*أتتنا واحدة زعمت أنها ملكة نوبية فصدقناها..
*أتى إلى أحد ولاتنا هارب من مشفى المجانين وزعم أنه مستثمر فصدقه..
*أتتنا خواجية تحمل قميصاً زعمت أنه هدية من ميسي فصدقناها..
*أتانا (مستهبل) روسي زعم أنه سيستخرج لنا ذهبنا عبر شركته سيبرين فصدقناه..
*وفي بلدتنا زمان كان هنالك درويش يصدق أي شيء..
*وأراد صبية يوماً اختبار مدى دروشته (التصديقية) هذه فزعموا له أن أمه ماتت..
*فكانت المفاجأة أن صدق حتى هذه… وانفجر باكياً بحرقة..
*رغم أن أمه هذه ماتت عند ولادته… قبل أكثر من عشرين عاماً..
*طيب؛ ما الفرق بين بعض مسؤولينا ودرويش بلدتنا هذا؟!..
*لا فرق سوى أن (طُش)- وهذا لقبه- دروشته ببلاش… وهؤلاء دروشتهم بفلوس..
*دروشة بفارهات وامتيازات ومخصصات ومسميات وظيفية رفيعة..
*وبالمناسبة؛ طُش هذا كان شاطراً جداً في (حش التمر)..
*وقبل أيام تساءلنا: لماذا لا يقع الاختيار إلا على أمثال هؤلاء؟!..
*وفضلاً عن دروشة التصديق فإنهم لا يكادون يحسنون صنعاً…إلا قليلاً منهم..
*فقط يجيدون الشعارات… والوعود…والأسفار… والطنطنة..
*فكانت النتيجة أن تخطتنا بلاد كانت خلفنا في مضمار التطور والتحضر والتنمية..
*وتخطتنا حتى أثيوبيا التي أسطولها الجوي الآن من مئة طائرة..
*ونحن الطائرة (اللي حيلتنا) أقمنا الدنيا وأقعدناها فرحاً بنجاحنا في صيانتها..
*ثم عندما (أقمناها) في أول رحلة لها…(أقعدناها) مرة أخرى..
*فقد تصدع زجاجها الأمامي كما تتصدع صناعتنا وزراعتنا وطرقنا و(جسورنا)..
*وحكومة أثيوبيا هذه اعتقلت وزير ماليتها بتهمة الفساد..
*اعتقلته الشهر الماضي- وخمسين آخرين- فور رفع البرلمان الحصانة عنهم.
*لم تحمهم حصانة… ولا مكانة…ولا حظوة عند القيادة..
*كما ليس بمقدورهم النجاة من عواقب فسادهم هذا باسم (التحلل)..
*ولكن وزيرنا السابق للمعادن سينجو من عاقبة التعاقد مع شركة تعدين وهمية..
*شركة سيبرين التي ليس لها من أسمها سوى (سيب)..
*فقد (سابت) كل ذهب وعدت باستخراجه في مكانه تحت الأرض… وذهبت..
*سوف تذهب قريباً دون أن تدفع هي- أو الكاروري- الثمن..
*فالدروشة لا عقوبة لها في (شرعتنا)… وإن أدت إلى كوارث وفساد وتبديد..
*ولعلكم تذكرون الخبير السوداني الذي حذر من هذه الشركة..
*فهو بحكم وجوده في روسيا- وتخصصه في التعدين- نصح بعدم التعاقد معها..
*فكان جزاؤه أن أنهت وزارة المعادن تعاقده معها كمستشار..
*ويستمر عندنا مسلسل الدروشة… والفساد… والتحلل… وسوء اختيار المسؤولين..
*وربما لو كان طُش حياً لأتى مهرولاً يزعم إنه خبير زراعي..
*وربما صدقناه كما صدقنا كثيراً من المجانين… والمستهبلين… والمدَّعين..
*وربما كان بين دراويشنا واحد اسمه (طُش !!!).
صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة