قال مدير قناة الروهنغيا الناطقة بالعربية (غير حكومية)، عطا الله نور، إنه يتطلع أن يتحرك العالم الإسلامي بسرعة، لإنقاذهم من “الإبادة الجماعية” التي يتعرضون لها من قبل حكومة ميانمار، منذ عقود.
ومنذ 25 أغسطس/ آب الماضي، يشن جيش ميانمار ومليشيات بوذية، وفق نشطاء، هجمات بحق “الروهنغيا” في إقليم “أراكان” (راخين- غرب)؛ ما أدى، وفق الناشط الحقوقي، عمران الأراكاني في تصريح للأناضول، إلى سقوط 7 آلاف و354 قتيلا، و6 آلاف و541 جريحا من “الروهنغيا”، حتى السادس من سبتمبر/ أيلول الجاري.
مدير قناة “آر فيجن” العربية، المعنية بنقل أخبار مسلمي “أراكان” و”الروهنغيين” باللغة العربية، أوضح، في حديث للأناضول، أن القناة، التي تبث عبر الأقمار الاصطناعية، تهدف إلى التعريف بقضية الروهنغيا، ونقل مآسيهم ومعاناتهم، وإيصال أصواتهم كمظلومين إلى جميع أنحاء العالم.
نور أضاف أن “القناة تأسست في إبريل/نيسان 2012، لتبث برامجها باللغة العربية إضافة إلى عدد من اللغات؛ كالإنجليزية والروهنجية، ولغة أهل بورما “بورميس”، أواخر 2016، وتستهدف من خلال محتواها إطلاع المنطقة العربية، على آخر الأخبار والمستجدات في إقليم أراكان المنكوب.
وحول رسالة القناة من خلال المحتوى، الذي تقدمه للمشاهد العربي، قال نور، إنها “تهدف إلى نقل الصورة الحقيقية لما يدور في أراكان، واطلاع الجميع على حقيقة الصراع، وأصله وأسبابه، وتصحيح الروايات المغلوطة التي ترويها حكومة ميانمار عبر وسائلها الإعلامية”.
وقال مدير قناة “آرفيجن” التي تبث من العاصمة الماليزية “كوالالمبور”، إن “حكومة ميانمار، تفرض رقابة شديدة على وسائل الإعلام، ولا تسمح بدخول وسائل إعلامية إلى أراكان أو العمل فيها أبداً، وهو ما ساعدهم على إخفاء جرائمهم أمام المجتمع الدولي، بروايات كاذبة”.
وأضاف “منذ إنشاء قناة آرفيجن عام 2012، كانت جميع خطط العمل بنظام حالة الطوارئ، بسبب تسارع الأحداث وتتابعها، لذا لدينا خطوط ساخنة على مدى 24 ساعة، نتواصل فيها مع أهلنا وشعبنا، لننقل معاناتهم عبر المحتوى الإذاعي، ومنصات التواصل الاجتماعي، والمواقع الإلكترونية بعدة لغات”.
واتهم نور حكومة ميانمار بشن حرب شرسة عبر وسائل الإعلام التابعة لها، لحجب البث الفضائي للقناة، وغلق منصات التواصل الاجتماعي.
وعن مصادر تمويل القناة، قال نور: “تعتمد على تبرعات الشعب الروهنغي الذي تمثل صوته، لإيجاد مشاريع تطور الأقسام والبرامج بالتواصل التام والتنسيق مع الإدارة التنفيذية، والقناة بحاجة ماسة إلى وقفات كبيرة لا تخفى على أهل الاختصاص”.
وتابع قائلا: “القناة تنتهج سياسة أن كل فرد من أفراد شعب الروهنغيا، هو عين رقيبة وناقلة للحدث، ومن هذا المنطلق لدينا عددا من المراسلين والمتعاونين لتزويدنا بالأخبار في ولاية أراكان، رغم مشقة عملهم والظروف الصعبة التي يمرون بها؛ بسبب قمع حكومة ميانمار لهم، لكنهم يضحون لنقل الحدث بواقعية ومصداقية”.
وعن الصعوبات، التي تواجه استمرار القناة في تقديمها للمحتوى، أكد نور، أن “توفير الميزانية المالية للقناة يعد أبرز الصعوبات التي تقف أمام استمرارنا في العمل، لأن المشاريع الإعلامية – كما هو معروف- تحتاج إلى الكثير من المال لضمان الاستمرارية والتطوير”.
وأردف قائلا: “نحن مستمرون في أداء رسالتنا الإعلامية بمهنية ومصداقية، رغم قلة الموارد المالية وعدد من الصعوبات، ونطالب المؤسسات الدولية، والأفراد والحكومات بدعمنا والتعاون معنا في أداء رسالتنا السامية العادلة”.
وتوجه مدير قناة “آرفيجن” إلى العالم الإسلامي بقوله: “مطلوب من العالمين الإسلامي والعربي سرعة التحرك لإنقاذ شعبنا الذي يباد منذ عقود دون أي ذنب. يجب مساعدتنا في استرجاع حقوقنا الإثنية والعرقية في بلادنا، لأن الروهنغيا عرق وشعب أصيل في هذه البلاد”.
وتعتبر حكومة ميانمار مسلمي “الروهنغيا” “مهاجرين غير شرعيين من بنغلاديش”، وتحرمهم من كافة حقوق المواطنة، فيما تصنفهم الأمم المتحدة “الأقلية الدينية الأكثر تعرضا للاضطهاد في العالم”.
وشدد على ضرورة دعم القضايا التي ترفع أمام المحاكم الدولية لمحاسبة المجرمين الذين يستمرون في إبادة الشعب، وممارسة التطهير العرقي، والإبادة الجماعية، وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم.
وأشاد نور، بالدور التركي في مساعدة الشعب الروهنغي، والجهود التي تبذلها في مساعدة اللاجئين٫
وختم بقوله: “نعظم شكرنا وتقديرنا الوافر لرئيس تركيا السيد رجب طيب أردوغان، ولحكومة تركيا وشعبها العظيم، حيث تربطنا بهم وشائج الأخوة الدينية والولاء والوفاء، منذ عهد الدولة العثمانية، والوثائق والمستندات تثبت ذلك”.
الأناضول