* في كل مكان نظل نحمل أوراقنا والأقلام نكتب لبعضنا البعض ، نبوح بالكثير ونحتفظ بالكثير ، نطلق سراح بعض الأحاسيس ، ونعتقل الأخرى في خزائننا السرية ، فليس طبيعياً أن نعيش بمعزل عن الاخر ، نحتاج حقاً أن نتشارك أشياءنا مع أحدهم ، أن نتبادل الهدايا والأوراق الملونة ،فقد تحملك لحظة فرح الى بلاد العجائب تلك التي ظللت ترسم ملامحها بألوانك المحببة …
* تلك الرسالة التي نعثر عليها صدفة في صندوق البريد خاصتنا بينما نقلبه لحظة ضجر قد تُخرجنا من بركة الخوف الى شاطئ الأمان ، تهدينا جسراً للعبور ، وتحتفي معنا بيوم آخر للحب ، الآن أخرجوا تلك الأوراق من الحقائب ، وأزيلو ا أغطية الأقلام ، إستنشقوا رائحة الحبر بكل شوق ، وأسكبوا ما استطعتم من مشاهد ، أطلقوا العنان للحرية والحب ، عانقوا الغيم في نهار قائظ الحرارة ، وتزلجوا على ظهر قوس قزح بعد صمت المطر …
* لم لا تنزعون الخوف ؟ تقتلون البخل بالحروف ؟ لم لا تخلعون جلد الغرور ؟ لتصنعوا من الحياة نوتةً موسيقية تعزف لحن الخلود لتلك الكلمات التي تعبئ أوراق الرسائل ، الآن أنا أقف بجانب المكتبة ، أبحث عن أوراقي المفضلة ، أقلامي الملونة ، كلماتي الحبيبة ، أود حقاً أن أكتب إليك رسائلي بكل الحب ، وكامل الوفاء ، وسأترك لك بعض الأوراق على الطاولة التي بجاورك أنتظر رداً ، ولن أتعب من الإنتظار فتلك شعيرة أخرى من طقوس الرسائل …
الشاعر محمد على أبو قطاطي ظل يستجدي ذلك السحر حين قال :
أمش قول ليهو يا المرسال
عساه يراعي ملهوفو
حبيبك بي وراك
جارت عليهو وخانتو ظروفو
فقد صبرو وشرد نومو
لهيب الشوق حرق جوفو
نحول جسمو وشحوب لونو
براك أحسن تعال شوفو
* قصاصة أخيرة
رسائلي اليك عالمي الآخر
قصاصات – آمنه الفضل
(صحيفة الصحافة )