المنطقتين .. الحكومة تفاوض (صاحب الكلمة)!

لم تحظ جولات التفاوض السابقة بالنجاح وكللت المفاوضات بين الحكومة وقطاع الشمال في أغلبها بالفشل بسبب تمسك طرفا التفاوض بمواقفهما ولم تقف أيضا تلك الجولات من المفاوضات مع تباين الظروف المحيطة بكل جولة.وبعد فشل أكثر من عشرة جولات من التفاوض بين الخرطوم والحركة الشعبية، قطاع الشمال، فى الوصول إلى اتفاق سلام بشأن منطقتى جنوب كردفان والنيل الأزرق أعلنت الحكومة استعدادها لاستئناف التفاوض مع الحركة الشعبية، قطاع الشمال، حول منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق واللتين تشهدان نزاعاً مسلحاً منذ عام 2011.

وتأتى تلك الجولة فى ظل انقسامات داخلية تعانى منها الحركة الشعبية وتكوينها وفدين للتفاوض فهل ستفاوض الحكومة كل طرف على حدا ؟ أم انها ستفاوض صاحب الأغلبية إلاعلى خاصة وأن هنالك خطوة استباقية وتحركات قام بها كل من مالك عقار وعرمان لقيام مؤتمر عام للحركة لقطع الطريق أمام الحلو وعرقلة جهوده وبحسب قيادات منشقة من قطاع الشمال بالنيل الأزرق، فإن عقار وعرمان شرعوا في استمالة المنشقين عن الحركة بالنيل الأزرق، فهل ستنجح تحركات عقار وعرمان فى ترأس وفد التفاوض بديلا عن الحلو.جولة عسيرةوبحسب مراقبين فأن تلك المفاوضات القادمة سوف تؤدى إلى مزيد من الانقسامات داخل الحركة الشعبية في حال لم يتم الاتفاق على وفد واحد للتفاوض مع الحكومة ،وفى كلتا الحالتين فأن الحكومة ليس أمامها خيار آخر سوى القبول بالتفاوض وغير فارق معها الطرف المفاوض، وهذا ما أكد عليه وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة أحمد بلال في حديث سابق حيث قال :إن الحكومة ستجلس مع من يريد السلام ولو كان شخصاً واحداً ،وذهب القيادي بالمؤتمر الوطنى ربيع عبد العاطي في ذات الاتجاه ،وقال في حديثه لـ(اخرلحظة) :إن الحكومة لايهمها من تحاور بقدر مايهمها مصلحة النيل الأزرق وجبال النوبة ،ولاعلاقة لها بالصراع الذي يدور داخل الحركة الشعبية ،وأضاف الحكومة لاتحدد من الذي يأتي للتفاوض وأن الذي يحدد ذلك هو الوسيط حتى إذا حدد وفدين فستفاوضه الحكومة، وقال عبدالعاطى :إنه متفائل بما تحرزه تلك الجولة من نتائج إيجابية رغم انشقاق الحركة الشعبية في داخلها.من جانبه استبعد أستاذ العلوم السياسية راشد التجاني نجاح المفاوضات في ظل تلك الانشقاقات التى تعيشها الحركة الشعبية .

وقال هنالك جولات سابقة كانت فيها الحركة متحدة ولم تحرز نتائج ايجابية ،وأوضح أن الوضع الآن أصعب وأشد تعقيداً مما يجعل عملية التفاوض عسيرة لأن الحركة لم تعد متفقة على مفاوض واحد. وأضاف التجانى أن كل طرف سيحاول أن يثبت أنه صاحب الكلمة، وإذا تقدم طرف في جانب سيحاول الطرف الآخر عرقلته، وستكون المشاكسات هى المسيطره على التفاوض ،ولن يكون للحكومة مجال آخر سوى القبول بالتفاوض بوفد أو وفدين وفي حال امتناعها سوف يحسب ذلك عليها وأنها ممتنعه عن التفاوض.البحث عن شرعيةو يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين بروفيسور حسن الساعورى أن الصورة تظل قاتمة الى الآن ،ولم يتضح الجناح صاحب الأغلبية ،وتوقع الساعورى أن يحشد كل طرف ممثلين للتمرد ومناديب وأشخاص لايحق لهم حضور المؤتمر ،ليكون لهم شرعية وجماهيرية ، وقال الساعورى :إن الحكومة في حال فاوضت الطرفين ستصبح هنالك مشكلة فى من ينفذ عملية السلام .

واستبعد قيادى إسلامى فضل حجب اسمه حدوث أى نتائج ايجابية في جولة المفاوضات القادمة ، ووصف وفدى التفاوض الحكومة والحركة الشعبية بعدم جديتهم في الوصول الى حل لايقاف الحرب ،وقال :إن الجولات التى يخوضونها في كل مرة أصبحت كعمل روتيني لاتجدى إلى شئ فى ظل تعنت كل طرف بمواقفه وطالب الحكومة بتقديم كل التنازلات للوصول الى السلام.فشل المفاوضاتوأرجع مراقبون فشل جولات التفاوض وتعثر المحادثات في إحراز تقدم في العملية التفاوضية، التي كانت تهدف أولاً للتوصل لاتفاق وقف عدائيات، ثم الانخراط في حوار أشمل يضم بقية القوى السياسية، لمناقشة القضايا القومية وعلى رأسها أزمة الحكم.وأرجعوا ذلك الفشل الى رهن الحركة الشعبية لإبرام وقف العدائيات بإيصال المساعدات الإنسانية للمناطق الواقعة تحت سيطرتها عبر مسارين، داخلي وآخر خارجي من نقطة حدودية مع أثيوبيا، للحيلولة دون «سيطرة» الحكومة على العملية.

وبالمقابل ترفض الحكومة ذلك، وتصر على إيصال المساعدات عبر مسار داخلي فقط، بحجة «السيادة». أما في محور دارفور، فتعثرت المحادثات برفض حركتي جبريل ومناوي لشرط الحكومة بالتوقيع على وقف العدائيات، بعد تحديد مواقع قواتهما في دارفور.وفي يناير الماضي، أعلنت الحكومة قبول مقترح من واشنطن يقضي بأن تتولى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إيصال المساعدات عبر مسارات داخلية، بينما عارضته الحركة. ويظل في كل جولة الفشل هو الملازم للتفاوض فهل ستحسم تلك الجولة المرتقبة أمر المنطقتين .

تقرير:ناهد عباس
اخر لحظة

Exit mobile version