مرة أضحك ومرة أبكي.. مرَّة أتحمّل أساي..
كُنّا نُرددها معك الرائع ابراهيم عوض وجمال صوتك يأسرنا واختيارك للمُفردة واللحن يدفعنا لمُشاركتك الغناء ، كُنا نضحك ونقهقه فرحاً بالحياة معك ونبكي عندما تدعو الحاجة للبكاء ولم نذُق للأسى وقتها طعماً كي نُميّزه حتى استيقظنا من غفوتنا تلك على صوت فرقعات الإنقاذ وما تبعها من مآسي جعلتنا نُدرِك الفرق الكبير بين مُعاناتك (اللذيذة) وما نعيشه نحنُ الآن من مُعاناة حقيقية ، حقاً لقد أضحكتنا الانقاذ بأقوالها (الساي) وما زالت تُبكينا بأفعالها وفساد بعض مُنتسبيها ، كم صبرنا عليها واحتملنا مرارتها وما زالت ساقية الفساد تدور ، لله وحده أعلم إلى متى..
(تعتزم لجنة الثقافة والسياحة بالبرلمان استدعاء مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق أول ركن محمد عطا لمساءلته بشأن الاتهامات الموجهة للأمن الاقتصادي بالتواطؤ في مساءلة وزير السياحة محمد ابوزيد ببيع قطع أثرية خارج البلاد ويتزامن ذلك مع استدعاء مماثل للاخير لاستجوابه بشأن تورط أفراد من مكتبه في طلب رشاوى مالية من أمير سعودي)
خبر عادي (عندنا) جاءت به صحيفتنا الغراء (الجريدة) يُحدِث الناس عن فساد في وزارة السياحة وقد اعتاد الناس في بلادي مثل هذه الأخبار بعد أن استشرى الفساد فيها ولم تسلم منه مؤسسة ولم ينجو منه إلا من رحم ربي ، لا شيء يدعو للدهشة والاستغراب وما أكثر مُمتلكات الشعب التي بيعت تحت مُسميات الخصخصة والمزادات المفتوحة والمغلقة ونظام بيع (أم غُمتي) ، سكك حديد الجزيرة ، مباني السودان في لندن وخط هيثرو ، الحتات الفاضية كما شهد عليها والي الخرطوم وغيرها ، مُمتلكات ضاعت وضلت عائداتها طريقها لخزينة الدولة تقف شاهدة على استشراء الفساد المُقعِد لعمليات النمو والتطور في البلاد..
اتهام وزير السياحة القادم للحكومة من حزب آخر يُشارك المؤتمر الوطني في الحُكم ومدير مكتبه بعد ضبط مئات الألوف من الدولارات بحوزتهم حصيلة بيع قطع أثرية مع شكوى أخرى مُقدمة من وفد سعودي ضد بعض من يعملون في مكتبه بعد أن طلبوا من مندوب الوفد دفع (رشوة) مُقابل استخراج تصاديق للوفد السياحي بالرغم من استلام الوزارة لكافة استحقاقاتها المالية للتصاديق مُسبقا ، أفعال تدعو للبكاء على حال بلد أصبح عُرضة للنهب بكُل الطُرق الغير مشروعة وكُل صباح جديد حدث جديد أكبر يُنسينا ما قبله.
المُضحِك حقاً أن يأت نائب رئيس اللجنة البرلمانية يُحدثنا عن أنّ مثل تلك التصرفات تؤثر سلباً على السودان وشدد على ضرورة توفير التسهيلات للسياح مقرونة بالشفافية ومحاربة الفساد ،
يا سيدي السودان تأثر وانتهى والكُل يشتكي من سوء تصرفات البعض ولم يعُد دولة جاذبة لمن يُريد السياحة أو الاستثمار حتى أهلها أصحاب رؤوس الأموال ذهبوا للبحث عن ملاذات أخرى آمنة تحفظ لهم أموالهم بعيداً عنكم وتصرفات منسوبي الوزارات والمؤسسات ذات الصلة..
والله المُستعان
بلا أقنعة – زاهر بخيت الفكي
صحيفة الجريدة