ما يصلح السودان هو أن (نغتسل من جنابة فكرية تقطع ما بيننا والعقل لستين سنة)

روشتة أولى

> والأولى آهـ.
> واليوم نرفع راية استقلالنا.
> وسبعطاشر نوفمبر هب الشعب طرد جلادو.

> ويا أكتوبر نحن العشنا ليالي زمان.. قيود ومظالم ويل وهوان.
> وتماماً أصبح الصبح تماماً.
> و..
> وجاء الاستقلال ووردي الرائع غنى للاستقلال.. والأحزاب.
> والأحزاب ينقلب عليها عبود ووردي يغني لعبود.
> وعبود تطرده أكتوبر ووردي غنى لأكتوبر.
> ونميري يطرد أكتوبر ووردي ينفجر غناءً لمايو ونميري.
> والانتفاضة تطرد نميري ووردي يغني للانتفاضة.
> وفي الإنقاذ حين لم يستطع أن يغني للإنقاذ غنى لقرنق.
> و..
> وخيانة.. واتهامات تنفجر في صدرك ضد وردي.
> والاتهامات المتفجرة هذه تصبح شهادة أخرى على (اتقاننا) للعجز.
> فوردي يغني لكل الحكومات.. بحثاً ــ مع السودان كله ــ عن حل ــ ولا حل.
> واتهاماتك الحارقة.. أنموذج على أننا نفكر (بمشاعرنا) وليس بعقلنا.
> والتفكير بالمشاعر يصبح رمالاً متحركة كلما تحركنا للخروج منها نغوص أكثر.
(2)
ــ والثانية آهـ.
> فنحن في تاريخنا كله (عقلاء) السياسة يخفون عن الناس حقيقة ما يجري.. خوفاً على الناس.
> فحكوماتنا كلها مصنوعة في الخارج.
> ما بين عبود الذي تصنع حكومته في أديس أبابا.
> والانتخابات والانتخابات والانتخابات التي تدار كلها من الخارج.
> ونميري وبيريز في يوغندا.. و.. و.
> والقاضي أبو رنات يقول للمرحوم عبد الله أحمد عبد الله.
> لو أنا كشفنا حقيقة أكتوبر.. ومن صنعها.. لطارت رؤوس كثيرة.
> والملف نحصل عليه إن شاء الله
> وحقيقة مقتل.. ومقتل.. ومقتل.. ومقتل قرنق.
> والتحقيق وعشرون تحقيقاً في عشرين حدثاً ضخماً كلها ملفات تختفي.
> ومطلوب نتائج تحقيق واحد.. في أي شيء منذ نصف قرن.
> والثالثة آهـ.
> وما يقدم منذ ستين سنة.
> ما يقدمه السياسيون للشعب يجعل كل أحد يظن أنه العريس.. بينما نحن (حبالى).
> وأحاديث رهيبة عن المخدرات الآن.. والجامعات.
> والنقرز (المجموعة الوحيدة التي (ضربت) كانت مجموعة.. وتحت مخابرات معينة يخرجون مساء إثنين من كل شهر يضربون.
> لصناعة الرعب (وأمس الأول السودان يعلن الأول في الأمن).
> والمجموعة تعتقل.. نعم.
> لكن من يصنعها ويديرها.. يسكتون عنه.
> وفي الجامعات.. عنصرية تتمدد.. وآخرها ما حدث في بخت الرضا.
> ويسكتون.
> والسكوت يخلط بين الجرح النظيف والذي يصلحه الغطاء.. وبين الجرح المتعفن الذي يصبح الغطاء بؤرة لجراثيمه..
> والثالثة آهـ.
> وبعضهم بين حين وآخر يطلق جملة دقيقة كأنها (روشتة).
> لكن الروشتات ما تلقاه هو جملة عبد الله الطيب.
> وعبد الله الطيب يقول عن بعضهم إنهم سمعوا جملة رائعة.. للعلاج.
> فطربوا لها ولحنوها وغنوها وشربوا عليها من (عرقي الموردة).
> وانتهى الأمر وظلت الغيد صرعى والأباريق بتن في أطراق
> والرابعة آهـ.
> ومثلما انتهى رأيك إلى تفسير خاطئ مدمر حين قرأت السطور عن وردي.. ينتهي بك سوء التفسير الآن إلى شيء مماثل.
> تنتهي إلى الأسف والغضب والحزن والتخبط و.. و.. لحال السودان.
> وتنسى.. بالمشاعر هذه ذاتها.. تنسى أنه لا الأسف ولا الحزن ولا الغضب ولا.. يصلح السودان.. لهذا السودان لا يصلح لستين سنة من الحزن والغضب.
> ما يصلح السودان هو أن (نغتسل من جنابة فكرية تقطع ما بيننا والعقل لستين سنة).
> وما يصلح هو أن نفكر ببرود.. وبحساب.. وبقلم ومسطرة.. و..
> وأن يكون من يفكرون هم أهل التفكير.. فقط.
> تفكير لا يدينني ولا يتهمك ولا يشتد.. ولا (يلعن خاش) أمثالك و..
> هذا كله ليس أكثر من هوامش تفسيرية للأحداث التي نكتبها عن كل الجهات الآن.
> وعن كل صراع.
> صراع العالم ضدنا.
> وصراعنا نحن (ضدنا).
> ألا يكفي أننا حبالى.
> وما الذي يصنع الحمل بالمناسبة؟؟

إسحق فضل الله
الانتباهة

Exit mobile version