ونحن الطائرة (اللي حيلتنا) أقمنا الدنيا وأقعدناها فرحاً بنجاحنا في صيانتها..

*ثم عندما (أقمناها) في أول رحلة لها…(أقعدناها) مرة أخرى..

*فقد تصدع زجاجها الأمامي كما تتصدع صناعتنا وزراعتنا وطرقنا و(جسورنا)..

*وحكومة أثيوبيا هذه اعتقلت وزير ماليتها بتهمة الفساد..

*اعتقلته الشهر الماضي- وخمسين آخرين- فور رفع البرلمان الحصانة عنهم.

*لم تحمهم حصانة… ولا مكانة…ولا حظوة عند القيادة..

*كما ليس بمقدورهم النجاة من عواقب فسادهم هذا باسم (التحلل)..

*ولكن وزيرنا السابق للمعادن سينجو من عاقبة التعاقد مع شركة تعدين وهمية..

*شركة سيبرين التي ليس لها من أسمها سوى (سيب)..

*فقد (سابت) كل ذهب وعدت باستخراجه في مكانه تحت الأرض… وذهبت..

*سوف تذهب قريباً دون أن تدفع هي- أو الكاروري- الثمن..

*فالدروشة لا عقوبة لها في (شرعتنا)… وإن أدت إلى كوارث وفساد وتبديد..

*ولعلكم تذكرون الخبير السوداني الذي حذر من هذه الشركة..

*فهو بحكم وجوده في روسيا- وتخصصه في التعدين- نصح بعدم التعاقد معها..

*فكان جزاؤه أن أنهت وزارة المعادن تعاقده معها كمستشار..

*ويستمر عندنا مسلسل الدروشة… والفساد… والتحلل… وسوء اختيار المسؤولين..

*وربما لو كان طُش حياً لأتى مهرولاً يزعم إنه خبير زراعي..

*وربما صدقناه كما صدقنا كثيراً من المجانين… والمستهبلين… والمدَّعين..

*وربما كان بين دراويشنا واحد اسمه (طُش !!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة

Exit mobile version