يقود حزب المؤتمر الشعبي هذه الايام حراكاً سياسيا موسعا بتنفيذه جولات ولقاءات مع عدد من الاحزاب الممانعة للحوار الوطني فكانت الجولة الاولى مع حزب الامة القومي ثم تبعه بجولة اخرى مع الحزب الوطني الاتحادي بالاضافة لجولتين يوم امس (الاحد) مع الحزب الشيوعي السوداني وحزب البعث السوداني، بغرض بحث سبل وقف الحرب واحقاق السلام في البلاد وفقاً للمبادرة التي يطرحها حزب الترابي.
لقاء الشيوعي
صباح امس الاحد توجه وفد من المؤتمر الشعبي يقوده الامين العام دكتور علي الحاج والامين السياسي دكتور الامين عبد الرازق ونائبه يوسف لبس واخرون صوب دار الحزب الشيوعي فكان في استقبال الوفد السكرتير العام للحزب المهندس محمد مختار الخطيب وبرفقته عضو اللجنة المركزية صديق يوسف وبعدها انخرط الجانبان في لقاء مشترك لمناقشة قضايا السلام الشامل عطفا على قضايا الحريات.
تعنت العجوز
بدأ علىي الحاج غير سعيد بلقاء الحزب الشيوعي حيث قال في تصريحات صحفية التقينا بهم في دارهم في اطار التواصل بغرض خلق اجماع وطني حول بعض القضايا غير الخلافية مثل قضية الحرية وايقاف الحرب واحلال السلام مشيرا الى قبول الشيوعي بالقضايا المطروحة بيد انه اشار الى وجود محاذير وضعها الشيوعي ابان اللقاء المشترك ابرزها المصداقية واهمية الحل الشامل لكل قضايا السودان وقال الحاج انهم مع الحل الشامل مضيفا نتفق مع الشيوعي في رؤية الحل الشامل لكافة قضايا البلاد مستدركاً بالقول كنا مع الشيوعي في تحالف واحد في اشارة لتحالف قوى الاجماع الوطني ولكن انخراطنا في الحوار الوطني خلق نوعا من الفجوة التي قلل من شأنها بحسبان أن دواعيها سياسية.
مستقبل التفاوض
ولم ينس علي الحاج ان يتناول مستقبل المفاوضات ودورهم في دفعها الى الامام عبر مبادرة السلام وقال ان انهيار جولات المفاوضات الماضية لم يكون الشعبي طرفا فيها كاشفاً عن حراك مكثف من كل القوى السياسية بغرض دفع مسيرة السلام الى الامام ونفى وجود تنسيق مع حملة السلاح بغرض حثهم على السلام ولكنه وعد بالجلوس مع الحركات المسلحة عقابيل الانتهاء من المشاروات مع القوى السياسية الداخلية وحول الخلافات التي تضرب صفوف الحركة الشعبية قال هذه الخلافات لن تحل القضية بل ستعمقها كون تجزئة القضية التي ستؤدي لتجزئة السودان وقال نحن سنخاطب كل فرقاء الحركة الشعبية.
بالمقابل كشف رئيس حزب البعث السوداني يحيى الحسين عن التزام فرقاء الحركة الشعبية بالعمل في نداء السودان من خلال المشاركة بمجموعتين مختلفتين احدهم بقيادة عقار وعرمان والاخرى بقيادة عبدالعزيز الحلو.
ليس حواراً بديلاً
اللقاءات السياسية التي قام بها الشعبي مع الوطني الاتحادي والامة القومي والشيوعي والبعث وضعت عدة تسالاوت من شاكلة.. هل الحراك الذي يقوده الشعبي هو حوار ظل مع رافضي حوار الوثبة؟ وهنا يجيب علي الحاج بالقول: (ما يحدث هو تنفيذ لمخرجات الحوار) نافيا وصف حراكهم بالحوار البديل وقال: (نحن جلسنا مع الممانعين ونريد ان نفتح عدة مسارات نحن نحاورهم من منطلق مخرجات الحوار الوطني ونحن لا نقود حوار ظل او حوارا بديلا بل نتحرك ضمن مخرجات الحوار ونحن نطرح توصيات الحوار على المانعيين وهي قابلة للتشاور).
مستقبل الحريات
الشاهد في الامر ان الشعبي يتخذ من الحريات بصورة عامة منصة للانطلاق صوب الجماهير ويسعى لاشاعتها بين الناس بكل السبل، ومن قبل رهن الشعبي مشاركته في الحكومة بتوسيع نطاق الحريات غير ان الواقع يشير لتراجع الحريات في فترة مشاركة الشعبي في الحكومة وحول ذلك يقول د.علي الحاج: (الحريات بالنسبة لنا امرا لا يمكن ان نتراجع عنه وقدنا معركة الحريات حتى وصلنا بها الى قبة البرلمان وبعد مشاركتنا في الجهاز التشريعي فان اعضاء حزبنا بالبرلمان سيواصلون معركة الحريات). واضاف: (معركتنا القادمة من اجل الحريات ستكون داخل البرلمان ومجلس الوزراء ولن نترك الحرية). وزاد: (صحيح هنالك تضيق على مستوى الحريات خاصة الحريات الاعلامية مثل مراقبة الصحف ومصادرته وحجب بعض المواد الصحفية). ولكن الحاج عاد وقال ان مستوى الحريات حاليا افضل من الثلاث سنوات الماضية.
قضايا الناس
يعتبر الوضع الاقتصادي من اكثر الاوضاع تعقيداً في الوقت الراهن لم يغفل علي الحاج تناول الراهن الاقتصادي في حديثه للصحفيبن بالمركز العام (امس) وقال اكبر المعوقات الاقتصادية هي الحرب لان 80% من الميزانية تخصص للمؤسسات العسكرية بسبب استمرار الحرب التي يتأزم منها الجميع بالتالى فان الاولوية هي ايقاف الحرب كاشفا عن مناقشته هذه القضايا مع حزب البعث السوداني في اجتماعهم المشترك امس وقال ان المبادرة التي يقودها الشعبي تخدم مسألة رفع العقوبات خاصة ان الشعبي يهدف لايقاف الحرب الذي يعتبر من ابرز شروط رفع العقوبات.
ماذا قال أهل البعث
في ذات الوقت بدا يحيى الحسين متفائلا بلقائهم مع قيادات المؤتمر الشعبي بدار الاخير كاشفا عن مناقشة الازمة التي يمر بها السودان خاصة مسألة الحرب مبينا ان الحل الامثل هو الحل الشامل لكل القضايا المصيرية مع اهمية ايقاف الحرب وتحقيق السلام ولم ينس الاشارة الى ايام الشعبي في قوى الاجماع الوطني متوقعا ان يلعب الشعبي دوراً بارزا في ايقاف الحرب من خلال الضغط على النظام وضرورة اخذه صوب طاولة السلام واردف بالقول: (لا يوجد مانع في الوصول لاتفاق مع القوي السياسية الرافضة للحوار مع الحركات المسلحة). مشيرا إلى ان ابرز الآليات التي سيلجأون اليه لوقف الحرب هو الضغط على النظام بغرض ايقاف الحرب وقال الحسين ان روح النظام صوب السلام لم تكون مرنة، بالمقابل قال علي الحاج ان النظام مؤخراً بدا راغبا في تحقيق السلام مستشهداً بقرار وقف اطلاق النار الذي اصداره الرئيس البشير قائلا ان هذه القرار يصب في مصلحة تنفيذ مخرجات الحوار مشيداً بتجاوب الحركات المسلحة مع قرار وقف اطلاق النار والالتزام به وطالب الحاج الحكومة بضرورة اصدار قرار ينص على الوقف الشامل لاطلاق النار بالمقابل قلل الحاج من الخلافات بين الحكومة وقطاع الشمال مبينا ان الخلاف المنحصر حول المساعدات الانسانية ليس مزعجاً مشيرا لامكانية دفع بمقترح للحكومة لدفع التفاوض الى الامام.
رفض قاطع
في السياق قال د.علي الحاج ان لقاءاتهم مع القوى السياسية ستستمر مع كل الاحزاب الا من ابّى كاشفاً عن رفض حزب البعث الاصل بقيادة علي الريح السنهوري الجلوس معهم قائلا : (ان البعث الاصل اشترط اسقاط الحكومة قبل الجلوس والتشاور معهم).
الخرطوم: عبدالرؤوف طه
صحيفة الصيحة