7 نساء قمن بأدوار خطيرة في رحلة الهجرة

دائمًا ما كان للمرأة الأثر البالغ والكبير منذ بداية الدعوة الإسلامية وفي جميع مراحلها، لتسطر بأفعالها الجليلة صفحات من تاريخ الإسلام. وفي الهجرة النبوية المشرفة لم تكن المرأة غائبة أبدًا، بل كان لعدد من السيدات المسلمات من الصحابيات الكرام دورًا خطيرًا وأثرًا كبيرًا في نجاح لك الرحلة المهمة التي أسست لبناء دولة الإسلام وانتشار الدعوة الإسلامية في ربوع الكون. وفي هذا المقال نتذكر 7 من السيدات الكريمات اللاتي لمعت أسمائهن في سماء الإسلام عبر دورهن في رحلة الهجرة، حيث أدين أدوارًا لا تقل أهمية وخطورة عن دور الرجال فيها تأكيدًا من النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أن المرأة شريك فاعل ومهم في بناء الأمم.

أم عمارة وأم منيع .. التمهيد للهجرة : أم عمارة وأم منيع .. التمهيد للهجرة : في هذه المرحلة يبرز اسم اثنتان من الصحابيات هما “أم عمارة” نسيبة بنت كعب البطلة المجاهدة التي جرحت 13 جرحًا وهي تدافع عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم أُحد، أما الثانية فهي “أم منيع” أسماء بنت عمرو السلمية، وقد بايعتا النبي عليه الصلاة والسلام في بيعة العقبة الثانية عندما خرج من المدينة ثلاثة وسبعون رجلاً وامرأتان إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليبايعوه ويؤتوه عهدهم وذممهم من أن يمنعوه مما يمنعون منه أنفسهم وأهليهم، فتوافدوا جميعاً إلى العقبة الثانية التي كانت النواة الأولى في لبنة الدولة الإسلامية، وما يهمنا من أمر هذه البيعة في هذا المقال هو ما كان من أمر المرأتين أم عمارة وأم منيع. أما دورهما في الهجرة فقد قامتا مع الرجال بتعبئة الجو العام اليثربي، وتهيئته للإسلام حتى كانت الهجرة، فكان المجتمع اليثربي مستعداً لتكوين وتشييد وإقامة الدولة الإسلامية التي تكونت نواتها الأولى ببيعة العقبة الثانية.

رقيقة بنت صيفي .. مُحذِرَّة النبي أم عمارة وأم منيع .. التمهيد للهجرة : في ليلة الجهرة كان المشركين قد عقدوا العزم على قتل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأتفقوا في دار الندورة على أن يأخذوا من كل قبيلة رجلًا ليقتلوا الحبيب عليه الصلاة والسلام، فيتفرق دمه بين القبائل. وعلمت رقيقة بنت طيفي –وكانت قد تخطت المئة عام- بما عزم عليه المشركين، فذهبت العجوز رغم كبير عمرها إلى النبي – صلى الله عليه وآله وسلم -، لتحذره من المبيت في داره، وأخبرته ما يسعى إليه الكفار وما تآمروا عليه.

ذات النطاقين .. أسماء بنت أبي بكر : ذات النطاقين .. أسماء بنت أبي بكر : ولعل المتأمل لدور السيدة أسماء بنت أبي بكر في الهجرة يتعجب إذا ما عرف أنها كانت حينها حاملًا في الشهر التاسع .. فقد كانت تقوم رضي الله عنها بمهمة الإمداد التموين وكذلك نقل الأخبار إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورفيقه في طريق الهجرة سيدنا أبو بكر الصديق.. فكانت تتسلق الجبل لتصل إلى الغار حاملة الزاد والماء وكانت قد شقت نطاقها الذي نصفين عندما لم تجد ما تحمل به الزاد فربطت السفرة التي فيها الطعام بنصه فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم- “أبدلك الله به نطاقين من الجنة”، ولذلك سميت بـ “ذات النطاقين”.

أم سلمة : أم سلمة : ما تعرضت له أم سلمة في هجرتها من الصعب أن تتحمله امرأه .. فعندما هم زوجها أبو سلمة بالهجرة أخذ بعيراً وحمل ابنهما سلمة، وزوجته فلما رأته بني المغيرة فأخذوا أم سلمة منه وحبسوها ومنعوها من الهجرة مع زوجها، والأصعب من هذا هو حرمانها من طفلها الذي ذهب مع والده. وكانت أم سلمة تخرج كل غداة فتجلس بالأبطح تبكي حتى مضت سنه أو ما يقرب، ومر رجل من أبناء عمومتها فرق لحالها، فردوا عليها ابنها، وقالوا لها إلحقي بزوجك إن شئت فركبت بعيرها وأخدت ابنها فوضعته في حجرها ثم انطلقت إلى المدينة بمفردها لا أنيس لها في السفر إلا الله سبحانه وتعالى.

عاتكة الخزاعية .. صاحبة الشاه عاتكة الخزاعية .. صاحبة الشاه في طريق هجرته صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة، مر النبي مع صاحبه على خيمتين لأمرأه تسمى “أم معبد” عاتكة الخزاعية، وأردوا أن يشتروا منها طعامًا فلم يجدوا عندها شئً إلا شاة هزيلة لا لحم فيها ولا لبن ولذلك لم يخرجوها للرعي بسبب ضعفها.. فاستأذن الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم أن يحلبها فأذنت له .. فجئ بها إلى الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فمسح بيده على ضرعها وسمى الله تعالى ودعا الله فطلب إناء فحلب فيه حتى امتلأ ببركة النبي.. فسقى أم معبد حتى رويت ثم سقى أصحابه ومنهم دليلهم عبدالله بن أريقط حتى رووا جميعاً ثم شرب صلى الله عليه وآله وسلم أخرهم؛ ثم حلب فيه ثانياً حتى امتلاء الإناء وتركوه لأم معبد وانصرفوا. وعندما عاد زوجها أبو معبد ورأى اللبن تعجب وقال أنى لك هذا يا أم معبد والشاه لم تحمل مرعاها بعيد، فقالت له إنه مر بناء رجل مبارك ووصفته وصفًا دقيقًا، فقال: هو والله صاحب قريش الذي ذاع من أمره في مكة، ولأصحبنه إن وجدت لذلك سبيلًا.

“أم أيمن” بركة .. المهاجرة على قدميها “أم أيمن” بركة .. المهاجرة على قدميها لم تخش قريش وبطشهم فخرجت أمام أعينهم مهاجرة إلى المدينة .. ولم تجد راحلة فسارت من مكة إلى المدينة على قدميها حتى نفد منها الزاد والماء وسط الصحراء القاحلة الحارقة، وكادت تهلك من شدة العطش .. فجائها المدد من الله فرأت دلوًا يتدلى من السماء فشربت منه حتى ارتوت .. فكانت كرامة لها لصدق نيتها، وظلت مسافره وحدها في هذه الصحراء الشاسعة البعيدة المقفرة لا يؤنسها في رحلتها إلا إيمانها وقوة عقيدتها وشوقها إلى الله ورسوله ومازالت كذلك حتى بلغت المدينة المنورة بعد رحلة طويلة شاقة.

أم أيوب الأنصارية : أم أيوب الأنصارية : بعد وصول النبي صلى الله عليه وآله وسلم .. تسارع الصحابة الكرام من الأنصار لاستضافة نبي الرحمة، وتمنى كل منهم أن ينزل في داره، حتى أنهم تنافسوا في جذب زمام الناقة التي كان يركبها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال لهم: “دعوها فإنها مأمورة”.. حتى توقفت فحمل أبو أيوب الأنصاري الرحل ووضعه في بيته عند زوجته أم أيوب فاستضافت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكانت سباقة في إكرامه وضيافته، وكانت بعد انتهاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الطعام تتلمس هي وزوجها موضع الطعام الذي لمسه النبي طمعاً في الحصول على البركة. وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقيم في الدور الأرضي من منزل أبو أيوب الأنصاري وزوجته، وكان الزوجان يقيمان في الدور العلوي، فانكسر وعاب كبير يوضع فيه الماء فسال على الأرض، فسارعت أم أيوب وزوجها لتجفيف الماء بلحاف لهم -ليس عندهم غيره يحتمون به من البرد – خوفًا من أن يتسرب الماء من السقف فيقطر على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منه شيء فيؤذيه. كانت هذه لمحات لبعض الصحابيات في طريق هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من مكة إلى المدينة .. لمحات تبين أن المرأة لا تزال حاضرة في حل حدث وموقف تاريخي تؤدي دورها كشقيقة للرجال.

مصراوي

Exit mobile version