وافق اللواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية المصري، في شهر سبتمبر الجاري، على منح المخرج سعيد حامد عبد السيد (سوداني الجنسية، مخرج ومنتج سينمائي)، الإقامة في البلاد لغير السياحة، وإعفائه من شرطي (الإقامة والتسجيل).
وأكد القرار تقدير مصر لمواقف «حامد»؛ نظراً لمواقفه الوطنية، والتي تُعبر عن انتمائه ومساندته للدولة المصرية، مؤكدًا على الدور الريادي المصري والإهتمام بمواطني ورعايا دولة السودان الشقيقة المقيمين بالبلاد، فمن هو سعيد حامد؟
شخصية غريبة على جميع الأصعدة، فعلى المستو ى الشخصي، كان غريبًا على المشاهد المصري ذو الحس الفكاهي العالي، والذي من النادر أن يلقى استحسانه أعمال الكثير من مخرجي وممثلي الكوميديا المصريين، فما بالك لو كان سوداني الجنسية، كما هو الحال مع المخرج سعيد حامد، الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده التاسعة والخمسين، استطاع خلال هذا العمر القصير بالمقارنة بغيره من المخرجين أن ينال إعجاب ذلك الجمهور الصعب، وعلى المستوى الفني استطاع حامد أن يصنع نجومية غالبية نجوم الشباك الحاليين على اختلاف توجهاتهم بين الكوميديا والأكشن.
البدايات العميقة، التي أجلسته 8 سنوات في البيت
بدايات حامد الفنية كادت أن تحصره إلى جوار كبار مخرجي الأفلام ذات العمق، والأبعاد الفلسفية، التي تحوز إعجاب فئة قليلة من الجمهور العربي، في الوقت ذاته تحقق نجاحات على المستوى النقدي، وتحصد الجوائز، وهو ما حدث له حين أخرج أولى أفلامه «الحب في التلاجة»، للنجم يحيى الفخراني، وعبلة كامل.
عدم تحقيق أولى أفلامه للنجاح الجماهيري المرجو منه، أو بالأحرى عدم تغطيته تكاليف إنتاجه التي ساهم فيها حامد، جعله يعود مرة أخرى للعمل كمساعد مخرج كما بدأ، إلى جوار تقديمه بعض الإعلانات التليفزيونية، وبعد فترة يخطو أولى خطواته نحو النجاح الجماهيري، من خلال فوازير «أبيض وأسود» لأشرف عبد الباقي ومحمد هنيدي، والراحل علاء ولى الدين.
الكوميديا هي الحل
تغامر شركة «العدل جروب» بصنع فيلم شبابي بمعنى الكلمة، يقوم على صناعته نجوم في أولى خطواتهم نحو البطولة عام 1998، من خلال تجربة «صعيدي في الجامعة الأمريكية»، الذي كان بمثابة انطلاقة لما سمي وقتها بالـ «المضحكون الجدد»، فلم يجدوا أمامهم أنسب من سعيد حامد لإخراج هذا الفيلم، والذي حقق وقتها أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية، والتي تجاوزت وقتها 27 مليون جنيه.
وجد حامد ضالته في الإخراج الكوميدي، فقدم بعدها سلسلة من النجاحات المتتالية، فمن «همام في إمستردام»، مرورًا بـ «شورت وفانلة وكاب»، الذي وضع السقا في مصاف النجوم الجدد، وكذلك «جاءنا البيان التالي» للكاتب محمد أمين، وهو الفيلم الذي أعاد هنيدي للقمة بعد الكبوة التي أصابته حين قدّم «بلية ودماغه العالية» لنادر جلال.
صناعة النجوم حرفة
وتوالت الأعمال التي لم تبتعد عن الحس الكوميدي الذي تميز به حامد، فقدم عام 2001 «رشة جريئة»، وبعدها بعام «صاحب صاحبه»، وتلاه تجربة خاصة، حين صنع نجمين جديدن في المجال الكوميدي، وهما أحمد رزق، وأحمد عيد، من خلال «أوعى وشك» عام 2003، وكرر التجربة مرة أخرى ليثبت أقدام رزق كبطل كوميدي قادر على حمل فيلم منفردًا في «حمادة يلعب»، عام 2005.
اليوم الجديد