كان خبر البارحة بالصحف اليمنية : جددت السفارة السودانية في الرياض تأكيد وزارة الخارجية السودانية أن جميع المواطنين اليمنين معفيين من تأشيرة الدخول لدولة السودان، وقالت – في بيان صحفي – إن مواطني الجمهورية اليمنية ليسوا بحاجة الى تأشيرة دخول عند سفرهم للسوادن، وذلك حسب قرار سابق للسلطات السودانية، وأشار البيان أن السلطات السودانية كانت قد ألغت تأشيرة الدخول لليمنيين عقب زيارة الرئيس عبدربه منصور هادي الى السودان في العام 2015)..!!
:: نعم هناك توجيه لمؤسسات الدولة التعليمية والصحية بمعاملة اللاجئين السوريين و اليمنيين ك (سودانيين)، وهناك سخرية سودانية قابلت هذا التوجيه.. إذ قابل بعض شعبنا هذا التوجيه الإنساني بما يحذر هؤلاء اللاجئين : ( دقسوكم، ولو عاملوكم زينا ح تشردوا خلال شهر)، وقد صدقوا.. إذ لم يعد هنا فرقاً بين اللاجئ و المواطن، وتوجيه مرافق الصحة والتعليم بمعاملة اللاجئ كمواطن يعني أن يشارك هذا اللاجئ المواطن في ( ضنك الحياة)..ويدفع للتعليم والعلاج، ثم لا يجد العلاج والتعليم كما يحب ويرضى..!!
:: ولذلك ، رغم بؤس حالنا الإقتصادي، لنا ما نفخر به في (عالم الذئاب).. وهو ترحاب مجتمعنا بالملاذين به، عرباً كانوا أو أفارقة، ولكن بالتأشيرة ثم الفحص وفي حال إلتزامهم بنظم وتقاليد المجتمع..ولعلكم تذكرون، مع أخبار مأساة الطفل السوري (إيلان)، كانت الفضائيات تحرج الدول العربية بمعلومة أن السودان هو الدولة الوحيدة التي تستقبل أهل سوريا واليمن ثم توفر لهم (حقوق المواطنة)..وكان ذلك بعد إختبار أهل سوريا و اليمن بأزمتهم.. ولم ينجح في الإختبار غير( ضل الدليب) ..!!
:: ( ضل الدليب) هو الوطن الذي تطرد سياسات ساسته – وبؤس اقتصاده- شعبه إلى منافي اللجوء والإغتراب والهجرة بالملايين لحد اللجوء إلى إسرائيل، ثم يستقبل الآخرين – بمئات الآلاف – بكل الترحاب لحد المساواة في المسماة بحقوق المواطنة..والحمد لله على كل حال..ربما هي إستراتيجية مراد بها نفي ما تبقى من الشعب ليتجنسوا بجنسيات دول المهجر، ثم يعودوا مع لاجئي الدول العربية والافريقية- كأجانب – ليجدوا هذا الصدر الحنون.. وعليه، مرحباً بأهل اليمن وسورياً وفلسطين و .. روهينغا إذا إستطاعوا – إلينا – وصولاً..!!
:: ولكن .. الإنسانية ( شئ)، والعبث بسيادة الوطن وسلامة الشعب ( شئ آخر)..فلتعلم الحكومة أن بعض أهل الدول المنكوبة بالحرب يقيمون في دول الخليج بكثافة عالية، وفيهم من يرتكب الجرائم ويخالف القانون..وليس من العدل أو العقل أن يتم إبعادهم إلى السودان بحجة أن السودان يستقبل اللاجئيين (بلا شروط ).. وهذا ما حدث قبل أشهر، إذ أبعدت السعودية بعض العرب لمخالفتهم القانون، وإختاروا بلادنا لأنها يستقبل اللاجئين ( بلا شروط)، ولكن أعادتهم سلطات المطار..!!
:: أعادتهم، ولكن ما الذي يمنع عودتهم ودخولهم عبر مداخل اللاجئئين ذات الأبواب المشرعة (بلا تأشيرة)..؟.. بل، لماذا نعبث بسيادة بلادنا وسمعتها بحيث يختارها كل من هبً و دبً – كدولة منفى – حين تحكم عليه محاكم تلك الدول بالنفي والإبعاد لمخالفته القانون؟..هذه الثغرة قد تحول آمن مجتمعات بلادنا إلى مخاطر، وعلى الحكومة سد كل الثغور بإعادة النظر في القرار الخاطئ ( إلغاء التأشيرة ).. فالتأشيرة تعني أن هناك دولة ذات سيادة وتفحص القادم إليها ثم تأذن له بالدخول وفق شروط وأسباب محددة، فلماذا يتم تحويل هذه الدولة إلى (سلة مهملات)..؟؟
الطاهر ساتي